التأخر اللغوي عند الأطفال مشكلة يسهل علاجها في بدايتها بينما تزداد تعقيداً بمرور الوقت وتنعكس سلبا علي الصحة النفسية العامة للشخص في مختلف مراحل حياته. تقول د. همت الباز أستاذ مساعد بكلية طب المنصورة وعضو الجمعية المصرية لأمراض التخاطب أن التأخر اللغوي علميا يعني عدم تطور القدرات اللغوية سواء كانت استقبالية أو تفسيرية حيث لا توجد لدي الطفل المفردات الكافية للتعبير عن نفسه واحتياجاته بما يتناسب مع عمره نتيجة تأخر تطور المعرفة الأساسية باللغة وليس تنفيذها لأن مراكز الكلام في المخ في حالة تأهب مستمر للتنبيه والنمو ويتم هذا التنبيه بشكل دائم عن طريق تعامل الأم اليومي المباشر مع طفلها والكلام والغناء له ومعه بالإضافة إلي الاحتكاك البيئي والتعامل مع المجتمع . تأخر هذا النمو يرجع إلي أسباب عدة كالضعف السمعي . البصري وتدني القدرات العقلية الناتجة عن الاصابات الدماغية المختلفة سواء كانت وراثية أو نتيجة الولادات المتعسرة متلازمات التوحد فضلا عدم الانتباه للطفل أو الكلام معه فضلا عن مشاهدة اللتلفاز لفترات طويلة حيث أظهرت الأبحاث أن الأطفال الذين يشاهدون التلفاز بمفردهم أكثر عرضة للتأخر اللغوي مقارنة بالأطفال الذين يتفاعلون مع مقدمي الرعاية وتوصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بعدم مشاهدة الأطفال الذين يقل عمرهم عن عامين التلفاز مطلقا وألا نتجاوز عدد ساعات مشاهدة البرامج الجيدة عن ساعة إلي ساعتين يوميا للأطفال فوق عامين. تضيف د. همت أن التأخر اللغوي ينعكس سلبا علي النمو الاجتماعي والسلوكي والمعرفي والحركي وبالرغم من أن بعض الأطفال الذين عانوا من التأخر قد يتجاوزون هذه العيوب بل ويتفوقون إلا ان البعض الآخر لا قد يتمكن من ذلك كذلك اككتساب مهارات القراءة أو نقصها بين نتائج التأخر اللغوي حيث تعمد القراءة علي مطابقة أصوات الكلام مع الرموز والعكس بالعكس فإذا كان الطفل مازال يجاهد لإتقان اللغة والكلام فمن بالغ الصعوبة عليه تعلم مستوي آخر من التعقيد فمن الضروري أن يكون الأطفال الذين يبدعون في اللغة قراء ناجحين. تشير إلي أنه كان هناك تأخر في نمو اللغة عند الطفل فإن قدرات الطفل الاجتماعية والسلوكية سوف تتأثر بشكل تلقائي هناك علامات تحذيرية عامة تنبه لاحتمال وجود تأخر في تطور الطفل وعلامات سلوكية ما لا ينتبه لنشاط ما لفترة من الزمن مثلما يفعل الأطفال الآخرين في نفس العمر يركز علي أشياء غير عادية لفترات طويلة من الزمن ويستمع بهذا العمل أكثر من التفاعل مع الآخرين يتجنب أن تلتقي عينيه مع الآخرين أو نادراً ما يفعل ذلك يصاب بالإحباط عادة عندما يحاول أداء المهام البسيطة يستطيع إنجازها معظم الأطفال في عمره ويظهر سلوكيات عدوانية ويبدي عناداً شديداً ببالمقارنة مع الأطفال الآخرين يحدق في الفضاء . يهز جسمه. أو يتحدث إلي نفسه غالباً أكثر مما يتحدث مع الأطفال في عمره. يبحث عن الحب أو الاستحسان من الوالدين وعلامات تحذيرية حركية تيبس في الذراعين أو القدمين جسم رخو أو وضعيه غير ثابتة بالمقارنة مع الأطفال الآخرين بنفس العمر يستخدم جانب واحد من الجسم أكثر من الآخر علامات تحذير بصرية يبدو وكأن لديه صعوبة في تتبع الأشياء أو الناس بالعينين يفرك عينية باستمرار يدور أو يميل أو يمسك رأسه بطريقة متصنعة أو بوضعية غير عادية أثناء التطلع إلي شيء ما يبدو وكأن لديه صعوبة في ايجاد الأشياء الصغيرة أو التقاطها من الأرض. أشارت أن العلاج يتم عن طريق جلسات التخاطب وبعض الأدوية في الأمراض الأخري كالصرع ونسبة الشفاء عادة ما تكون مضمونة.