دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لعقد مؤتمر "المانحين" لمساعدة مصر ودعمها اقتصادياً.. مبادرة تستحق التقدير وتؤكد أن بشائر الخير بدأت تتدفق من "حكيم العرب".. وأن الأمن القومي المصري لاينفصل أبداً عن الامن القومي العربي..دعوة "حكيم العرب" تحمل مضامين كثيرة بأبعاد مختلفة سياسياً واقتصاديا وتاريخياً وانسانياً.. ودائما وقت الشدائد تظهر المعادن النفيسة للاشقاء العرب. خبراء الاقتصاد:مؤتمر "المانحين"..طوق النجاة يجب توجيه المعونات للمشروعات الإنتاجية.. والمصانع المتعثرة شريف شوقي أكد أساتذة وخبراء الاقتصاد أن عقد مؤتمر "للمانحين" يعد بمثابة طوق النجاة لحل المشاكل الاقتصادية المتراكمة في مصر.. موضحين أن المنح والمعونات والقروش الميسرة يجب ان توجه للمشروعات الانتاجية والاقتصادية المتعثرة لخلق فرص عمل جديدة للشباب أكد د. محمود عبدالحي أستاذ الاقتصاد بمعهد التخطيط القومي أن مؤتمر "المانحين" فكرة جيدة من الاشقاء العرب لدعم مصر يجب توجيه أي منح للمشروعات الانتاجية لتوفير فرص عمل جديدة للشباب..أوضح أن سد العجز في الموازنة العامة للدولة يمكن أن يتم تدريجياً من خلال طرح سندات تسدد علي المدي الطويل.. ومن الممكن توجيه المعونات للشركات المتعثرة والمعرضة للانهيار وجدولة ديون رجال الاعمال. أكد د. صلاح الدين فهمي رئيس قسم الاقتصاد بكلية التجارة بجامعة الازهر أن موقف السعودية والملوك والامراء العرب يؤكد أن مصر "بيت العرب" ولابد أن يتم توجيه المنح والمعونات إلي المشروعات الانتاجية المتوقفة حتي يتم تشغيل الشباب مع الاهتمام بالمشروعات الزراعية حتي نقلل الكميات المستوردة من القمح. أضاف انه عندما تعمل كل الشركات المتعثرة سوف تستطيع الدولة أن تقلل عجز الموازنة العامة مع ضرورة أن تتخذ الدولة عدة قرارات مهمة منها: فرص ضرائب تصاعدية مع رفع الدعم عن المصانع كثيفة استخدام الطاقة والمواد البترولية لتحقيق العدالة الاجتماعية وزيادة الدخل القومي. أكد عادل عبدالعواض الخبير الاقتصادي بالبنك المركزي المصري ضرورة توجيه "المنح والمعونات التي لاترد" للمشروعات المتعثرة حتي تدور الماكينات مرة أخري وتعود العمالة مع ابتكار مشروعات جديدة لتوليد الطاقة الكهربائية وتمويل مشروعات الاسكان. قال أحمد الوكيل رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية إن الاشقاء العرب دائماً يقفون بجانب مصر في كل محنة ومن المتوقع أن يكون لمؤتمر المانحين مردود إيجابي علي الاقتصاد المصري خاصة أن هناك مئات الشركات التي توقفت عن العمل ولابد من توجيه أي منح لمشروعات القومية التي تجلب عائداً سريعاً وألا يتم توجيهها لسد عجز موازنة الدولة بشكل مباشر. أكد المهندس يحيي زنانيري رئيس جمعية منتجي ومصدري الملابس والمنسوجات أن المنح لاتدوم للأبد ويجب استثمار المعونات حتي نستطيع سد العجز في موازنة الدولة.. ولابد من ضخ أي منح تتلقاها مصر من خلال مؤتمر المانحين في مشروعات إنتاجية. .. وأساتذة السياسة:إنقاذ مصر..بخطة "مارشال" عربية مصطفي بدوي اكد اساتذة وخبراء السياسة ان مؤتمر "المانحين" نداء قومي يعبر عن مشاعر العروبة الصادقة وتقدير لدور مصر في ظل الارتباط الوثيق بين الامن القومي المصري والامن القومي العربي خاصة في دول الخليج..طالبوا بخطة "مارشال عربية" تتحول من خلالها مصر من دولة تتلقي المساعدات والمنح إلي دولة قادرة علي النهوض. يقول د.المعتز بالله عبدالفتاح استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة ان القراءة السياسية لدعوة الملك عبدالله بن عبدالعزيز لمؤتمر المانحين يحمل ثلاث رسائل الاولي تتعلق بالاعتبارات الانسانية والتاريخية والدينية التي تحكم العلاقات "العربية- العربية" والتي تظهر وقت الشدائد والرسالة الثانية تؤكد ان الامن القومي المصري لاينفصل عن الامن القومي لكل الدول العربية.. مشيراً إلي انه ينبغي وضع خطة "مارشال عربية" تتحول بها مصر من دولة متلقية للمنح والمساعدات إلي دولة قادرة علي النهوض والمساعدة.. والرسالة الثالثة تشير إلي ان التيار الوطني العام في مصر يتفق مع التيار العام في المنطقة ايدلوجياً حيث انه غير متطرف وغير راغب في الصدام. قال د.اكرام بدر الدين استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة ان مصر في الفترة القادمة ستنتهج سياسة خارجية متوازنة بهدف دعم الاستقرار في المحيط العربي خاصة الدول العربية الخليجية. اضاف ان مؤتمر "المانحين" هو بداية لمحور "القاهرة- الرياض" وسيضم كل الدول الخليجية ليكون له انعكاسات كبيرة علي المنطقة العربية خصوصاً ان قوة مصر هي من قوة الخليج العربي واي اهتزاز لقوة مصر سوف يؤثر بالسلب علي وضع دول الخليج..اشار إلي اختلال التوازن في القوي بعد انهيار العراق التي كانت تمتلك جيشاً قوياً في وجه ايران وهذا الانهيار خلق نوعاً من الفراغ لن يملأه الا دولة قوية بحجم مصر.. منوهاً إلي ان هذا التعاون بالتأكيد سيكون له انعكاس علي الوضع في ليبيا وسوريا وايضا العراق. قال اللواء سعد الجمال رئيس لجنة الشئون العربية بمجلس الشعب سابقاً ان ما قام به الملك عبدالله بدعوة الدول المانحين لدعم مصر هو نداء قومي يعبر عن مشاعر العروبة الصادقة وتقدير لدور مصر كدولة محورية فهي مثل "عامود الخيمة" بالنسبة لاشقائها العرب او كموضع القلب بالنسبة للجسد..اضاف ان القراءات السياسية السابقة تؤكد ان اي اخطار تحاك ضد مصر تضر في نفس الوقت كافة الدول العربية خصوصاً دول الخليج الذي يرتبط امنها القومي ارتباطاً وثيقاً بالامن القومي المصري..اكد ان مؤتمر "المانحين" دعم للعلاقات "العربية- العربية" لان الامن القومي العربي كل لايتجرأ.. وهو ايضا دعم للتضامن العربي وهذا هو الوقت الذي تعرف فيه الصديق من غيره. قال السفير سعيد كمال الامين العام لجامعة الدول العربية سابقاً ان الرئيس عبدالفتاح السيسي صدق عندما قال ان الملك عبدالله "حكيم العرب" لانه تقدم الجميع وتبني موقفاً عظيماً لتدعيم خطط التنمية في مصر..اضاف ان التعاون المصري الخليجي سيكون له انعكاسات كبيرة علي منطقة الشرق الاوسط كلها لان هذا التعاون سيتحول إلي تحالف وقوة لايستهان بها من خلال علاقات سياسية متفاهمة.. موضحاً ان النتائج لن تكون ايجابية في صالح مصر ودول الخليج فقط بل ستعم كل المنطقة بما فيها القضية الفلسطينية التي تأثرت كثيراً خلال الفترة الماضية. اشار إلي ان مؤتمر "المانحين" سيقوي العلاقات "العربية- العربية" وسيقضي علي اي خلافات.. مؤكداً ان نتائج هذا التقارب ستنعكس علي الاخوة في ليبيا الذين نتمني منهم العمل تحت قيادة واحدة لصالح الشعب الليبي الشقيق..اكد الكاتب والمحلل السياسي د.وحيد عبدالمجيد انه من المبكر جداً الكلام عن اي تصورات تخص العلاقات "العربية المصرية" قبل اقامة مؤتمر "المانحين"..اضاف ان خادم الحرمين الشريفين وجه مشكوراً الدعوة إلي جميع الدول العربية والاجنبية وعلينا الانتظار لنري من سوف يستجيب.. حتي نضع وقتها النقاط علي حروفها الاصلية ولانلجأ للتخمين او الاحتمال.. مؤكداً ان المؤتمر سيترتب عليه نتائج كبيرة ولهذا علينا الانتظار.