إن الحديث عن الوحدة اليمنية الخالدة ومنطلقاتها الفكرية وابعادها القومية الحضارية والانسانية ليس مجرد كلمات بغبغائيه نقلية مقولبة او عبارت إنشائية لفظية مجردة من الموضوعية والمنهجية ينمنم بها المفلسون ثقافياً وينعق بها المتصحرون فكرياً ممن يدعوا الإنجاز الوحدوي أُحادي الجانب وينسبوا للفرد إنجاز الشعب وصفوتة النخبوية بل هو حديث في محراب قدسية الوطن ومنبر قداسة الامة حيث تتجلي معانيه السامية في ديمومة الحدث واقعاً وتسمو آياته القدسيه في الافق شرفاً وفي اللسان عذب يتدفق كرم الحدث.. اذاً فالحديث عن الوحدة اليمنية هو سمفونية نشيد وطني مجسد بمسيرة نضال شاق وطويل عزف لحن فعله الوحدوي الاحرار وخط عنوانه القدسي بالدم اولئك الأحياءالخالدون الاكرم منا جميعاً ذكراً في المناسبه وتقديراً للفعل وجسامة التضحية وها هو اليوم نشيد وطن يتجسد فعلاً وحضور في ساحات الحرية والتغيير يترنم به الشباب الثائر طرباً وهنا يمكنني القول حقاً مؤكداً أن الثورة اليمنية السبتواكتوبرية هي الإنطلاقة الحقيقية والمرجعية التأريخية لقراءة اهمية الوحدة وتصفح معانيها القدسية وابعادها الداخليه والخارجيه حيث أن الثورة ملحمة يمانيه تجسدت في الواقع تغييراً للحال وفي الممارسة والتطبيق انتزاعاً للحق الوطني والانساني في الحياة الحرة والكريمة فكانت نتاج طبيعي لإنتصار الإرادة ونصر للإستقلال والسيادة وعلي الرغم من تلك المحاولات البائسة والمؤامرات اليائسه المعادية والمشبوهة والحقد التأريخي المتعفن في نفوس قوي الشر والحقد والإرهاب المزدوج تمخض العداء لقطرنا اليمني في استعادة وحدته الوطنية التأريخية عبثاً وانجب الحقد فشلاً وتوج اليمانيون طموحهم وحلمهم الوحدوي حدثاً فكان المخاض القدسي من رحم العروبة والإسلام مولود شرعي نطق الضاد فتياً في ال 22 من مايو 1990 م معلناً الوحدة وقيام الجمهورية اليمنية الفتية وفي لحظات كانت الإرادة اليمانية تعزف سمفونية الوحدة وتمزج الدموع بالابتسامة فرحاً والتراب بالبشر وطناً والحدث بالاستحقاق شرفاً كان الوطن اليماني الموحد يلفظ الانفاس الاخيرة للتشطير اللعين ويواري في الجحيم دركاً جثتي الامامة والإستعمارالبغيض كانت الاكف الوحدوية تجدف باجنحة العلم اليمني يمتطي صهوة الافق محلقاً كالنسر ينطح الغيم شموخاً بالوطن يتكئ فوق اكتاف النجوم يعانق وطن اسمه اليمن وينسجُ للتشطير في العدم بيتاً من وهن حقاً إن الوحدة اليمنية منجز تأريخي وفعل حضاري عظيم إنطلاقة حضارية مشرقة في جبين التأريخ اليمني والانساني واهم حدث في تأريخ العرب المعاصر بل هي بديل حضاري للتشطير والصراع السياسي والطائفي العقيم وخيار ديمقراطي وحيد للأمن الاستقرار والسلم الاجتماعي والنهوض بالوطن وصولاً إلي تحقيق الهدف الأساس في البناء والتقدم وتحسين الوضع الاجتماعي والمعيشي للمواطن اليمني والتخفيف من معاناته اليومية وبذا فالوحدة صمام امان للوطن وعامل استقرارللمواطن ومتنفس ديمقراطي لتخليصه من تقديس الانظمة وتعظيم الاشخاص في ظل نظام اسري لئيم وشمولي ذميم بل سلوك يجسد في اعماقه مبدائية الحوار ويختزل ثقافة وطنية وحدوية تترجم الإيمان بقدسية الاوطان وتقدير دور العظماء.. حقاً ان الوحدة بكل ما تعنيه الكلمة من معني وما يجسده الاستحقاق من تحدي درس تأريخي شرح معانيه النضالية القاده المخلصون من ابناء اليمن والامة ومن هذا المنطلق يمكن القول وبكل تأكيد إن الوحدة اليمنية قدر ومصير شعبنا وميراث اجياله الشبابية الثورية والوطنيه المتعاقبه إلي أن يرث الله الأرض ويتوفي الإنسان بل إن الوحدة نبض ابجدية الحياة وهي بحق وثيقة وطنية شرعية بين الأرض والإنسان لا يحق لأي فرد أوجماعة أوتنظيم سياسي معين إمتلاك ناصيتها أو الحوار السلبي في تناصفها ويجييرها للذات الشخصي المنفصم لانها ملك الشعب وخيار الامة هي تجارة الشهداء التي لن تبورمن اولئك الصفوة اللذين قدموا ارواحهم الطاهرة ودمائهم الزكية النقية في سبيلها ومن أجل تحقيقها والحفاظ عليها ألي الابدية اولئك الرجال !!! الرجال ممن سجل لهم التأريخ في انصع صفحاته الاولي اروع مواقف التضحيه والبطولة والفداء وهي بحق رأس مال كل الشرفاء والاحرار الاوفياء في الداخل والخارج.. ان الوحدة اليمنية مشعل نور يضيئ درب الحرية ويُنير مسار الأجيال في مواصلة الدرب علي خُطي الشهداء طريق النهوض بالوطن والحفاظ علي منجزاته وثوابته الوطنية والقومية مشعل تحترق به أكف الفساد وتذوب فيه معاول الهدم والدمار والإنفراد والخراب وتنضج علي لهيب بيرقها القادم من فوهة الثورة العربية الكبري وساحات الحرية والكرامة جلود التأمر والتشطيرالوحدة اليمنية في بعدها القومي منطلق اساس للمشروع العروبي النهضوي الوحدوي الحضاري صيحة بعث.. وصرخة غضب في جسد النظام القُطري وثقافة التجزءةوالتقزم والإنهزام..؟ وهنا يحق لي أن اقول مؤكداً إنه اذا كان لابناء اليمن من المهره إلي صعدة من قضية فهي الوحدة والثورة السلمية والتنميه البشريه والاقتصاديه والقضاء علي عناكب الفساد وتسلط الأنظمة التقليدية القُطرية.. فلسطين, والجُزر الثلاث والأحواز والعراق الجريح وقضاياء الامة المصيرية وما عدا فغوغاء ومسرحية هزليه.. وما دامت الوحدة وستظل سمفونيتها بهذا المفهوم فمن الطبيعي أن لا نخشي عليها من اولئك الشرذمة القليلة ممن فقدوا شرف الكرامة والإنتماء الحقيقي للوطن والامة اولئك الزُمر مسلوبي الإرادة وفاقدي احقية المواطنه وشرعية الولادة المصابون بفيروس مرض الولاء للفرد والتأمر ومرض فقدان المناعه الوطنيه تجار السلطة والطائفيه والتجزءة من بلاطجة الداخل والمتصكعون في باريهات لندن وواشنطن وحوانيت دول الطوائف ممن يعرضون تجارتهم البوار الفاسدة علي حوانيت الأنظمة ومافيا التصهين والتأمرك ومثيري القلاقل والفتن ويمدون الاكف شائلة الي دينار البسوس ودولار اوباما ونقدية المجوس ويجلسون كالأيتام يقتاتون فتات الوطنية علي موائد اللئام املاً في الحصول علي حجة صكوك الغفران فبئس التجارة والتجار بخس الثمن.. ابداً لن نخاف علي الوحدة من اولئك الباعه المتجولون المتسولون في جمعة النظام واحيأ ورصفة شيفيلد ومنهاتن وفيلكه ممن يروجوا ويتاجروا بضمائرهم الميته اصلاً من اصحاب النفوس المريضة الأمارة بالسوء التي تلقي رواجاً وتعاطياً نسبي في سوق النخاسه التأمري الاقليمي والعالمي, علي طريق الوحدة اليمنية سائرون ملتزمون مقاعدنا الثورية الوحدوية علي سفين الوطن اليماني الابي واثقون بمهارة ربانه الفذ شعبنا اليمني ومعه كل الشرفاء والأحرار من أبناء اليمن والأمة عشاق الكرامة والحريه وصانعو سمفونية التغيير وفجر المواكبة والتحديث وليخساء عبدة الأنظمة ورهبان الطائفيه والمذهبيه.. تباً لتجار التجزءة والتشطير وتبت يدا ابولؤلؤة السلطة وعلوج الفساد وحابكي المبادرات سيئت الصيت, وناهبي الأراضي ومواصير الصرف الصحي ومعدات الجمعيات الزارعية ومعسكرات الجيش وتسريح الكفاءات رجالات الدولة والقانون من أبناء المحافظات الجنويبة. شُلت تلك الأيادي التي تلطخت قبحاً بثقافة الفيد والغنمية واعلنت هزيمة القيم الإنسانية بالنسبة لها تلك الأيادي السوداء المجبولة علي النهب واللصوصية والفوضي المقنعة بظلام التخلف وهزلية فكر القبيلة وعنجهية المشيخية الزكام فاليمن اكبر من توجهاتهم العقيمة وافكارهم المتعفنة واسمي من كل قوي الشر والتأمر والحقد الدفين علي شعبنا وها هي الذكري ال 23 للوحدة اليمنية تُشرف بفجر الوطن رغم كل التحديات الداخلية والخارجية في ظل حراك شعبي سلمي ثوري يقف بكل ما لدية من طاقة وطنية وفكر سياسي منطلق من رؤية خضارية وسلوك مدني لإعادة الجوهر الحقيقي للوحدة علي أساس العدل والمساوات والمواطنة وإستعادة الحقوق للمواطن والوطن معاً ممن إنتحلوا شخصية الحدث وتاجروا بالأرض والإنسان ولوثوا المناسبة بفكرهم الإستعلائي المقولب بالعنجهية الكرتونية ومارسوا عملية الإقصاء والقتل والتصفيات ونشروا الفتوي والفوضي وولاية الزعيم القبلي والعسكري والإستقوي بالشرعية المطاطية علي حساب الشراكة ومفهوم الحوار في القضايا الوطنية كسلوك حضاري وتقافة مدنية أرست الوحدة أسسها كخيار وطني وجماهيري غير قابل لعنترية الفرد والأستبداد بالرأي وسياسة الضم والإلحاق الذي مارسه نظام الأسري غير مدركاً مخاطر سياسته العرجاء وخطرها علي مفهوم الوحدة وغير مستوعباً الأحداث بل عمد إلي تجسيد الأمر الواقع بمفهوم المنتصر والمغلوب وبغباء لازم ثقافته كانت قراءته لمفهوم الوحدة بالمقلوب ومع الأيام إنقلب السحر علي الساحر وما أن صحي المسحور من المس السياسي أنبر يطالب بفك الإرتباط إنتقاماً من الوحدة كمشروع حضاري وإرث تأرخي تركه الشهداء شرعاً للأجيال, , تبقي الوحدة والوطن ولتذهبوا إلي الجحيم.. والله اكبر..؟؟ [email protected] المملكة المتحدة - بريطانيا