أكد خبراء الأمن وأساتذة الأكاديميات العسكرية أن مواجهة الجرائم الإرهابية للجماعات المسلحة التي تستهدف قتل ضباط وجنود الجيش في المعسكرات والكتائب لابد أن تبدأ بتطوير منظومة التأمين ووضع كاميرات مراقبة في أماكن سرية مع وضع طائرة علي وضع الاستعداد بالقرب من الكتائب مع ضرورة ربط نقاط عسكرية بالقرب من المعسكرات والكتائب لنجدتها في حالة تعرضها لهجوم مسلح مفاجئ وتطوير أجهزة الإنذار في كل المعسكرات للإبلاغ عن أي شخص غريب بالمناطق العسكرية أو وجود سيارات مشبوهة دفع رباعي تحمل أشخاصاً أو أسلحة حتي يتم إحباط المخططات الإرهابية قبل تنفيذها بمراحل. يوضح اللواء جمال مظلوم الخبير العسكري والاستراتيجي أن مساحة الوادي الجديد 44% من مساحة مصر ويسكنها ربع المليون فقط.. مما يؤكد أن اختيار المحافظة والمعسكر تم بعناية شديدة لأنها محافظة نائية غير مكتظة بالسكان. وللأسف أقرب نقطة لمكان معركة الشهداء يبعد عنهم 60 كيلو مما يجعل أي نجدة تصل لهم تستغرق ساعة علي الأقل. وحتي نتجنب ما حدث لابد من وضع طائرات حربية علي وضع الاستعداد بالقرب من المعسكرات والكتائب وذلك لمواجهة هجوم السيارات المفخخة أو الهجوم الإرهابي علي أي نقطة عسكرية مع ضرورة توفير أسلحة حديثة وكاميرات مراقبة لحماية الجنود خاصة في المناطق النائية. يضيف اللواء مظلوم أن القوات المسلحة عليها تطوير منظومة التأمين وتحديث نظام المراقبة والاتصال والإنذار ووضع نقاط للنجدة بالقرب من المعسكرات حتي تساعد الكتائب والمعسكرات في الاشتباك مع أي هجوم مسلح ولابد من الإبلاغ عن أي ظواهر غريبة سواء سيارات مشبوهة أو أشخاص يحملون أسلحة حتي يمكن مواجهة الجرائم المنظمة وإفشالها. احتياطات مشددة يؤكد الدكتور نبيل فؤاد الخبير الأمني والاستراتيجي بأكاديمية ناصر العسكرية أن الحادث البشع لجنود القوات المسلحة بمعسكر الفرافرة لابد أن تتخذ القوات المسلحة احتياطات مشددة أمنياً لكل الكتائب والمعسكرات والسرايا. خاصة في المناطق النائية وبعد مراجعة نظام التأمين يجب تدعيم المعسكرات بكاميرات للمراقبة وهذه الكاميرات مرتبطة بأجهزة إنذار حديثة لإبلاغ أقرب كتيبة في حالة حدوث خطر أو مهاجمة للمعسكر مع ضرورة وجود طائرات في أقرب نقطة عسكرية لعمل مراقبة جوية لمنطقة المعسكرات كل ساعة حتي يمكن القبض علي الجناة قبل ارتكاب جريمتهم. يوضح د.فؤاد أن مصر مستهدفة من الخارج والداخل وهناك عناصر داخلية تساعد الجماعات المسلحة المتطرفة لتحقيق أهدافها القذرة وصدور قانون الإرهاب قد يقلل من العمليات الإجرامية ولكنه لن يمنعها ومخططات أنصار بيت المقدس وتنظيم القاعدة لن تنتهي طالما هناك دعم مادي وأطراف داخلية تعيش في مصر وتساعدهم في ارتكاب جرائمهم. يشير إلي أن تكثيف الخدمات أمر ضروري وتناظر الخدمات سيؤدي إلي صد جزء من الهجمات الإرهابية ولابد من تنظيم عمليات التأمين الخاصة بالمعسكرات. اللواء حسين عبدالرازق الخبير العسكري قال: لا توجد دولة علي مستوي العالم حتي في أمريكا تستطيع أن تؤمن حدودها بنسبة 100% وللعلم هذه العملية مكلفة جداً وعلي الدولة أن تتخذ مجموعة من الإجراءات الاحترازية لأنها تواجه عدداً من الدول التي تريد الشر لمصر. فنحن نواجهة عدواً غير واضح المعالم عبارة عن مجموعة حقيرة من الإرهابيين تتحدث باسم الدين ولا علاقة لها بالأخلاق والدين الإسلامي من الأساس. أضاف أن هذه المجموعات التي تهاجم الضباط والجنود علي علم تام بكل تفاصيل حياتهم لأنهم من نفس اللون واللغة ولا يمكن الشك في هويتهم علي الإطلاق. ولا يوجد تقصير أمني لأن القوات الموجودة في هذه الأماكن النائية من خيرة شباب مصر ومدربين ولكن هناك ظروف أحياناً تكون خارجة عن إرادتهم ومن الممكن أن يرتكب العدو جريمة أثناء تناول الجنود طعام الإفطار في شهر رمضان وهذا الوقت يستغله هؤلاء الإرهابيون لتنفيذ جريمتهم. يطالب بأن تكون هناك عملية تمشيط لعمليات البحث والتحري الأمني وزيادة في عناصر الأمن الوطني بأحدث الأسلحة المتطورة وفي كل منطقة فرعية من هذه الأماكن قوة تدخل سريعة وتكون في وضع استعداد دائم لأننا نعيش في حالة حرب مع عدو غير واضح المعالم وأبناؤنا من قوات الجيش والشرطة يجب أن يعلموا ذلك. قال إن حدود مصر مع بعض الدول الرقابة فيها غائبة رغم أن مصر بها ما يقرب من 4 آلاف كيلو متر حدود مائية وأرضية وجبلية ورملية تحتاج لعمليات تأمين صعبة وتوسيع عمليات التفتيش والمداهمة في هذه الأماكن للمشتبه فيهم والقبض عليهم وبعد إجراء تحريات كاملة عنهم إذا لم يثبت ضدهم شيء نطلق سراحهم. تحقيقات جادة اللواء طلعت مسلم الخبير الاستراتيجي قال: لابد أن تكون هناك تحقيقات جادة وقوية لمعرفة ملابسات هذه الحادثة وما سبقها من حوادث حتي الآن لم نعرف نتيجة لهذه التحقيقات وهذا ما يجعل هناك تكرار لمثل هذه الجرائم البشعة التي لا تنتمي لأي إنسانية أو دين أو غيرها. المفروض أن تحقق الدولة في هذه الحادثة وبناء علي نتيجة التحقيق يمكن إعداد خطة أمنية جيدة لمثل هذه الأماكن وأي نوع من الأعداء أو الإرهابيين يتم التعامل معهم بقوة وحزم. أضاف: لا نستطيع أن نقول إن هناك تقصيراً من الناحية الأمنية إلا بعد انتهاء التحقيقات وبعد ذلك نعيد تنظيم المواصلات التي تنقل هؤلاء المجندين والضباط وعملية الاتصالات بين هذه القوات ويكون هناك مساعدة من القوات الجوية لعملية التأمين ونعيد تنظيم قوات الحدود وقد تكون هذه الأحداث لها علاقة بما يحدث في الدول المجاورة من إرهاب ولكن بطريقة غير مباشرة.