سائق الحنطور مهنة ذات تاريخ عريق والحنطور يكثر الطلب عليه في المواسم والأعياد وهو وسيلة سياحية يقبل عليها الأجانب عند زيارتهم لمصر للتنزه علي ضفاف النيل.. ورغم أنها مهنة بسيطة لكنها تحمل الكثير من المتاعب خاصة بعد أن أصبحت السياحة تعاني الركود خلال 3 أعوام قاسية مرت علي البلاد. يروي محمد علي "33 عاماً" حكايته مع المهنة قائلاً: هي مهنة متوارثة عن الآباء والأجداد فبعد أن حصلت علي شهادة الدبلوم لم أجد فرصة عمل مناسبة فقررت مساعدة أبي في عمله.. وكان عمري وقتها 20 عاماً بعد 4 سنوات توفي ابي ولم يترك لنا أي دخل أو معاش وترك لنا عربة الحنطور والحصان. أنفق من عملي علي إخوتي ونعيش معاً في غرفة صغيرة بمنطقة بولاق أبو العلا وأنا أكبر إخوتي.. لدي أخ مصاب بالشلل منذ طفولته والثاني خريج كلية الحقوق ولم يجد عملاً حتي الآن أما الثالثة فحاصلة علي دبلوم المعهد الفني للتمريض وتعمل ممرضة بأحد المستشفيات الحكومية وتقوم بتجهيز نفسها لتتزوج قريباً ولي أخ يدرس بالفرقة الثالثة في كلية الهندسة لذلك تحملت مسئولية إخوتي حتي أكمل رسالتي تجاههم علي الوجه الأكمل تنفيذاً لوصية والدي. يشعر بالحزن لأن المهنة مهددة بالانقراض كما يقول فهو يقف علي الكورنيش من الساعة الواحدة ظهراً حتي الواحدة بعد منتصف اليوم التالي وتلاحقه دوريات الشرطة وقد يلقي القبض عليه وتحتجز الحنطور رغم أنه مرخص.. ويجد صعوبة في استعادته. المقابل المادي الذي يتقاضاه جيد فجولة صغيرة للزبون حسب الطلب لمدة نصف ساعة يدفع مقابلها 20 جنيهاً والجولة الكبيرة مدتها ساعة سعرها 40 جنيهاً أما الأجانب فلهم معاملة أخري.. الجولة ب 60 جنيهاً لكن منذ الثورة ضربت حالة الركود المهنة حيث اختفي السياح الأجانب.. يقول إنه يهتم جيداً بالعربة وتزيينها لجذب الزبائن وبتغذية الحصان بوجبة متكاملة من الذرة العويجة والفول والبرسيم ويقوم بتنظيفه وتحضيره للخروج كل يوم إلي كوبري قصر النيل والكورنيش. يحلم بالاهتمام بمهن "الأرزقية" مثل سائق الحنطور والمراكبي أو الصيادين وغيرهم ومحاولة إيجاد نقابة تحميهم وتحدد لهم معاشاً عند بلوغهم سن ال يكفي أولادهم ويحميهم من غدر الزمان ويتمني أن تنتعش السياحة من جديد فهي أساس الاقتصاد المصري.