تتفق أو تختلف مع الشاعر عمر حاذق. فإن ذلك لا يعني أن تتخاذل في الدفاع عن قضيته وحقه في الاختلاف. والمطالبة بالافراج عنه. لم تعد قضية عمر حاذق في سجنه فحسب بل تجاوزتها إلي أمر آخر وهو الموقف المخزي والمتخاذل لمكتبة الإسكندرية التي يعمل بها. فبدلا من أن تمارس هذه المكتبة دورها كمؤسسة ثقافية في الدفاع عن حق المثقفين في الاختلاف والوقوف إلي جانب العاملين بها. اتخذت المكتبة قراراً بفصل الشاعر عمر حاذق بعد الحكم عليه في قضية سياسية. وليس جريمة أخلاقية أو ما شابه. قد يكون الاجراء الذي اتخذته المكتبة قانونياً. فالحكم بالحبس أيا كان سببه وأيا كان موقفنا منه. يتيح للمكتبة أن تتخذ مثل هذا القرار. لكن في هذا الظرف السياسي المرتبك. وباعتبار المكتبة مؤسسة ثقافية المفترض فيها الدفاع عن الحرية عموماً وحرية المثقفين والمبدعين بصفة خاصة. كان يمكنها أن تتجاهل حقها في استخدام القانون ضد شاعر يعمل بها ولم يرتكب جريمة سوي أنه مارس حقه في الاختلاف. لم يسرق عمر حاذق. ولم يقدم رشاوي للإعلاميين باستضافتهم وأسرهم في فنادق الإسكندرية ذات النجوم الخمسة. لم يهدر أموال الدولة في أنشطة وهمية لا يحضرها سوي موظفا المكتبة. لم يعمل عمر حاذق بمنطلق "شيلني واشيلك" ومعروف من الذين يعملون بهذا المنطق. لم يوجه دعوات لكل من هب ودب من داخل مصر وخارجها لحضور فعاليات أقل ما يمكن أن توصف به أنها فعاليات هزيلة تنفق عليها الملايين دون رقيب أو حسيب. الذي فعله عمر حاذق قبل اتهامه في القضية التي حكم عليه بالسجن بسببها. أن ثار مع زملاء له ضد مدير المكتبة د. إسماعيل سراج مطالبين بعزله من منصبه. أعتبر ثوار المكتبة مديرها د. إسماعيل سراج الدين من بقايا العهد البائد وطالبوا باقصائه عن منصبه. وسواء صحت اتهامات العاملين بالمكتبة أو لم تصح. فإن ذلك لا يستوجب الانتقام من عمر حاذق في أول فرصة تسنح للمكتبة. لم تدافع المكتبة التي يدعي القائمون عليها إيمانهم بحرية الرأي. لم تدافع عن شاعر ينتمي لها.. ولم تكتف بذلك بل انتهزتها فرصة ووجهت له ضربة قاصمة بفصله من عمله حتي اذا خرج من سجنه يخرج إلي الشارع. في ظني ان مقاطعة المثقفين لأنشطة المكتبة يجب أن يكون أبلغ رد علي موقفها المتخاذل والمخزي.. وقد بدأت بنفسي وقررت مقاطعة احتفالية مؤسسة البابطين باصدار معجمها الشعري والتي تقيمها بالتعاون مع المكتبة علي كل مثقف شريف مقاطعة أنشطة هذه المكتبة التي يعد قرارها بفصل عمر حاذق وصمة عار في جبين الثقافة المصرية.