أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أن مصر تحتاج في الوقت الحالي إلي توحيد جهودها والعمل علي نبذ الخلاف من أجل النهوض بها. شدد السيسي خلال كلمة له أثناء مشاركته في ماراثون للدراجات صباح أمس انطلق من الكلية الحربية بالقاهرة علي ضرورة أن يتكاتف الجميع علي قلب رجل واحد وألا نختلف مؤكدا أن القوة الذاتية للمصريين ستكون دافعا نحو التقدم. أوضح أن هذا الماراثون الذي شارك فيه عدد كبير من الشباب والإعلاميين والفنانين يحمل رمزا معنويا وهو أن الطريق الطويل يبدأ بخطوة واحدة طالما استطعنا الاستفادة من القوة الذاتية للمصريين وتوجييها إلي الطريق الصحيح. صرح السفير إيهاب بدوي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس عبدالفتاح السيسي كان قد ألقي كلمة قبل بدء الماراثون الرياضي للدراجات الذي نظمته وزارة الشباب وانطلق في وقت مبكر من صباح أمس "الجمعة" رحب فيها بجميع المشاركين متناولاً رمزية التجمع حول هدف واحد يحمل معاني الوحدة وعدم الاختلاف ويتسع لمشاركة جميع أبناء الوطن وأشار سيادته إلي أهمية أن يقف المصريون جنباً إلي جنب وأن يتحابوا ويتجمعوا علي قلب رجل واحد من أجل المستقبل. أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أنه لن يستطيع أحد الاقتراب من مصر أبدا وأنه لن يسمح بذلك وأنه من تسول له نفسه ذلك سيجد الردع اللازم وذلك في إشارة للأوضاع المحيطة بمصر. أوضح الرئيس في كلمته أن مسافة ماراثون الدراجات التي امتدت لمسافة 7.18 كيلو متر وتم تحديدها كمتوسط للمسافات التي يقطعها المصريون يومياً من منازلهم إلي أعمالهم أو جامعاتهم مشيراً إلي ما يمكن أن يمثله تطبيق ذلك من ترشيد وتوفير لموارد الدولة معرباً عن ثقته في أنه في يوم من الأيام سيكتب التاريخ أن كافة المصريين تحملوا تكلفة بناء الوطن. كما تطرق الرئيس في كلمته إلي قضية التحرش مستنكراً ما تتعرض له الأعراض في مصر من انتهاكات وما تفرضه علي مجتمعنا تلك الأوضاع الدخيلة علينا من ضرورة عدم السكوت عليها وتصدي المجتمع لها. أضاف أن ما يقوم به المتحرش من إهانة للمرأة يتعارض مع حقوق الإنسان وحرياته كما يتعارض مع ديننا الحنيف وتعاليمه ووصايا نبينا عليه الصلاة والسلام تجاه المرأة مشددا علي أن الدولة قد عقدت العزم علي مواجهة تلك الظاهرة والقضاء عليها بشكل حاسم. عقب انتهاء الماراثون الذي شارك فيه 2000 شاب من طلاب الجامعات وطلاب كلية الشرطة والكليات العسكرية واتحاد الدراجات إلي جانب عدد من الشخصيات العامة والفنانين والإعلاميين ألقي عدد من المشاركين من الطلاب والفنانين كلمات عبروا فيها عن المعاني والقيم التي يمثلها لهم هذا الحدث وتطلعهم للمشاركة في بناء مصر الجديدة. كما ألقي وزير الشباب كلمة قصيرة ذكر فيها أن هذا التجمع الرائع الذي نظمته وزارة الشباب يحمل رسالة مبكرة وواضحة لشعب مصر وللعالم كله بأن مصر بكافة أبنائها عائدة بقوة لتستعيد مكانتها اللائقة مشيراً إلي دلالات اختيار مقر الكلية الحربية "مصنع الرجال" كمقر لانطلاق الحدث وموعد انعقاده المبكر بكل ما يعنيه من رمزية لمتطلبات العمل الجاد في المرحلة المقبلة. وقد وجه الرئيس كلمة في ختام الحدث قدم خلالها الشكر للمشاركين علي استجاباتهم السريعة للدعوة التي وجهت لهم مساء الخميس الماضي وقال سيادته إن هذه بداية وكما جرت العادة تكون البداية صعبة إلا أنها تصبح سهلة حينما يتم بلوغ الأهداف والطريق أمام مصر صعب إلا أنه علينا أن نتحرك مؤكداً أننا سننجز هذا الطريق الصعب بفضل من الله. أعرب الرئيس عن ثقته في أن اللقاء القادم سيكون عدد المشاركين فيه أكثر من هذه المرة وخاطب الحضور قائلاً بأنه قد آن الأوان لكي نأتي بأفعال وأنشطة إيجابية وأن يستمتع الناس بحياتهم معرباً عن إيمانه بالحرية وتطلعه لأن يعيش الجميع في مصر بكل حرية وديمقراطية. أكد الرئيس أهمية قيمة الصدق في المرحلة المقبلة والتي لكل مواطن ومؤسسة مصرية دور فيها وأنه وإن كانت ظروفنا صعبة فعلاً إلا أن الله سبحانه وتعالي سيستجيب لدعواتنا الصادقة المقرونة بالعمل الجاد. وارتباطاً بالأمن القومي المصري والأوضاع في المنطقة خاطب الرئيس السيسي الحضور قائلاً "انظروا علي الأوضاع حولكم" وأضاف أنه لن يقوي أحد علي الاقتراب من مصر أبداً مكرراً أنه لن يسمح بذلك وأن من ستسول له نفسه ذلك سيجد الردع اللازم بفضل الله سبحانه وتعالي. كان الرئيس عبدالفتاح السيسي قد وصل في الخامسة والنصف من صباح أمس إلي منطقة انطلاق الماراثون حيث كان في استقباله المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي الفريق أول صدقي صبحي ووزير الداخلية محمد إبراهيم ووزير الشباب والرياضة خالد عبدالعزيز وعدد من الوزراء.