جماهير كرة القدم علي موعد اليوم مع فاصل جديد من الإثارة والمتعة والتشويق لفنون الساحرة المستديرة معشوقة الملايين .. عندما تنطلق مباريات الأسبوع ال "23" من عمر رحلة قطار الدوري العام.. والذي دخل مراحله الحاسمة والمصيرية في الصراع الدائم بين أندية القمة والقاع .. ويشهد افتتاح هذا الأسبوع إقامة أربعة لقاءات غاية في السخونة والأهمية لأطرافها حيث يلتقي حرس الحدود مع الأهلي والإنتاج الحربي مع الاتحاد السكندري وبتروجت مع المصري وتبدأ هذه المباريات في السادسة مساء علي ملاعب الأندية المذكورة أولاً.. أما اللقاء الرابع فيقام باستاد بتروسبورت في الثامنة والنصف مساء ويجمع بين إنبي وطلائع الجيش. تحظي مباراة الإسكندرية والتي يستقبل فيها حرس الحدود باستاد المكس فريق الأهلي بأهمية بالغة لأن أحد طرفيها نادي القرن صاحب الشعبية الطاغية وحامل لقب الدوري في السنوات الست الماضية. أما طرفها الثاني فهو حرس الحدود أحد الأندية التي فرضت نفسها علي خريطة الكبار في الكرة المصرية حتي صعد لمنصات التتويج. سيدخل الأهلي هذه المواجهة في ظل ظروف غير طبيعية ليس بسبب تعادله الأخير مع الإنتاج الحربي 2/2 والذي أدي لإبعاده عن قمة الزمالك بفارق ثلاث نقاط. لكن لأن الأداء العام للفريق في تراجع وتذبذب مستمر يصل إلي حد الفقر في "الملعب" نتيجة لعدم استقرار التشكيل وعدم ترابط خطوطه وغياب الفاعلية في هجومه وسوء التنظيم في دفاعاته .. وكان من نيتجتها صدام مانويل جوزيه المدير الفني البرتغالي بأكثر من لاعب من النجوم الكبار أمثال حسام غالي وأبوتريكة.. وأيضاً ارتباكه في تغييرات الفريق واصراره علي عدم اعطاء الفرصة كاملة للمهاجمين سعيود الجزائري ودومنيك السنغالي رغم امتلاكهما مهارات فنية وبدنية رائعة ومعدلات سرعة عالية ومن الواضح انهما في حاجة لوقت في الملعب مثلما فعل الخواجة من قبل مع فلافيو حتي يمكن الاستفادة من إمكانياتهما الكبيرة .. وجاء العرض المتواضع أمام الإنتاج الحربي ليزيد من حالة الاحباط والخوف من احتمالات ضياع لقب الدوري إذا استمر مستوي الفريق بهذا التذبذب لغياب الانسجام والتفاهم والقوة والتوازن في الأداء الدفاعي والهجومي.. وهو ما يجعل مواجهة الحرس بمثابة عنق الزجاجة لأهلي البطولات فإما الفوز واستعادة الثقة في النفس والقدرة علي مواصلة مطاردة الزمالك علي القمة وبالتالي تجديد آماله في الاحتفاظ بلقب الدوري واسعاد وطمأنة جماهيره بأن المارد الأحمر عائد بقوة لمستواه الطبيعي والخطير بما يؤهله للتأكيد علي استعادة هيبة البطل. يعلم جوزيه ان الخسارة اليوم أمام الحرس سوف تزيد من جراح جماهيره وتضعف أمله في ملاحقة الزمالك وتقوده لنفق مظلم لمزيد من الاضطراب والمشاكل الفنية والإدارية والنفسية.. ومن حسن الطالع ان الفريق سوف يشهد اليوم عودة نجمه أبوتريكة وان لم يبدأ اللقاء.. ولكنه سيكون ورقة رابحة تدعم باقي نجوم الأهلي الذين يقودهم الزئبقي محمد بركات ووائل جمعة وحسام عاشور وجدو ودومنيك .. ولكن المهم ان يتجنب نجوم الأهلي الصربعة والاستعجال لتحقيق الفوز أو الاندفاع الهجومي علي حساب تأمين العمق الدفاعي فالتوتر أصبح أحد الظواهر التي تؤثر سلباً علي فاعلية الهجوم الأحمر بينما تنتظر الجماهير من نجومها مصالحتها من المكس. أما حرس الحدود فقد جار عليه الزمن ودخل دائرة الأندية المهددة بالهبوط فأصبح يحتل المركز ال 12 برصيد 24 بفارق 8 نقاط عن المركز الأخير وبالتالي فإن مواجهة الأهلي علي ملعبه تمثل طوق النجاح والإنقاذ إذا ما نجح في الفوز بها أو علي الأقل الخروج بنقطة وطارق العشري المدير الفني للفريق لديه أمل في ان يتخطي عقبة الأهلي انطلاقاً من تاريخ الناديين معاً والذي يشهد بنجاح الحرس في الفوز علي الأهلي من قبل أبرزها في نهائي كأس مصر والسوبر ولذلك قرر العشري اختيار 18 لاعباً فقط لمعسكر الحرس المغلق بدلاً من 23 كما جرت العادة بهدف تحقيق أكبر قدر من التركيز والهدوء والإعداد النفسي والفني بما يؤهلهم لاستيعاب خطة اللعب مستفيداً من عودة نجم الفريق أحمد عيد عبدالملك والذي يمثل اضافة هائلة للحرس مع زملائه أحمد عبدالغني وإسلام الشاطر وميدو ومكي والذين يمتلكون الخبرة لمواجهة الأهلي ليتأكد لنا إننا علي موعد مع مباراة غاية في القوة والحماس. في استاد السلام يستقبل الإنتاج الحربي الاتحاد السكندري زعيم الثغر في موقعة كروية ساخنة ومصيرية يحاول خلالها كل فريق ان يحصد نقاطها الثلاث فالإنتاج بقيادة أسامة عرابي يدخل اللقاء بمعنويات عالية بعد ان أخرج أهلي البطولات ويسعي لاستكمال مسيرته نحو منطقة الأمان حيث يحتل المركز ال 11 برصيد 25 نقطة .. بينما نجد ان زعيم الثغر بقيادة محمد عامر لا بديل أمامه سوي الفوز خارج ملعبه وداخله لأنه الطريق الوحيد لعدم الهبوط لعالم النسيان فالفريق علي حافة الهاوية حيث يتذيل مؤخرة الدوري برصيد 16 نقطة .. ولكنه يتمسك بتحقيق المعجزة والبقاء في دوري الأضواء .. وللفريق مباراة مؤجلة. بتروجت والمصري يستقبل بتروجت بملعبه بالسويس المصري البورسعيدي في لقاء غامض يصعب التكهن بنتيجته وان كان بتروجت يعاني من حالة تذبذب في العروض والنتائج وهو يحتل بقيادة مدربه حلمي طولان المركز الثامن برصيد 29 نقطة بفارق نقطة عن المصري الذي يحتل المركز السابع وله 30 نقطة .. ولكن سنجد ان الخط البياني للأداء العام للمصري الساعي للمربع الذهبي في صعود مستمر منذ تولي طه بصري مسئولية تدريب الفريق والذي يحظي بدعم كامل أبوعلي رئيس المصري بتوفير كافة الإمكانيات للاعبين من مكافآت ومستحقات بجانب امتلاك الفريق لمجموعة متميزة من اللاعبين أمثال محمود عبدالحكيم وإيهاب المصري وأحمد مجدي وهم يعلمون قوة وخبرة بتروجت بقيادة نجومه إريك بيكوي والسيد حمدي وأحمد شعبان والذين أكدوا تحدي فريقهم لصحوة المصري. إنبي يواجه الطلائع في ستاد بتروسبورت يدخل إنبي في امتحان صعب مع طلائع الجيش ومواجهة غامضة تؤكد الشواهد انها تحمل كل مظاهر القوة الإثارة بعد ان حقق كل منهما انتصاراً غالياً فإنبي بقيادة مالدينوف المدير الفني البلغاري فاز علي اتحاد الشرطة العنيد رابع الدوري وبعدها قفز للمركز الخامس برصيد 27 نقطة لتزيد طموحاته في دخول المربع الذهبي.. بينما هدف الطلائع بقيادة مدربه فاروق جعفر يختلف لحاجة الفريق بالتقدم خطوة نحو منطقة الأمان وهذا الهدف يحتاج بالطبع للفوز مستغلاً استعادة نجوم الطلائع لثقتهم في أنفسهم بعد الانتصار الغالي علي بتروجت في الأسبوع السابق ليرفع رصيده ل 27 نقطة ويحتل المركز التاسع وبالتالي سوف تشهد المباراة صراعاً مثيراً بحثاً عن نقاط اللقاء الثلاث.