يواجه المتهمون في خلية "عقيدة" الإرهابية عقوبة الأشغال الشاقة المؤبدة والاتهامات الموجهة إليهم هي التخابر مع تنظيم القاعدة وارتكاب أعمال عدائية داخل البلاد. تتسلم محكمة استئناف القاهرة خلال أسبوع أوراق القضية البالغ عددها 900 ورقة وسيتم تحديد جلسة خلال شهر مايو القادم. علمت "المساء" من مصدر قضائي رفيع المستوي بنيابة أمن الدولة العليا أن المستشار هشام بركات النائب العام أصدر قراراً بوضع اسم المتهم الرابع في القضية داود الأسدي وهو كردي عراقي علي قوائم النشرة الحمراء بالانتربول الدولي للقبض عليه وتقديمه محبوساً إلي محكمة الجنايات في حالة تنفيذ هذا القرار. أضاف المصدر أن المتهمين الثلاثة الأول عمرو محمد محمد أبوالعلا عقيدة ومحمد صالح عبدالحليم حميدة ومحمد مصطفي محمد إبراهيم بيومي تمت إحالتهم إلي المحاكمة بوصفهم هاربين عقب التحقيق معهم أمام النيابة حيث صدر قرار من المستشار طلعت عبدالله النائب العام السابق بإخلاء سبيلهم علي ذمة القضية أثناء حكم الرئيس المعزول محمد مرسي وأنه عقب تولي المستشار هشام بركات النائب العام الحالي منصبه انتهت التحقيقات في القضية ومن ثم جاء وقت إحالة القضية إلي المحاكمة حيث صدر قرار النائب العام بضبط وإحضار المتهمين الثلاثة بوصفهم هاربين من العدالة.. وتم إرسال قرار الضبط والإحضار إلي جهاز الأمن الوطني بوزارة الداخلية لتقوم بتنفيذه حتي يتم محاكمة المتهمين حضوريا أمام المحكمة عند القبض عليهم. كشفت قائمة أدلة الثبوت في القضية التي تحمل رقم 199 لسنة 2013 مصر أمن دولة عليا أن عدد شهود الاثبات في القضية هم أربعة ضباط بجهاز الأمن الوطني حيث ذكروا في شهادتهم التي أدلوا بها في تحقيقات النيابة التي باشرها محمد خاطر وإلياس إمام وكيلا نيابة أمن الدولة العليا باشراف المستشارين تامر الفرجاني المحامي العام الأول وخالد ضياء الدين المحامي العام ان المتهمين الأول والثاني اعتنقا فكر تنظيم القاعدة الارهابي القائم علي تكفير الحاكم وشرعية الخروج عليه بدعوي عدم تطبيقه الشريعة الاسلامية. كما سبق التحاقهما بذلك التنظيم بمقراته خارج البلاد حيث سافر المتهم الأول في أواخر عام 2008 إلي دولة الإمارات العربية المتحدة ومنها إلي دولة باكستان مروراً بايران ليلتحق بتنظيمي القاعدة الإرهابي وحركة طالبان بمنطقة مسعود الباكستانية والتي تقع علي الحدود مع افغانستان وتلقي في اطار ذلك تدريبات عسكرية منها التدريب علي استعمال الاسلحة وتصنيع العبوات المتفجرة واستعمالها وعلي الفنون القتالية وشارك بعملياتها المسلحة هناك ضد الجيش الباكستاني والامريكي وانتقل في اعقابها إلي افغانستان. أكد الشهود في أقوالهم أن المتهم الثاني تسلل إلي دولة الجزائر للالتحاق بتنظيم القاعدة هناك إلا أنه تم ضبطه وترحيله إلي مصر. عقب ذلك قام المتهمان الأول والثاني في غضون عام 2013 بتأسيس جماعة علي خلاف احكام القانون لتتولي تنفيذ أعمال عدائية بالبلاد ضد منشآتها ومؤسساتها ورجال القوات المسلحة والشرطة والمسيحيين ودور عبادتهم وممتلكاتهم وسفارات الدول الأجنبية وممثليها الدبلوماسيين بالبلاد. كما تمكنا من استقطاب بعض العناصر وضمهم إلي الجماعة ومنهم المتهم الثالث محمد مصطفي محمد إبراهيم بيومي حيث قاما باعداده وباقي أعضاء التنظيم فكريا وبدنيا للقيام بتلك الأعمال. أكدت أقوال الشهود أن تحرياتهم توصلت إلي أن المتهم الأول تواصل مع المتهم الرابع داود الاسدي القيادي بتنظيم القاعدة بينما تواصل المتهم الثاني مع قيادي اخر بذلك التنظيم يدعي التركمان وعناصر أخري من التنظيم بباكستان. وأن ذلك التواصل جري باستخدام هواتف محمولة ومن خلال شبكة الانترنت وأنه في اطار ذلك تم تكليف المتهم الثاني من جانب تلك العناصر بتجميع معلومات عن نشاط الجماعات التكفيرية بالبلاد وتحديدا بمنطقة سيناء وكذا معلومات عن افراد القوات المسلحة ومواقع انتشارها بالسويس وجبل عتاقة والعريش والقسيمة تمهيداً لتعامل تنظيم القاعدة معهم في اطار تحقيق أغراضه بتنفيذ أعمال عدائية بالبلاد. ونفاذاً لذلك قام المتهم الثاني بجمع تلك المعلومات وإمداد عناصر التنظيم بها ومنها معلومات عن مجموعة "اكتاف بيت المقدس" ومجموعة "إمارة أحمد زايد كيلاني". كما أكدت أقوال ضباط جهاز الأمن الوطني قيام عناصر الجماعة بالتخطيط لاستهداف السفارتين الأمريكية والفرنسية وممثليها بالبلاد ومن اجل ذلك قام المتهم الثاني بشراء كمية من مادة نترات الأمونيوم وكلف المتهم الثالث باخفائها تمهيدا لاستخدامها من قبل المتهم الأول في تصنيع العبوات المتفجرة المزمع استعمالها في ارتكاب ذلك العمل الارهابي وأنه يحوز اسلحة وذخائر ومفرقعات وأن الجماعة اعتمدت في تمويلها علي ما يتم اقتطاعه من أموال اعضائها. تم ضبط المتهم الثاني بتاريخ 10/5/2013 وبحوزته هاتفان محمولان وحاسب محمول وأنه اعترف باخفاء مادة نترانت الامونيوم تمهيدا لاستخدامها في تنفيذ أعمال عدائية لدي المتهم الثالث الذي تم ضبطه وبحوزته كيس يحتوي تلك المادة. وعلي صعيد متصل ذكرت ملاحظات النيابة العامة في القضية أنه تم ضبط المتهم الأول بتاريخ 9/5/2013 وبتفتيشه عثر بحوزته علي وحدتي فلاش ميموري وهاتفين محمولين و1100 دولار و571 جنيهاً. كما أقر المتهم الأول عمرو محمد أبو العلا عقيدة بالتحقيقات بالتحاقه بتنظيم القاعدة الارهابي بافغانستان خلال الفترة من عام 2008 وحتي 2011 حيث تلقي تدريبات عسكرية علي استخدام الاسلحة النارية وأنه في هذا الاطار حاز بندقية آلية بذخائرها لاستخدامها في عمليات عسكرية دارت بين التنظيم سالف الذكر وحركة طالبان ضد الجيش الباكستاني. وفي اعقاب ذلك انتقل لمنطقة وردك بافغانستان وشارك مع التنظيم المشار اليه سلفا في عمليتين عسكريتين ضد الجيش الأمريكي ثم غادر افغانستان متسللا إلي دولة إيران حيث تم ضبطه واعتقل ثم أفرج عنه وخلال تلك الفترة تعرف علي المتهم الرابع داود الأسدي عضو تنظيم القاعدة الذي عمل علي تسفيره لدولة اليمن عبر سلطنة عمان حيث تم القبض عليه هناك وتم ترحيله إلي مصر في غضون .2011 أضاف انه عقب عودته إلي البلاد استمر في التواصل معه المتهم الرابع وآخر يدعي سلمان من عناصر تنظيم القاعدة. كشفت احراز القضية عن وجود تقارير مصلحة تحقيق الأدلة الجنائية التي أكدت احتواء الهاتف المحمول بحوزة المتهم الأول علي برامج تشفير الرسائل الخاصة ب"المجاهدين" ومنها برنامج "أسرار المجاهدين" وملفات تتناول الفكر التكفيري المتطرف وتنظيم القاعدة منها ملفات صوتية لأيمن الظواهري وملفات أخري خاصة بأمن الوثائق والمستندات والمواقع وطرق الاخفاء والتخفي والاستدراج والتحقيق والاستجواب الاستخباري وملفات نصية حول برنامج صناعة الارهاب. كما أكدت تقارير مصلحة الأدلة الجنائية أنه بفحص وحدتي الفلاش ميموري المضبوطتين مع المتهم الأول تبين أنهما يحتويان علي ملفات نصية خاصة بتأمين الاتصال اللاسلكي وعبر شبكة الانترنت وتأمين الأموال والمؤتمرات والاجتماعات والعمليات الخاصة والتخطيط لها وأمن الوثائق والمستندات والمنشآت. وكيفية العمل عليها وطرق نقل الاسلحة واخفائها والتحري وجمع المعلومات وملفات أخري عن الرصد والمراقبة وجمع المعلومات عن الأهداف وصناعة الصواريخ وبعض الملفات النصية الخاصة لبعض عناصر تنظيم القاعدة وملفات أخري مشفرة. كما انه بفحص الهاتف المحمول المضبوط بحوزة المتهم الثاني تبين انه مسجل عليه مكالمات صادرة وأخري واردة جرت مع الأرقام المسجلة به مع اشخاص منهم من يدعي التركمان وآخرين وجميعها تحمل الرمز الكودي لدولة تركيا وكذا مكالمات أخري صادرة لرقم يحمل الرقم الكودي لدولة سوريا والضفة الغربية.. وان الرسائل المسجلة علي ذاكرة ذلك الهاتف منها رسالتان صادرتان من داخل البلاد جاء نصها: "شيخي.. كيف الحال أخبار الدولة إيه" بينما جاء نص الرسالة الثانية "الوضع مضطرب جداً عندنا وحتي الآن منتظر أقابل الأمير لا تنساني في الدعاء". وأنه بفحص المادة المضبوطة بحوزة المتهم الثالث تبين أنها مادة نترات الأمونيوم والتي يمكن استخدامها في تصنيع بعض المواد المفرقعة عن طريق خلطها بمادة الفحم النباتي والكبريت للحصول علي مخلوط بارودي أو عن طريق خلطها بمواد وقودية للحصول علي مفرقع "الانفو" وان تلك المواد من المواد التي تعتبر في حكم المفرقعات المنصوص عليها بقرار وزير الداخلية رقم 2225 لسنة .2007 كما ثبت بتقرير الإدارة العامة للمعلومات والتوثيق انه بفحص الحاسوب المحمول "لاب توب" المضبوط بحوزة المتهم الثاني محمد عبدالحليم حميدة صالح تبين ان الهارد ديسك المودع به يحوي ملفات نصية منها ملف باسم "الكباري" يتضمن ارقاما تعريفية تستخدم في التخفي اثناء التصفح علي شبكة الانترنت وآخر باسم "طبوغرافيا" يتضمن بحثاً خاصا بعلم الطبوغرافيا وثالث باسم "سيناء" يتضمن معلومات عن العناصر الجهادية وقيادات التنظيمات المتطرفة بشبه جزيرة سيناء وتعريفها لكل مجموعة وأعضائها. كما حوي الهارد- ديسك ملفات مختلفة تناولت موضوعات عن كيفية تصنيع الطائرات الصغيرة واستخدام الدوائر الكهربائية للتفجير عن بعد. كما تضمن ملفات عن تحضير المتفجرات وصناعتها والعبوات اللاصقة وكيفية تصنيع الصواريخ ومدافع الهاون والمواد الأولية وملف بعنوان "الباحث" عن حكم قتل ضباط وأفراد المباحث والمراقبة.