النظام الجديد لتوزيع الخبز المدعم من خلال الكارت الذهبي الذي أعلن عنه وزير التموين خالد حنفي مؤخرا ويطبق خلال ال3 أشهر القادمة هل يصلح منظومة الخبز ويضمن وصول الدعم لمستحقيه خاصة بعد أن وصلت تكلفة دعم الخبز وحده إلي 22 مليار جنيه سنويا يهدر علي الأقل نصفها ما بين جيوب مافيا القمح والدقيق وما بين تقديم الخبز كطعام للحيوانات ناهيك عن الطوابير والمعاناة التي يجدها المواطن للحصول علي رغيف الخبز المدعم. النظام باختصار يتمثل في تحديد حصة محددة للمواطن من الخبز المدعم تبلغ 500 رغيف شهريا يقوم بصرفها من خلال الكارت الذهبي الذي سيتم استخراجه لمن يمتلك بطاقة تموين وبعد ذلك يقوم المواطن بالذهاب إلي الفرن وإدخال الكارت في ماكينة تشبه الفيزا كارت لحساب أعداد الأرغفة التي يحتاجها وتكلفتها. أما أصحاب الأفران والمطاحن فيحصلون علي الدقيق بالسعر الحر علي أن تقوم الدولة بسداد 34 قرشا لهم ثمنا للرغيف الواحد الذي يحصل عليه المواطن ب5 قروش. يعبر عن رأي أصحاب الأفران عبدالله غراب رئيس الشعبة العامة للمخابز قائلا: من حق الوزير أن يكون له رؤية يحاول من خلالها إصلاح منظومة الخبز المدعم.. ولكن السؤال هنا هل بذلك يصل الدعم إلي مستحقيه؟ ويجيب: اعتقد أن هذا غير مضمون فهناك فئات عديدة لا تمتلك بطاقات تموين من الأساس مثل ساقطي القيد والمقيمين في بعض القري والنجوع فكيف سيحصلون علي حقهم من الخبز. أضاف ان الماكينات التي سيتم إدخال الكارت الذهبي بها تعمل بالكهرباء وعندما تقطع الكهرباء وهو ما يحدث كثيرا هذه الأيام سوف تتوقف عملية البيع تماما. توقع ألا يؤدي النظام الجديد إلي انتهاء الزحام والطوابير علي الخبز حيث إن معظم العاملين في الأفران لا يمتلكون القدرة علي التعامل مع الماكينات المخصصة للكارت الذهبي وهو ما سيؤدي إلي المزيد من الزحام والمشاكل مع المواطنين. أشار إلي أن النظام المقترح يمثل مشكلة لأصحاب الأفران حيث سيحصلون علي الطن بسعر يزيد حوالي 300 جنيه عن السعر المحلي والعالمي أي أن ثمن الجوال الواحد سيصل إلي 290 جنيها بجانب مصاريف التشغيل ونحن هنا نطالب بأن نحصل علي هامش ربح معقول يغطي قيمة التكاليف التي سنتحملها وعلي الوزير بعد ذلك أن يختار النظام والآلية التي يري أنها الأصح. * عبدالغفار السلموني- نائب رئيس غرفة صناعة الحبوب وصاحب مطحن قال نحن لسنا ضد التنظيم بشرط ألا يخل بحقوق البسطاء في الحصول علي الدعم الذي يستحقونه وبشرط أن يكون النظام الموضوع قابل للتطبيق وهو ما أشك فيه كثيرا حيث إن هناك فئات كثيرة ستحرم من الخبز المدعم مثل الفئات التي لا تمتلك بطاقة تموين بجانب أن هناك ما يقرب من 4 ملايين مواطن يوميا يأتون إلي القاهرة صباحا ويغادرونها مساء فمن أين سيحصلون علي احتياجاتهم من الخبز؟ أيضا هناك حوالي ما يقرب من 15 ألف مخبز غير مرخصة تنتج العيش الطباقي وكانوا يحصلون علي احتياجاتهم من الدقيق من خلال الأفران المرخصة وبعد تحرير سعر الدقيق في النظام الجديد سوف يقومون برفع الأسعار وهو ما سينعكس بالتأكيد علي أسعار باقي المنتجات. أشار إلي أن صاحب المخبز سوف يحصل علي مستحقاته من الوزارة من خلال حساب الكمية التي قام ببيعها ثم يقوم بسداد ثمن الدقيق للمطحن ولكن هذا لن يمنع تسرب الدقيق كعلف للحيوانات لأن طن العيش يبلغ ثمنه 400 جنيه فقط بينما طن العلف يتجاوز ثمنه ال2000 جنيه ومن ثم سيكون هناك بابا لتسرب الخبز المدعم ولن يوقف هذا التسرب أي نظام الكتروني بل الحل يتمثل في التدرج في رفع ثمن الخبز المدعم علي أن يحصل المواطن علي الدعم بشكل آخر بعد تحديد الفئات المستحقة له. التجربة مختلفة أما د.علي عبدالرحمن أستاذ الاقتصاد بجامعة قناة السويس ومستشار وزير التموين الأسبق فيؤكد أن النظام محكوم عليه بالفشل الذريع لأن تجربة توزيع السلعة من خلال الكروت لا تضمن عدم تسرب الدعم كما أن تطبيق التجربة في بورسعيد ليس دليلا علي إمكانية تطبيقها في باقي الأماكن لأن بورسعيد مدينة صغيرة كما أن سكانها لايعتمدون علي الخبز بصورة أساسية مثلما يحدث في الريف أو القاهرة الكبري. أشار إلي أن تكلفة النظام الجديد بالملايين بدون طائل حيث إنه لن يمنع سرقة الدقيق أو قيام صاحب المخبز ببيع الخبز بالطن لتجار الدواجن. أوضح أنه لا ضمانة لوصول دعم الخبز لمستحقيه إلا من خلال قيام الدولة باستلام الخبز من الأفران من خلال مواصفات محددة بسعر التكلفة بالإضافة لهامش ربح معقول ثم إعادة بيعه من خلال منافذ بالسعر المدعم بشرط أن تكون المنافذ كافية وتعمل طوال اليوم. عذاب يومي ويعبر عن رأي المواطنين فايز السيد- حارس عقار قائلا: أوافق علي أي نظام جديد لتوزيع العيش بشرط أن يرحمنا من المعاناة والوقوف لساعات طويلة أمام المنفذ الذي يعمل لساعات قليلة في الصباح الباكر بجانب الزحام في الأفران. ويتساءل يوسف الأمير- محاسب: هل أصبح المواطن حقل تجارب للوزراء ففي كل يوم يخرجون علينا بنظام جديد لتوزيع السلع ورغم ذلك فالدعم يتسرب ونحن نشتري السلع المختلفة ومنها الخبز بالسعر الحر حيث لا نستطيع أن نقف لساعات طويلة في الأفران. أحمد فرج -موظف بالنقل العام قال لقد تحول رغيف الخبز إلي معاناة يومية فابني قبل ذهابه إلي المدرسة يقف أمام المنفذ لأكثر من ساعة حتي يحصل لنا علي احتياجاتنا من الخبز وأتمني أن يمنع النظام الذي يقترحه الوزير هذا العذاب.