* جاءت ابنتي منذ يومين باكية وكانت مع خطيبها في السينما.. وبعدپأن هدأت قالت وهي تجهش ثانية.. خطيبي حرامي!! صعقتني الكلمة فهو ابن عائلة ثرية ومحترم غاية في الأدب.. فكيف يا ابنتي يكون ذلك؟! هكذا سألتها.. فقالت: ونحن في السينما ذهبت في الاستراحة إلي الحمام وتركت حقيبتي بجواره وعند عودتي كانت الأنوار قد اطفئت ورأيته يفتح حقيبتي ويأخذ منها محفظتي يضعها في جيبه ويغلق الحقيبة ويعيدها في البداية ظننت أنه يلعب معي ويريدپأن يخضني وبعد الفيلم ونحن عائدون فتحت حقيبتي وأبديت دهشتي وقلت أين محفظتي فكانت المفاجأة.. قال: ابحثي عنها جيداً لعلك لم تنزلي بها.. قلت له: بل نزلتپبها فقال: لعلك فتحت الشنطة في مكان ما فوقعت منك ولم يعد إليَّ المحفظة حتي عدت إلي المنزل وسألته بجد وأنا أصعد ألم تر محفظتي حقاً فقال لي لا طبعاً وأين أراها وأرتبك وجهه فقلت له مهدئة.. أقصد أكون أخرجتها أمامك في السينما أو شيء كهذا فقال لي: ما لونها؟ فشعرت بأنني أريدپأن أصمت. قلت لابنتي لعله يعيدها غداً ويمازحك فلا تقولي له أنك رأيته لنري ماذا سيفعلپوبعد ذلك قمت ودعوته علي الغداء لليوم التالي.. وفعلاً جاء حاملاً لها الهدايا التي لا تخلو يديه منها وليس من ضمنها المحفظة.. فتعدمت أن أخلع خاتمي دون أن يراني وأضعهپفي منفضدة السجائر الخالية النظيفة ليراه وقمت ودخلت ولم يكن أحد في الغرفة كانت ابنتي تحضر السفرة وزوجي لم يأت بعد من الخارج وأنا تصنعت أنني اساعد ابنتي وتركته يشاهد التليفزيون لدقائق وعندما عدت لم أجد الخاتم في مكانه فعرفتپأنه سرقه وعندما صرخت بالخادمة أين خاتمي الذي كان هنا فأقسمت أنها لم تر خواتم وأنها لم تدخل الغرفة التي نجلس فيها منذ نظفتها صباحاً ولم يكن هناك خواتم فقلتپلها سوف أبلغ البوليس حالاً ولن تخرجي إلا إذا ظهر الخاتم.. فلم يرمش له جفن بل ادعي انه يبحث معنا عن الخاتم حتي وجده كما يقول تحت الكنبة وقال لعله وقع منك ياطنط وأعاد الخاتمپوأعطي للشغالة.. خمسين جنيهاً ترضية لها حتي تكف عن البكاء.. اكتشفت خطيب ابنتي اللص وخسرتپخادمتي الشريفة في هذه التمثيلية لأنها خافت أن تجلس ولم استطع البوح لها بالحقيقة وغادرتنا الشريفة وبقي معنا اللص فكرت في أن أخبر والديه ولكنني أثرت أن تفسخ الخطبة بعيداً عن هذا كله وفعلاً أعدنا له الشبكة وانتهي الأمر منذ أسبوع.. الكارثة أن والديه يلحان في العودة ولا أعرف كيف أخبرهما فهما صديقان عزيزان ومحترمان والأعجب ما الذي يدفعپرجل أعمال يمتلك المال الوفير وأعمال والده مترامية الأطراف في كل البلاد تقريباً للسرقة.. ابنتي لا تجف دموعها لأنها أحبته والجميع يكاد يجن ويرغبون في معرفة السبب أرجوك ساعديني. بدون توقيع ** ياصديقتي حتي الآن تصرفت بعقل شديد وإن خسرت خادمتك الشريفة سيعوضك الله عنها إن شاء الله ولكن بالنسبة لهذا الشابپأعتقدپأنه ليس لصاً بالمعني المتعارف عيه لهذه المفردة.. لعله مريض نفسياً وهذاپهو الأرجح فمن يملك هذا المالپوهذه الأسرة لاپيسرق حباً في المال وإنما هي رغبة تنتابه ولا يعرف السيطرة عليها.. ولهذا أقول لك عليك بإخبار والديه فإن تفهما الأمر ذهبا به إلي طبيب نفسي فلا بأس وإن غضبا منك وأثارا جدلاً فلا حل أمامك إلا تجاهل الأمر وقد أخبرتهما بذلك وهما المسئولان لاپأنت. تبقي ابنتك التي تبكي حبها الضائع.. عليها أن تفهم أن ذلك خير لها من زواج وأولاد وأزمة لا تنتهي ولكن الأمر قد يكون بسيطاً عندكم ولكن ماذا لو تعرض لهذا الأمر مع آخرين قد تكون نهايته السجن.. ولهذا الأمر هام جداً وعليه أن يذهب لطبيب نفسي وبسرعة.. ساعديه علي ذلك إن استطعت.. وقد تدفعه ابنتك بحبها له إن كانت لا تستطيعپالاستغناء عنه فكثير من هذه الحالات تم شفاؤها.