الثورات يعقبها حالة من الفوضي والانفلات وظهور طبقات جديدة من المقموعين أو من كانوا يرون أنهم مقموعون ويتشبثون بأطواق الحرية مستخدمين في تحقيق مآربهم الطرق المشروعة وغير المشروعة طالما أن الطريقة تحقق لهم غاية كانوا يفتقدونها.. هكذا علمنا التاريخ علي مر العصور وقد يمتد هذا الحراك العشوائي إلي سنوات وهذا يتوقف بالطبع علي مدي استيعاب الشعب لظروف دولته ووعيه لما يحاك لها من مؤامرات ودسائس.. وهنا يكون دور القائد الذي يجب أن يجمع الناس حوله بصدق أفعاله وجلاء أقواله دون مناورة أو تزييف أن يصدق شعبه القول أن تكون وطنيته وولاؤه لشعبه ولواء بلاده الذي يجب أن يكون عالياً رفرافاً. لقد أصيب البدن المصري في فترة الحكم السابق.. أقصد فترة احتلال "الخونة" لمقاليد الأمور بحالة من النعرة العرقية وأجج أوزارها وعود تآمرية واتفاقات ظلامية بهدف تحقيق مآرب الشيطان في هدم كيان الوطن وتحويله إلي دويلات وبيارق مختلفة لصالح أعداء كل ما هو مستقر. لذا فأنا أري أنه قد آن الأوان ووجب الفرض بأن نلتف جميعاً بفكر واحد.. وأن ندع مطالبنا الفئوية الخاصة ولو لحين.. ونغلب المصلحة العامة لندفع بآلة الإنتاج لتعود من جديد لتعزف سيمفونية الحصاد والنماء.. وهنا أجدني مدفوعاً بوطنية المصري الأصيل أن أهيب بهؤلاء المرتزقة الذين اتخذوا من المال إلها ليعبدوه أن يفيقوا.. وزمرة الإعلاميين الذين يدسون السم في العسل ومؤامراتهم مكشوفة وألاعيبهم فجة لا تنطلي علي أحد أن يفيقوا ويتقوا الله في بني الوطن.. فأنتم لن تستطيوا خداعنا أكثر من ذلك فمصر ستسير إلي غايتها ولن يوقفها تآمر المتآمرين أو خيانة الخائنين.. إنها مصر درة الشرق وتاج الحضارة التي ما قصدها معتد إلا وخرج منها يجر أثمال الهزيمة والقهر والهوان من التتار حتي الإخوان. همسة: الخائن يختبئ في نفسه ويظن أنه في مأمن عن عيون الآخرين.