في كل زمان ومن طبائع الحياة أن مسيرة العمل الجاد للرجال المخلصين تتعرض للكثير من المعوقات والألاعيب في محاولات لبث الخوف والشكوك وإثارة القلاقل والاضطرابات وقد ابتليت الاوطان العربية والإسلامية بهذا الصنف من الناس منذ فجر الدعوة المحمدية في مقدمتهم المنافقون فقد ابتكروا الكثير من الحيل والمراوغات وآثاروا الأقاويل ويتهربون من العمل الجاد وتظهر أحقادهم بصورة واضحة أثناء الحروب والأزمات وقد فضحهم الله في كثير من آيات القرآن الكريم وهناك سورة تحمل هذا الاسم في بدايتها يقول ربنا: إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم أنك لرسوله والله يشهد أن المنافقين لكاذبون" وهذا الصنف يظهر خلاف ما يبطن مكر وخداع وأقاويل "هم الذين يقولون لا تنفقوا علي من عند رسول الله حتي ينفضوا" و"هم الذين يقولون لئن رجعنا إلي المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل" كل ذلك من أجل تعطيل المسيرة لرجال آمنوا بالله ورسوله ونذروا أنفسهم للعمل الجاد والمشاركة في بناء صروح الأمة والمجتمع المسلم في ضوء المبادئ والقيم التي أرسي معالمها سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم دون التفات لأفكار وحيل هؤلاء المثبطين للهمم الذين يضعون العقبات ويثيرون الإشاعات مرة عن الرجال حول الرسول وأخري للهروب من المشاركة في قتال الأحزاب "يقولون إن بيوتنا عورة" في ادعاء باطل لكي يتركوا المسلمين يخوضون المعارك وحدهم. ليس هذا فحسب وإنما لا يتوقفون عن بث الفتن والأباطيل للحد من عزيمة هؤلاء الرجال المخلصين ورغم أن الله أوعدهم بالمصير المؤلم إلا أنهم لم يلقوا بالاً لهذا التهديد وذلك الوعيد. هذه الأكاذيب وأعمال الإثارة لم تثن المؤمنين عن الاستمرار في بذل الجهد والعرق لبناء الأوطان وقد عبر القرآن الكريم عن هذه المواقف المشرفة لهؤلاء الرجال الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل" وقد كان جزاء الله كبيراً لهؤلاء أصحاب العزائم القوية والهمم العالية نصرهم الله وخذل المعوقين ومرتكبي الحماقات والأعمال المثيرة للشغب وقد رأينا كشف الله هذه الحيل وذلك المكر وقد استمرت مسيرة العالم العربي والإسلامي تنشر سماحة الدين الحنيف مع استمرار العمل في بناء صروح المجد وإقامة المشروعات التي توفر الحياة الكريمة لأبناء هذه الشعوب والقيام بمهمة التعمير والبناء مع مراقبة لله عز وجل في كل خطواتهم وتقديراً للمسئولية التي وضعها رب العباد في أعناقهم فها هو أمير المؤمنين أبوحفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: لو تعثرت بغله في أقصي العراق لسئل عنها ابن الخطاب يوم القيامة". وانطلاقاً من هذه المعالم وتلك الأمانة استطاع المسلمون بناء الصرح وتشييد الكثير من المشروعات والأعمال التي أبهرت العالم شرقاً وغرباً ولاتزال الحضارة العربية والإسلامية شاهدة علي جهود هؤلاء الرجال ووقوفهم في وجه أولئك الذين يعطلون المثيرة بأعمالهم السيئة ولعل ما نشاهده هذه الأيام في العالم الإسلامي والعربي أبلغ شاهد علي ما يفترض هؤلاء من أعمال وأقتتال وارتكاب أعمال لا تمت للدين الحنيف بأية صلة.. وناهيك عما يجري بالعراق وليبيا وفي بلادنا لكن كل ذلك لن يعطل مسيرة المخلصين من الرجال وسوف يستمر العمل الجاد من أجل هذه الشعوب المكافحة ولن يضيع الله جهد الصالحين "إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أنا لا نضيع أجر من أحسن عملاً" ليت ذوي المكر السييء يفيقون من سباتهم وتتوقف أباطيلهم وأعمالهم السيئة.