أخيراً وبعد طول انتظار.. تنفست شوارع وسط البلد الصعداء بعد إخلائها من الباعة الجائلين ونقلهم للترجمان. أكد الباعة ل "المساء" أنهم غادروا للترجمان "غصب عنهم" لأنهم كانوا يفضلون الانتقال ل"وابور الثلج" بدلاً من سوق الترجمان المؤقت. أضافوا أنهم يريدون العيش بكرامة إنسانية بعيداً عن الملاحقات الأمنية. أعرب المواطنون عن سعادتهم بنقل الباعة.. مطالبين باستمرار الحملات الأمنية بالشوارع لضمان عدم عودتهم مرة أخري. قالوا: الآن نستطيع التحرك بسهولة ويسر بعيداً عن المضايقات والتحرشات. من ناحية أخري واصل مسئولو الأحياء إجراءات تسكين الباعة في أماكنهم بمول الترجمان حتي ساعة متأخرة الليلة الماضية. شهدت شوارع وسط البلد الليلة الماضية حالة من الهدوء. وظهرت الانسيابية في حركة المرور وكذلك الراحة والاطمئنان والسعادة علي المواطنين في ظل التواجد الأمني المكثف من قوات الأمن وسيارات الشرطة والجيش التي تمركزت أمام صيدلية الإسعاف ومول طلعت حرب وبالشوارع الجانبية المؤدية إلي وسط البلد. وكذلك أمام مجمع التحرير وشارع الشيخ ريحان. قال أيمن ناجي ومحمد اسماعيل وأيمن أبوالدهب "باعة": رغم تأثير نقلنا إلي الترجمان علي حركة البيع والشراء إلا أننا نريد تقنين أوضاعنا والعيش بكرامة بعيداً عن الملاحقات الأمنية. ولكننا واجهنا بعض المشاكل لعدم وجود اسمائنا بكشوف الحصر التي أعدت منذ فترة ولكن اتفاق جميع الباعة علي عدم قبول الانتقال إلي الترجمان جعلنا لا نسجل اسماءنا ولكننا نريد الآن التسكين بالترجمان والمسئولين وعدونا بإيجاد حل خاصة بعد علمنا بأن الباعة المنتقلون إلي الترجمان سوف تكون لهم أماكن في مشروع وابور الثلج الجاري تجهيزه حالياً. قال عاشور حامد وسيد عبدالرحمن وفاروق حسين "باعة": انتقالنا للترجمان جاء غصب عنا لأننا كنا نريد الانتقال إلي مشروع وابور الثلج مرة واحدة ورغم ذلك سنحاول العمل لكسب قوت يومنا واستغلال حالة التصالح الأمني مع الباعة. قال محسن محمد "موظف" وسيد خطاب "مهندس": الحمد لله أخيراً تخلصنا من صراع الباعة بشوارع وسط البلد ومن المضايقات التي كانت تحدث لبناتنا وأولادنا بسببهم. ونتمني استمرار التواجد الأمني لعدم عودتهم نهائياً حتي تعود القاهرة "باريس الشرق". قال مصطفي عبدالرازق "65 عاماً": أخيراً استطعت التحرك والسير بشوارع وسط البلد بسهولة والمشي بالعصا بلا خوف أو مضايقات. قالت أمينة أحمد وسارة خليل ومروة عمر "طالبات": قررنا النزول إلي شوارع وسط البلد بعد عزوفنا لسنوات بسبب احتلال الباعة الشوارع والأرصفة.. الآن نستطيع التحرك بحرية وبلا مضايقات أو معاكسات. أكد اللواء محمد أيمن عبدالتواب -نائب محافظ القاهرة- استكمال المسئولين بالأحياء والمحافظة اليوم إجراءات تسكين الباعة بمناطق الموسكي وسور الأزبكية ومن الإسعاف إلي الكورنيش. موضحاً أن استمرار الحملات الأمنية بالشوارع اليوم لعدم عودة الباعة مرة أخري. أضاف أن المحافظة تسعي لإنهاء سوق المطرية في أسرع وقت والتابع لهيئة الأوقاف. حيث تم الانتهاء من المشروع بنسبة 80% حتي الآن. قال اللواء إيهاب رشدي نائب مدير أمن القاهرة لقطاع غرب إن الخدمات الأمنية مستمرة بشوارع وسط البلد طوال ال 24 ساعة لضمان عودة الباعة مرة أخري. أضاف أن عملية نقل الباعة للترجمان تمت دون أي مشاكل أو معوقات من الباعة. مؤكداً أنهم لن يسمحوا لأي بائع بالتواجد مرة أخري بالشارع وسيتم مواجهة المخالفين بالقانون وبكل حسم. قال اللواء ياسين عبدالباري -رئيس حي غرب القاهرة: إن تجربة نقل الباعة الجائلين إلي الأسواق الحضارية العصرية دخلت حيز التنفيذ وبجدية وبدأت بحي غرب القاهرة كمرحلة أولي الذي يتضمن شوارع طلعت حرب و26 يوليو وعبدالمنعم رياض وأمام مجمع التحرير ومحمد فريد. مشيرا إلي أن عدد الباعة بالحي وصل إلي 563 بائعاً. وتم تسكين 381 بائعاً في أماكنهم حتي الآن واليوم نستكمل تسكين باقي الباعة. أضاف أنه يجب علي جميع الباعة تقدير التغيير الأمني الملحوظ معهم وإعطائهم الفرصة لتقنين دخلهم والعيش حياة كريمة بعيدة عن الملاحقات الأمنية. صرح مصدر أمني بأن الخدمات الأمنية بمول الترجمان مستمرة في عملها وتواجدها بالمول مستمر حتي عودة الأمن والأمان للباعة وتحقيق الاستقرار والانضباط في حركة البيع والشراء. كانت الحملة الموسعة التي شنتها الأجهزة الأمنية والمحلية بمحافظة القاهرة بقيادة اللواء أسامة الصغير مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن واللواء علي الدمرداش مدير أمن القاهرة واللواء إبراهيم الزيات مدير مرافق القاهرة واللواء محمد أيمن عبدالتواب نائب محافظ القاهرة قد نجحت في إخلاء شوارع وسط البلد من الباعة وإعادة الانضباط والمظهر الحضاري لشوارع وسط البلد "26 يوليو وطلعت حرب ومحمد فريد وميدان الإسعاف والأوبرا وقصر النيل وبولاق أبوالعلا وأمام مجمع التحرير".