مصطفى حمدى يسعي أحمد حلمي منذ سنوات لصناعة أفلام كوميدية اجتماعية تكسوها مسحة حزن وتأمل بين السطور والمشاهد، فلسفه نجح بها في تحديد موقعة علي خريطة نجوم السينما عبر أفلام مثل آسف علي الازعاج وعسل اسود واكس لارج . الان يحاول حلمي تطوير تلك الفلسفه بفكرة فانتازيا تجمع بين الكوميديا الانسانية والتأمل الحزين لواقع الحياة او العلاقات الانسانية بين البشر وهو مايطلق عليه مجازا "الضحك الحزين" الا أن فكرة الرجل الذي يقبع في الغيبوبة وتخرج روحه لتري مايدور حوله وحقيقة علاقته بزوجته ومرءوسية في العمل وأصدقائه بغض النظر عن كونها مقتبسه من عدة أعمال الا أنها تأرجحت في "علي جثتي" بين الواقعية والفانتازيا فتارة يأخذ الحوار بين حسن حسني الروح الاخري وروح رءوف الذي يجسده أحمد حلمي منحني جادا وواقعيا لشخصيات تتفاعل مع المجتمع وتارة أخري تميل الي الفانتازيا -غير المقنعة- بقيام مريض بالغيبوبة بعمل توكيل لزوجته للتصرف بممتلكاته في حين انه لايقدر علي التواصل معها! ان ظهور كاتب جديد أشبه بمنحه آلهية لصناع السينما المصرية الذين يتشدقون ليل نهار بعبارة "مفيش ورق" ويعلقون خطاياهم الفنية علي شماعة قلة الأفكار وندرة الكتاب ولهذا أرفض القسوة علي المؤلف تامر ابراهيم في أولي تجاربة السينمائية فالرجل له مؤلفات في مجال الرواية والقصة تدافع عن موهبته بجداره كما أن المخرج محمد بكير له تجربتان في الدراما هما المواطن اكس وطرف تالت وكلاهما حقق نجاحا جماهيريا ونقديا يحسب له، اذن هل هي بصمات أحمد حلمي "المنتج والنجم والممثل" التي غلبت علي الفيلم ؟ والحقيقه أن حسابات حلمي الفنية تاثرت كثيرا بدخوله مجال الانتاج كمنتج منفذ لافلامه، هذا بالطبع لا علاقة له بشخصيات الفيلم الكارتونية ولا بالتأرجح غير المقنع بين الفانتازيا والواقع، ولكن يبدو أن علي جثتي يشبه كثيرا حالنا المتأرجح بين الواقع المأساوي والخيال الهزلي، اصبحنا نستقبل الكارثة بالدمعة والنكتة معا.