أن تغرق السيول 15 عزبة وأكثر من ألفي فدان في أسيوط و147 منزلا بالأقصر و14 أخري بأسوان. وأن تهدم سقف مطار الغردقة وتحول هذه المدينة السياحية الجميلة إلي جزر منعزلة بعد أن اطاحت المياه بكل شيء ثابت ووصل المشهد إلي قمة الهزل بأن استخدم الناس القوارب في تنقلاتهم.. فإن هذا في حد ذاته وبعيداً عن "القدريات" كارثة سببها الإهمال المتراكمة من كافة الحكومات السابقة. وأن يلقي 42 مواطناً مصرعهم في السويسوأسيوط خلال يوم واحد في حوادث طرق.. فإن هذا أيضاً كارثة أخري أسبابها عديدة ولا أعفي منها الحكومات المتعاقبة. ومن السيول إلي نزيف الأسفلت.. عشنا يوماً أسود ملطخاً بالدم والخراب..!! اللهم لا اعتراض علي أحد جندك الذي أرسلته في صورة سيول أغرقت وجرفت وهدمت كل من اعترض طريقها من حرث وحجر وشردت كل من كان آوياً في منزله من بشر.. لكنناً نأسف كل الأسف علي ان كافة الحكومات السابقة لم تتبع منهجا في الأخذ بالأسباب وتحتاط لمثل هذه الكوارث.. فلم تشق مصارف للأمطار بمواصفات جودة عالية وأهملت مخرات السيول الضعيفة أصلا وتركت الطرق بلا عناية فأصبحت فجأة من شدة المياه وكأنها خربت بالقنابل النووية أو تعرضت لزلزال مدمر. ما هذا ياسادة؟.. من سيعوض أصحاب المنازل والأفدنة الغارقة؟؟.. من سيؤويهم من التشرد بعد أن كانوا في عز وأمان..؟؟ اللهم إننا لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه.. نعم.. لكل أجل كتاب.. وما تدري نفس بأي أرض تموت.. ونحتسب من ماتوا في حوادث الطرق عند الله شهداء وندعو لهم بالرحمة ولأسرهم بالصبر الجميل لكن الحقيقة التي يجب ألا تغيب عنا هي أن الجميع - حكومات وقائدي سيارات - لم يأخذوا بالأسباب.. فلا الحكومات أعدت طرقاً آدمية صالحة للسير في الظروف العادية فما بالك بالطارئة ولا من يقودون السيارات عليها احتاطوا واتخذوا الحذر منهجاً فضاعوا واضاعوا من يصطحبونهم في رحلات الموت..!! ما هذا أيضاً ياسادة؟؟.. إن كنوز الدنيا لن تعوض أحداً عن عزيز فقده في الحوادث التي تقع يومياً علي طرقنا "المهلهلة".. ولا أدري ماذا تفعل هيئة الطرق والمحليات بالضبط؟؟.. أهي مناصب يتقلدها هذا فترة ثم يتركها لغيره فترة أخري دون إصلاح يذكر؟؟. إن المسئول - أي مسئول - عندما يعلم أن هناك قصوراً ما في قطاعه ويسكت عليه إهمالا أو ضعفاً ويتسبب ذلك في إزهاق أرواح فإن الجريمة هنا تعد قتلا عمدياً وليس خطأ ولابد من محاكمة هذا المسئول كشريك فيها.. نحن نؤمن بالله وبقضائه وقدره ولكن لابد أن تكون لكل جريمة عقاب رادع. لذلك.. نريد تحقيقاً شفافاً في كل اشكال الأهمال خاصة في المصارف ومخرات السيول والطرق.. لن نصبر بعد اليوم علي الوصوليين والمشتاقين ومعدومي الكفاءة الذين يغرقون من بحر عميق أموالا طائلة دون عمل جاد ومثمر.. فالذين يدفعون الثمن هم أهالينا من أرواحهم واستقرارهم. انزلوا التقلة من أبراجهم.. وحاسبوهم علي ما ارتكبت أيديهم. ** سؤال بريء: مجلس الأعمال المصري القطري.. لماذا هو مستمر حتي اليوم؟؟.. ولماذا لم يتخذ قرار حتي الآن بسحب سفيرنا من الدوحة وطرد سفيرهم من القاهرة؟؟. هو كل شيء يخلص في يوم لازم نقعد نفكر ونفكر ثم نفكر ونفكر وبعدها نفكر ونفكر ولا نتخذ قراراً؟؟.. إيه الملل ده..؟؟ ياريت "تغشوا من السعودية".