يظن أمير قطر الشاب الشيخ تميم بن حمد نفسه أنه أصبح زعيما في المنطقة يشار إليه بالبنان. ويتوهم خطأ أن بلاده مادامت تملك ثروة بترولية فائضة عن حاجتها يمكن أن تصبح دولة كبري مؤثرة في السياسة الإقليمية والدولية. ومن هذا الظن والوهم الخاطئ تحدث عن مصر وكأن قطر وصية عليها.. وقال في تصريح لصحيفة "رأي اليوم" اللندنية إن بلاده "لينت في موقفها من مصر" وان الدوحة وجهت رسالة بأنها تستطيع التعامل مع "الأمر الواقع" في مصر لكن لم تحصل علي الإجابة من السلطات المصرية الحالية. يا سمو أمير قطر دعني أقول لك انني لا أريد أن أخطئ في حقك شخصيًا فقد تعودت أن يعف قلمي عن المساس بالشخصيات وأتوجه به إلي نقد السياسات.. وأسألك: ما معني أن بلادك "لينت في موقفها مع مصر"؟! هل قبضت بلادك علي خناق مصر حتي أعجزتها عن التحرك ثم تكرمت وتعطفت و"لينت من موقفها" حتي تستطيع مصر أن تسترد أنفاسها؟! بالله عليك يا سمو الأمير أرجو أن تتكلم كلاما معقولا يستطيع حتي الأطفال أن يقتنعوا به ناهيك عن عامة المواطنين في بقاع الوطن العربي والعالم. راجع نفسك يا سمو الأمير وتكلم كلاما موزونا وقس حجم بلدك قطر مساحة بحجم مصر.. وقس حجم شعبها بحجم شعب مصر.. وقس حجم ثقافتها بثقافة مصر.. وقس تاريخها وعمقه إن كان لها تاريخ بتاريخ وعمق حضارة مصر.. وقس وزنها علي أي مستوي تريده بوزن مصر اقتصاديا وعسكريا واجتماعيا حتي ولو كنت تملك مئات الآلاف من آبار البترول والغاز. يا سمو الأمير.. لم يطلب منك أحد أن "تلين موقفك من مصر" وخذ راحتك تماما في التشدد والتآمر ضدها فقديما قال الشاعر العربي: كناطح صخرة يوما ليوهنها .. فلم يضرها وأوهي قرنه الوعل مصر يا سمو الأمير الشاب اليافع لن تهتز فيها شعرة واحدة إذا تشددت في موقفك تجاهها أو لينته.. فمصر لا تعيرك أي اهتمام ولا تنظر حتي إليك نظرة شذر طالما أنت البادئ بمعاداتها.. فكم من أطفال صغار يرمون الشجرة العالية المثمرة بالحجارة ولكنها لا تهتز وتظل "كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها". أنت تقول يا سمو الأمير إن الدوحة وجهت رسالة بأنها تستطيع التعامل مع "الأمر الواقع في مصر" لكنها لم تحصل علي الإجابة من السلطات الحالية.. ونقول لك: ما شأنك أنت بالأمر الواقع أو غير الواقع في مصر؟! هل تعملقت الدوحة للدرجة التي تصبح فيها ولية لأمر القاهرة وتستطيع التعامل مع ما يجري فيها؟! هل أغرتكم كثرة "الفلوس" فشعرتم بتضخم الذات إلي هذه الدرجة؟! يا سمو الأمير أنت من أصول عربية.. فارجع إلي التراث العربي وتأمل بدقة المثل الذي يقول: "رحم الله امراً عرف قدر نفسه" وأزيد عليه من عندي "وعرف قدر الآخرين". ثق.. ثم ثق.. ثم ثق.. يا سمو الأمير تميم أن المال مهما كثر لا يحول دولة في حجم قطر إلي دولة عظمي.. كل ما هناك أن بلدك تبنت وتتبني الآن سياسة التآمر والتخريب لا من تلقاء نفسها ولكن بدوافع خارجية لتظهر في الساحة علي المستوي الدولي كدولة مؤثرة.. وظني أنك تعرف أن الشهرة يمكن أن يكتسبها غير الأسوياء.. فقاطع الطريق يمكن أن يكتسب شهرة.. والخائن لبلده كذلك.. والخارج عن المألوف من منطلق "خالف تعرف" و"ريا وسكينة" في مصر لهما شهرة وهكذا. مصر لن ترد علي رسالتك يا سمو الأمير إلا بعد أن تعتذر لها علنًا أمام الرأي العام العالمي.. وتطهر نفسك وبلدك من إثم الإرهاب الذي تتبناه وتنفق عليه بسخاء.. وتسلم الهاربين الذين أجرموا في حق بلدهم فآويتهم ليواصلوا تآمرهم من الدوحة. نصيحة خالصة لك أيها الأمير الشاب الشيخ تميم بن حمد: لقد وجدت نفسك أميرًا علي دولة أيًا كان حجمها.. ولا يصح لحاكم أن يحكم دون أن يكون قارئا جيدا للتاريخ.. فاقرأ التاريخ لتعرف أن مصر.. هي مصر.. وستبقي مصر.. شاءت قطر أم أبت!!