ان الشعب المصري و جيشه الذي اطرد المستعمر من على ارضه و اخرجه منهزما و منكسرا و الذي خاض حروب 1967 و 1971 ضد العدو الصهيوني و استبسل فيها و حرر ارض مصر المعطاء فاليوم و بعد ان خاض ثورتين متعاقبتين لن تنكسر شوكته او يخر عزمه. ان مصر التي حررت و شيدت على مدى التاريخ تتسع للجميع للمسلمين و المسيحيين و الاقباط و غيرهم .و ظلت هكذا بلد التعايش و التحابب و التقارب بين الشعوب فإنها لن تضيق اليوم بأبنائها على اختلاف مذاهبهم و مشاربهم فتاريخيا هي التي قادت العالم العربي لردح من الزمن وهي لا تزال كذلك على الرغم من الهزات المتلاحقة التي عرفتها اثر الثورات ̨فهي لن تسمح لأصحاب النفوس المعتلة ان تكون مقاطعة تابعة لهم.لقد خاب من ظن ذلك او سعى الى ذلك . فمن الوهم ان يهنا اصحاب الاجندات الرخيصة و المسقطة ̨ فمصر ليست جزءا بل هي كل ̨فهي ارض تلاقي الحضارات و الاديان ارض الفراعنة و الاهرامات ارض الفن و الابداع.صحيح ان الثورات افرزت العديد من التناقضات و الصراعات الفكرية...لكن ليست على حساب وحدة مصر و شعبها. ان اصحاب النفوس المريضة و المتاجرين بالدين و بالهوية العربية و منفذوا اجندات الغرب لن يتزعموا مصر ابدا حتى و ان كانوا مدعومون فلن يكتب لهم النجاح ابدا و ستنبذهم مصر. ان التدخلات الخارجية و المتواصلة في الشأن المصري من قبل الغرب و عملائه لإذكاء الفتنة فيه و تغذيه الصراعات و ادخاله في اتون من الاقتتال الداخلي و العمل على اضعاف مصر امام الكيان الصهيوني هو خيار فاشل ووهم بعيد المنال لان الشعب المصري اكبر من الفتن الداخلية او المؤامرات الخارجية التي تحاك ضده. فلا غرو ان هذا الشعب واع تمام الوعي بالأمانة الملقاة على عاتقه وهي الوصول الى مرفء الامان ووضع حد لمذكيي الفتن و الانتهازيين و اصحاب المصالح الضيقة و مصاصي الدماء والسماسرة و المأجورين. ان كتابة الدستور الجديد لمصر و الاستفتاء عليه يعتبر اخر مراحل البناء لما بعد الثورة و الذي سيحدد استراتيجية واضحة للحكومة القادمة و يسكت كل الغوغاء و الضوضاء و يسحب البساط من تحت ارجل اعداء مصر . انه من قبيل الوهم ان يتأثر الشعب المصري بالأقاويل و الاباطيل او يضلل بالأفكار الدخيلة على المجتمع او بالتدخل الخارجي في الشأن المصري. ان كل من يعول على الغرب من هؤلاء لبلوغ مأرب او لغاية في نفس يعقوب فان رهانه خاسر لا محالة لان مصر لها شباب و رجالات يحمونها و يفدونها بدمائهم الزكية .فأصحاب الايدي المرتعشة و الملطخة بدماء شهداء مصر لن يمروا و ان الاجابة على الاستفتاء بقتل الابرياء هي اجابة مغلوطة و ان هذا الطريق الى زوال قريب و هؤلاء الخونة سيلقون في مزابل التاريخ. ان دستور مصر سيبنى و يكتمل و ستتجاوز مصر محنتها بفضل شعبها و جنودها الاشارس و سيلقى بكل من حاول الركوب على ثورة مصر في زاوية حادة لا مخرج له منها و ستنتصر لشهدائها و ستسجل اسمائهم في التاريخ و تكرمهم و ذلك بالاستجابة لوصيتهم وهي ترسيخ مبادئ الثورة على ارض الواقع. ان مصر تحتضن و ستظل تحتضن كل ابناء شعبها الاوفياء المخلصين و ستصد كل الخونة و المتآمرين عليها . ان غدا لناظره قريب. فمصر ستنتصر على كل المزايدات و تهدي شعبها التقدم بدل التخلف و الحرية و الديمقراطية بدل الرجعية و الظلامية و ستتواصل المسيرة الى الامام.