عمري 25 عاماً تخرجت في كلية التجارة وأعمل في شركة خاصة يمتلكها والد زميلي هو وأقاربه.. منذ تعرفت علي زميلي في الجامعة ونحن نحب بعضنا.. وكنا ننتظر التخرج ليتقدم لي.. وبعد التخرج عملت معهم في الشركة والده يحبني جداً وكذلك عمه فأنا ولا أشكر في نفسي إنسانة ملتزمة ومؤدبة ومخلصة في عملي.. المهم أنني وبعد مرور عامين علي تخرجنا طلبت منه أن يتقدم خاصة وأن اعذاري لم تعد تجدي مع والدتي.. ولأ أبي متوفي أصبحت ثقيلة علي أمي هكذا قالت وأعلم أنها تعني المسئولية لا شيء آخر فمعاش والدي كبير حيث كان موظفاً كبيراً في الدولة قبل وفاته. لكن حبيبي فاجأني بأن والده يرفض زواجنا بحجة عدم التكافؤ بيننا ويري أن أمي التي تعمل موظفة صغيرة ستمثل لهم حرجاً أمام العائلة.. وعندما غضبت وقلت له أن ذلك منتهي الظلم وأن تلك الموظفة الصغيرة كانت زوجة رجل مهم وصل لمرتبة وكيل وزارة وأنها تعمل لملء الفراغ فليس لها غيري وأنا كنت ما بين الدراسة والعمل وهي تعمل ليس لحاجة مالية ولا تعمل خادمة بالبيوت ولكنها تعمل في وزارة محترمة وقد عينها أصدقاء والدي بعد وفاته. قال أنا أحب والدتك واحترمها ولكن هذا رأي العائلة!! شعرت بالإهانة وتركت العمل لديهم وسط دهشة الأب الذي اتصل بي بنفسه ليسألني إذا كان هناك ما يضايقني فقلت له: لا يوجد ولكنني لست بحاجة للعمل. فقال لي ولكن العمل بحاجة لإنسانة مخلصة وماهرة مثلك سأترك الباب موارباً ومتي رغبت في العودة اعتبري تلك الشركة شركتك الخاصة.. وأرسل لي مكافأة كبيرة علي مجهودي وأخلاصي!!. تعجبت من تصرفه وعندما اخبرت حبيبي قال هو بيفصل بين الخاص والعام ولكنه سعيد بأنك بابتعدت وهو لا يعلم أننا نتقابل ولا يجب أن يعرف. واستمرت اللقاءات بيننا ولكنها اخذت شكلاً آخر غير مريح فلم أعد أشعر بالسعادة وأنا ذاهبة إليه وبالتدريج اصبحت أجد الأعذار لعدم اللقاء ثم التهرب منه ولكنه يطاردني بالتليفونات والرسائل ولا أجيبه وعندما ألح قابلته منذ شهر واخبرته أنني لا أريد أن استمر في علاقة لا نهاية لها وأنني كنت أقابله لأننا سنتزوج أما الآن فلا.. ولذلك لم يعد هناك أي مبرر للمقابلات.. أخذ يلح أنه سيجد الحل وأنه يحاول مع والده ووالدته وأنه يحبني ولا يريد تركي حتي أنه بكي لعدم قدرته علي فراقي.. وأنني يجب أن أقف بجواره خاصة وأن الاسرة تلح عليه ليتزوج ابنه عمته وهو يرفض ولا يجب أن اتخلي عنه. سيدتي أنا أحبة حقاً.. لهذا وجدتني أذهب لوالده الذي فرح لرؤيتي وظن أنني ارغب في العودة للعمل ولكنني سألته بشكل مباشر ما عيبي الذي تراه وترفضني لأجله؟ بهت الرجل للسؤال وقال أرفضك كيف؟! فقلت له أنت ترفضني لأن أمي موظفة صغيرة وتتجاهل كوني ابنه لسيدة شريفة ورجل محترم كانت له مكانته في وظيفته.. وترفض زواجي بابنك.. ضحك الرجل وقال هل تحبين ابني؟ لم أجبه فقال: لا أعرف أنكما متحابان ولم أرفضك ولم يعرض الأمر علي بل عرض علي أن يتزوج ابنة عمته.. وسب ابنه وتربيته واعتذر لي وقال مستعد أعقد عليكما الآن لو رغبت أنت ووالدتك.. واقسم أنه تمناني لابنه الذي قال له بأنني مجرد زميلة فقط. كدت أموت وأنا اسمع هذا الكلام سنوات وأنا مخدوعة فيه.. سنوات أهبه الحب بلا مقابل أضيع الفرصة تلو الاخري في زواج مناسب ومحترم.. لقد أغلقت كل الهواتف ولم أعد أعرف ماذا أفعل فأرجو أن تساعديني كيف أنجو من آلامي.. كيف أهرب من مشكلتي.. كيف احتمل خسارتي وخديعة السنوات؟ بربك ساعديني. ** عزيزتي: لو كان هناك مشكلة فهي له وليست لك.. المشكلة الحقيقية يا ابنتي أنه إنسان محروم من الحب لا يعرفه يكذب علي نفسه ويصدقها وتلك مشكلته.. لا يحزنك ما فات واحمدي الله أنك عرفته الآن قبل الزواج أو قبل الإنجاب الخسائر القريبة أفضل من المكاسب البعيدة في حالتك. حاولي نسيان ما حدث ولا تفكري في مقابلته أو غفران ما حدث منه.. فالكاذب يفعل أي شيءولا يصدق إلا الكذب ولو كنت صادقة معه بقية حياتك ما صدقك لأن معينه لا يعرف إلا الزيف والكذب. الخطوة الأولي إذن أن تريه علي حقيقته وبدون القناع الذي لبسه لسنوات.. ثم بعد ذلك عليك بالإنشغال بالعمل وتجنب الأماكن التي ذهبت معه إليها.. وبعد أن تهدأ نفسك فكري في أن تجدي شريك العمر الذي يحترمك ويقدرك ويخاف عليك.. ويكفيك ما ضاع من فرص.. فهذا الكاذب الذي سرق عمرك وسمعتك وكان يريد أن يكمل دون مراعاة لضمير يؤنبه بصدد مستقبل يضيع منك في أن تكوني زوجة وأماً.. بينما هو يرتب للزواج والسعادة ويرغب في أن يحتفظ بك عشيقة يفسد عليها حياتها.. هذا نوع من الرجال يحتقر ولا يحزن عليه لحظة. أحبك الله وبصرك ومنحك الفرصة للتعلم بأنه ليس كل معسول الكلام حقيقة.. فالسم احيانا يخالط العسل.. بعد فترة حاولي اسقاطه من حياتك وذاكرتك ولن يكون هذا مستحيلاً.. بعد أنت انتقل من خانة الحبيب إلي خانة الماضي غير المأسوف عليه. اعلمي أن المرأة لا تحب من لا تحترمه حتي وإن كان ساحراً.. ضاعت منك سنوات ولكنها كانت الثمن لدرس العمر فلا تحزني وكوني قوية لم تخسري شيئاً بضع سنوات ومازال العمر أمامك أما هو فقد خسر الحب وإنسانة محترمة واحترامك.. ستنسينه وما هي إلا مسألة وقت.. الإنسان السوي لا يحب الأنذال مهما قالوا في الماضي من معسول الكلام.. وتأكد أن ما حدث قد كتبه الله عليك لسبب غير معلوم لك ولكنه معلوم لله بكل تأكيد. عودي للعمل في مكان آخر لا يذكرك به وأسعدي أن قناعه قد سقط وتأكدي أنك مررت بالمرحلة الأصعب فعندما تجدين القدرة علي هجره وعدم الرد تأتي مرحلة النسيان والتجاهل مسألة وقت ولك تحياتي. وإن عتبت عليك عندما قلت إن والدتك موظفة بسيطة وليست خادمة.. لا تسخري من عمل شريف مهما تواضع فله قيمته.. يكفي أنها لا تسرق ولا تكذب ولا تنافق.