وقف المجتمع الدولي ووقفنا نحن العرب معه موقف المتفرج علي المذابح اليومية التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة. الأمر الذي أدي إلي استشهاد أكثر من ألفي فلسطيني. وإصابة عشرات الآلاف منهم. لا أحد يجرؤ في العالم كله علي إسكات صوت الطائرات والمدافع والصواريخ الإسرائيلية التي تخطت كل الأعراف الدولية في الحروب. ولا أحد يستطيع أن يلجم القاتل بنيامين نتنياهو. ولا أحد في شرق البلاد وغربها وشمالها وجنوبها يمكن أن يوقف هذه الحرب المجنونة!! سكان غزة يعيشون في هذا القطاع يمارسون حياتهم بشق الأنفس. تنقصهم معظم الضرورات للحياة. ويصبرون علي الهوان والذل الذي يعيشون فيه. وينتظرون بين يوم وآخر قافلة من القوافل التي تحمل لهم الأطعمة والمستلزمات الطبية لتعينهم علي ما هم فيه من شظف العيش وندرة الدواء.. ومع كل هذه الحياة المهينة لا يسلمون بين يوم وآخر من عدوان إسرائيلي غاشم. يهلك الحرث والنسل. ويبيد شبابهم وأطفالهم ونساءهم قبل أن يبيد رجالهم وشيوخهم. هذه الحرب التي تشنها إسرائيل علي غزة الآن لم يسبق أن شهدت مثلها في السنوات الأخيرة.. وهي تريد أن تحرج الدول العربية وفي مقدمتها مصر. قبل أن تحرج العالم كله. أمريكا لا يهمها باعتبارها ولية أمر إسرائيل. والتي تمدها بالسلاح والعتاد أقول لا يهمها إن قتل آلاف الفلسطينيين أو أصيبوا بعشرات الآلاف.. فهذه الحرب لا تمسها من قريب أو بعيد. وعندما أراد باراك أوباما رئيس أمريكا أن يعاتب نتنياهو علي هذه الأعمال الوحشية. فما كان من الأخير إلا أن صدمه صدمة شديدة. كدنا نقول بعدها إن هناك أزمة ستحدث في العلاقات بين البلدين. ولكن سرعان ما ابتلع أوباما هذه الصدمة. وكأن شيئاً لم يكن!! د.نبيل العربي. الأمين العام لجامعة الدول العربية قال: إن مصر قدمت مبادرة لوقف القتال. حظيت بموافقة مختلف الأطراف الفلسطينية بما في ذلك حركة حماس. كما حظيت بموافقة إقليمية ودولية من خلال الاتصالات مع الولاياتالمتحدةالأمريكية وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا. وكذلك الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. لكن إسرائيل تتحمل مسئولية تعطيل هذه المبادرة. وقال إن إسرائيل تتنصل من التزاماتها التي وقعتها حكومتها فيما يتعلق بمطار غزة أو مينائه.. وأصرت علي العدوان الأخير الذي لم يسبق له مثيل منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية. لقد قتلت إسرائيل ضمن ما قتلته أمس الأول أكثر من 20 فلسطينياً منهم ثلاثة من أبرز قادة كتائب القسام. وهم: محمد أبوشمالة ورائد العطار ومحمد برهوم.. وأكدت كتائب القسام أن العدو الإسرائيلي سيدفع الثمن غالياً لهذه الجريمة. في نفس الوقت تعهد موشيه يعالون. وزير الدفاع الإسرائيلي بمواصلة عمليات اغتيال قادة حماس في أي زمان ومكان. وحث الإسرائيليين علي الاستعداد لمعركة طويلة. إذن.. من يوقف إجرام نتنياهو وحكومته؟!.. ومن يوقف مذابح ومجازر هذا اليهودي. الصهيوني. ضد قطاع غزة؟!.. العالم يتفرج. ونحن نتفرج معه.. والكل ساكت عن تلك المجزرة التي تدمي قلوبنا قبل أن تدمي مآقينا!! كان الله في عونكم يا أهل غزة!!