في كلمته أمام مؤتمر القمة العربية التي انعقدت بالكويت يوم الثلاثاء الماضي قال الأمير تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر إن بلاده تؤكد علي علاقة الأخوة التي تجمعهم بالشقيقة الكبري مصر. ويعتقد من صاغ كلمة الأمير القطري أن كلمات المجاملة الروتينية هذه يمكن أن يكون لها تأثير إيجابي علي مجمل العلاقات بين البلدين والتي انحدرت في الفترة الأخيرة إلي أدني مستوي في كل المجالات.. وهو اعتقاد خاطئ بل أقول إنه اعتقاد ساذج.. فالعلاقات لا تؤسسها الكلمات.. ولكن تؤكدها الأفعال علي أرض الواقع. الدوحة.. هي التي انحرفت بالعلاقات المصرية- القطرية عن مسارها الصحيح منذ 30 يونيو 2013 واتخذت موقفاً عدائياً لا مبرر له من النظام المصري بعد الإطاحة بحكم جماعة الإخوان وعزل الرئيس السابق الدكتور محمد مرسي.. وهي بذلك سمحت لنفسها بكسر قاعدة دولية راسخة في العلاقات بين الدول بعضها ببعض. وهي عدم التدخل في شئون الغير الداخلية. قطر تعرف جيداً أنها أنهت العلاقات الاقتصادية مع مصر وسحبت ودائعها من البنك المركزي المصري. ووضعت قيوداً علي دخول رجال الأعمال المصريين إلي الدوحة.. وجمدت بعض المشروعات الاستثمارية التي كانت تعتزم إقامتها في مصر. وهبطت بمعدل التبادل التجاري بين البلدين. قطر تعلن في كلمتها التي القاها أميرها في قمة الكويت أن الإرهاب مدان بكل أشكاله ولا خلاف علي هذا الموضوع.. ثم يقول إنه من غير المقبول استهداف مدنيين بالقتل ومنشآت مدنية بالحرق والتدمير. والأمير صاحب هذه الكلمات يعلم تماماً أن بلاده تساهم بفعالية في تمويل الإرهابيين. ويعرف أن أحد مصادر هذا الإرهاب هو منظمة حماس في غزة.. وما الأنفاق وتهريب السلاح وتهريب الإرهابيين عبر هذه الأنفاق إلا أكبر دليل علي ذلك.. وكلنا نعلم قوة ودعم قطر لحماس لا من أجل مواجهة إسرائيل التي تحتل أرض فلسطين وإنما لزعزعة الأمن في مصر. وإذا دققنا النظر في كلمة الأمير تميم نجد أنه أدان الإرهاب علي المدنيين والمنشآت المدنية.. في الوقت الذي تجاهل فيه العمليات الإرهابية التي تقوم بها ما تسمي بمنظمة بيت المقدس ضد العسكريين من أبناء الشرطة والجيش والمنشآت الشرطية والعسكرية.. وكأنه يبارك هذه العمليات. إن أمير قطر يدين غلق المعابر بين مصر وغزة ويطالب بفتح هذه المعابر لتمكين سكان القطاع من ممارسة حياتهم.. ونحن نرد علي الأمير بأن المعابر كانت مفتوحة طالما لم تكن هناك انفاق غير شرعية يأتي منها الإرهابيون وتدخل منها الأسلحة إلي سيناء.. وفوجئنا بأن هذه الانفاق لم تكن بالمئات بل كانت بالآلاف وتتم من خلالها عمليات تهريب واسعة بين قطاع غزةوسيناء.. فهل يتوجه الأمير بالنصح إلي أصدقائه الحمساويين لمنع هذه الانفاق وما يتم عبرها ليستطيع السكان ممارسة حياتهم؟! تلميحات إن تلميحات أمير قطر عن الفترة الانتقالية في مصر عندما يشير إلي وجود تعثر في هذه الفترة بسبب انسداد الأفق السياسي.. هذه التلميحات غير البريئة مرفوضة تماماً شكلاً وموضوعاً. فليس من حق الأمير بأي صفة أن يتدخل في الشأن الداخلي المصري. وليس من حقه أن يطالب بحوار وطني.. فمصر ليست في حاجة إلي نصيحته لأنها تعرف مع من تتحاور ومع من ترفض الحوار.. فلا مكان أبداً في هذا البلد لمن يرفع السلاح في وجه الشعب وشرطته وجيشه. قيل تعقيباً علي كلمة أمير قطر إنه تجاهل تهنئة مصر علي إتمام دستورها بينما خص تونس بتهنئة علي دستورها بالحوار الوطني.. ونرد بأننا لسنا في حاجة إلي تهنئة الأمير.. ولن تزيدنا هذه التهنئة شرفاً من ممثل دولة تناصب مصر العداء وتشجع علي الإرهاب فيها!! مصر - يا سمو الأمير - هي مصر.. وستظل مصر الرائدة والقائدة.. تعرف حجمها وحجم حضارتها وتاريخها.. وتعرف دورها الإقليمي والعالمي.. وتعرف ايضا حجم الآخرين مهما حاولوا أن يلبسوا ملابس فضفاضة تظهرهم علي غير حقيقتهم.