لا يكاد يمر يوم إلا ونستمع أو نشاهد العديد من مظاهر الانحدار والتفكك التي تتسلل إلي مجتمعنا وكأننا أصبنا بلعنة التراجع وعدم الاستقرار. لقد أصبحنا نعيش فتنة الدم والنار وحوادث التحرش والاغتصاب تضرب أخلاق المصريين في مقتل ناهيك عن التدني والانحدار في السلوك والأخلاق والأقوال. وأصبحت حالة التشويه والتدمير سمة من سمات الشخصية المصرية بعد الثورة. الكل يتحدث ويرصد التغييرات الحادة والسلبية التي تتزايد مع مرور الوقت بل اجتاحت الكثيرين من أبناء مصر دون تفرقة ضلت الانسانية طريقها في دروب السياسة التي طغت علي كل شيء فأصبحنا نسير للخلف در ثم نلقي بكل شيء علي شماعة المخططات والمؤامرات علي الرغم من اننا أصبحنا أبطالاً في صنعها بجدارة!! كلنا يعلم ان الشخصية المصرية بطبعها متزنة ومسالمة ومتسامحة إلي أبعد الحدود لكن في السنوات الأخيرة بدأت تتواري هذه الملامح بل اختفت وغيرها من السمات الطيبة التي كانت ملتصقة بعموم المصريين وشاهدنا أحداث العنف تهدد الأمة وسلامة المجتمع وانتفي الاحساس بحرمة الموت والدماء. أصبحت الرغبة في التدمير والاساءة والفساد والافساد هي منهاج السواد الأعظم من ضعاف الدين والنفوس ويزج علينا البعض ليقول انها الثورة ومناخها الجديد الذي أصاب المجتمع بأطيافه ليخرج أسوأ ما فيهم وفي الحقيقة لا يستطيع أن ينكر أحد ان مراحل ما بعد الثورة يشوبها الكثير من التحولات والمتغيرات فتأرجح فيها بين السلبي والايجابي لكن المؤكد ان الثورة البيضاء نقية وبريئة من الأفعال والسلوكيات المسيئة وتيارات الكراهية والعداء. لكن الحقيقة الواضحة ان الكل مدان بداية من الأسرة ومن بعدها مؤسسات الدولة الثقافية والدينية والتعليمية فالكل خرج عن السياق وتقاعس في أداء رسالته فوصلنا إلي ما نحن فيه من تعصب وازدواجية والأخطر ان الدين عند الغالبية العظمي مظهر لا جوهر ومجرد عبارات يتشدقون بها دون أن يطبقوا منها كلمة واحدة!! وسط كل هذه المشاهد المؤلمة أتساءل من القادر علي تصويب البوصلة وتصحيح المسار من يستطيع اصلاح وبناء العقول وتطهير القلوب من المفاسد وتعزيز روح المودة والتسامح للارتقاء بالنفس البشرية حتي يمضي الانسان في الحياة باستقامة ورغبة صادقة في البناء والتقدم. ما أحوجنا جميعا إلي الأمل في الخلاص من كل الممارسات التي أفسدت علينا الحياة. كلمة أخيرة افعل ما شئت كما تدين تدان