منذ بدأت حكومة المهندس ابراهيم محلب العمل في اسبوعها الأول وجدنا الوزراء شعلة نشاط وحماس لم نشهده من قبل فهم يتحركون علي ارض الواقع ويتفقدون مواقع العمل في القاهرة والمحافظات صورة ربما لم نعتدها إلاقبيل افتتاح رئيس الجمهورية لاحد المشروعات. لقد اعتاد الوزراء وكبار المسئولين العمل من داخل المكاتب ومن خلال الملفات المعدة سلفا من بعض المدراء. اتساءل لماذا لم يكن السلوك الجديد هو منهاج عمل الحكومة خاصة وأن معظم الوزراء باقون من الحكومة السابقة فهل السر في شخصية المهندس محلب الذي استطاع ان يجمع حكومته لأول مرة الثامنة صباحا لتبدأ اجتماعاتها. في الحقيقة ما نشهده يجعلني أشعر بتفاؤل لكنه مشوب بالحذر والقلق فلا احد يضمن استمرار ايقاع العمل بنفس الهمة والنشاط وموسم الصيف علي الابواب وموجات الحر القاسية قد تجبر السادة الوزراء علي البقاء داخل مكاتبهم المكيفة. علي اي حال لنترك الايام تجيب علي التساؤلات الحائرة وفي نفس الوقت اتمني ان ننقل عدوي العمل والنشاط بسرعة وقبل دخول الصيف إلي كل مسئول لأننا في أمس الحاجة إلي قيادات تتحرك في مواقع العمل وبعيدا عن الغرف المغلقة فوضع السياسات والخطط لن يكون الا برؤية مشاكلنا والتواصل مع المواطنين في كل مكان فالكثير منها بسيط ولايحتاج إلي اموال ونفقات بل لقرار حاسم وموظف يؤدي واجبه بأمانة لقد آن الاوان لوضع نهاية لمعاناة وهموم الناس. هنا فقط سوف نلمس التغيير الحقيقي فليست الحركة بمفردها هي الدليل علي اننا نمضي بشكل جيد فالمهم الإنجاز وحل المشاكل التي تفاقمت في الكثير من القطاعات.. الكل في امس الحاجة إلي الشعور بنتائج ايجابية تغير من الواقع الاليم وليس مجرد تصريحات تفتقد المصداقية فقد مارسها المسئولون مرارا حتي اكتشفنا انها وهم وخداع ولم تحصد غالبية الشعب ثمار التنمية التي كانت تسمع عنها. مازال لدينا بعض الصبر والانتظار حتي تثمر بوادر التغيير والنشاط من حكوماتنا الجديدة نتائج تغير وجه الحياة. "عالم الأثرياء" كشف تقرير مجلة فوربس الامريكية وجود 8 مصريين علي قائمة اثرياء العالم لعام 2014 بثروة بلغت 22.3 مليار دولار رغم حالة الركود التي تعيشها مصر. بالطبع نحن في غاية السعادة لوجود بعض رجال الاعمال المصريين علي قائمة الاثرياء ربما لاننا اعتدنا تراجع مكانة المصريين في كثير من المؤشرات العالمية ويزداد الاحساس بالسعادة فمن المؤكد أن هؤلاء الاثرياء استطاعوا الصعود والتقدم في عالم المال والاعمال لان لديهم العديد من المشروعات الناجحة بسواعد المصريين وعرقهم فهم الذين وضعوهم علي قمة هرم الثراء العالمي ومن ثم فالحس الوطن لدي اثريائنا تجاه الشعب موجود وحاضر والمسئولية الاجتماعية في تلك المرحلة الراهنة تحتاج لضخ الكثير من المشروعات التنموية لتحسين مستوي الصحة والتعليم وإسكان الفقراء والمهمشين يزدادون بشكل مخيف وطبقا لآخر احصائيات الجهاز المركزي للتعبئة والاحصاء نجد ان نسبة الفقر ارتفعت من 16.7% إلي 26.3% إلي جانب ارتفاع نسبة الفقر المتبع من 2.9% إلي 6.1%. هذه النسب وان كنت اعتقد انها أقل من الحقيقة لكنها تلقي بالمسئولية علي عانق الاثرياء فلابد من انتشال الفقراء من اوضاعهم المأساوية بدلا من تركهم صيدا وفريسة للجماعات الارهابية أو لفرق البلطجية والخارجين عن القانون. واخيرا الاستقرار والامن لن يتحقق في بلد تزداد فيه الهوة بين الاغنياء والفقراء.