يبدو أن د. عادل عدوي وزير الصحة الجديد جاء إلي الوزراء وهو متعطش للعمل كوزير ومتحمس للآراء بعد أن حصل علي جرعة نشاط من المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء الجديد حيث قام بتفقد مستشفيات المنيرة العام وأحمد ماهر التعليمي عقب حلفه اليمين الدستورية مباشرةج أمام رئيس الجمهورية. د. عادل جاء متعطشاً للعمل كوزير لعدة أسباب أهمها أنه عاد للوزارة لرد الاعتبار بعد أن استبعده وزير الصحة الأسبق د. عمرو حلمي من عمله كمساعد للوزير للطب العلاجي لأسباب لا يعلمها إلا الله بالاضافة إلي أنه تم استبعاده من التشكيل الوزاري في حكومة الجنزوري رغم أنه تم مقابلته ولم يصادفه الحظ في الاختيار دون معرفة الأسباب الحقيقية وراء ذلك. ظل د. عدوي يتحين الفرصة تلو الأخري عند الاعلان عن تشكيل حكومة جديدة لعل وعسي أن يكون له نصيب في هذه الحكومة للرد علي المشككين في أدائه. وجاء اليوم الذي تحقق فيه حلم العدوي وجلس علي الكرسي الذي كان يتمناه منذ سنوات طويلة لكن لايدري هل هذا شر له؟ أم أراد الله به خيراً؟ لأن المسئولية صعبة ومشاكل المرضي كثيرة وسوف يحاسبنا أحكم الحاكمين إذا قصرنا أو أهملنا في حق فقير أو مريض. كم من مريض يتعرض للأهمال والأهانات في المستشفيات ولا يجد من ينصفه فمن يتحمل ذنب هؤلاء المرضي أمام الله؟ هل مدير المستشفي فقط أم الوزير معه لا والله لقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه "لو أن بغلة تعثرت في طريق العراق لسألني الله عنها لما لم تمهد لها الطريق ياعمر". فإذا كان ابن الخطاب أمير المؤمنين يخشي علي نفسه من عقاب الله في حالة تعثر حيوان عن المشي في الطريق فكيف بنا نحن الآن ونري العثرات أمام المرضي الغلابة ولم يجدوا من يذلل لهم العقبات أو يأخذ بيدهم إلي طريق الشفاء فهل نستطيع أن نتحمل ذنبهم أمام الله. نعم لقد تحمل د. عادل عدوي المسئولية من الآن أمام رب العالمين قبل أن يكون أمام رئيس الجمهورية أو رئيس الوزراء وحاول أن يؤدي عمله بجدية وقام بالمرور علي المستشفيات لكن أقول له ياسيادة الوزير النجاح في سير المنظومة الصحية ليس بالجولات فقط إنما بالمتابعة الدقيقة لمشاكل المرض يومياً والاحساس بآلامهم والتعرف علي ما يجري من تعامل مع المرض في المستشفيات بعيداً عن أعين الوزير وهذا لا يتأتي إلا باختيار الكفاءات الذين يعشقون خدمة المواطنين ويفتحون أبواب مكاتبهم للمريض قبل المعارف والمجاملات. فكم من جولات قام بها د. حاتم الجبلي وزير الصحة الأسبق في المستشفيات لقد طاف شرقها وغربها شمالها وجنوبها طوال فترة عمله بالصحة ولم يتحقق المطلوب بل شكل لجنة لمتابعة ما يجري في المستشفيات ورصد تزويغ الأطباء وتحركات المديرين ومدي متابعتهم لمشاكل المرضي وكانت هذه اللجنة "المرعبة" تقوم بزيارات مفاجئة دون معرفة المديرين وكانت تقوم بتحويل الاطباء والمديرين المخالفين للتحقيق في مكتب الوزير شخصياً. كنت أشاهد هؤلاء الأطباء يقفون صفوفا علي سلالم مكتب الوزير وكأنهم في طابور ذنب. حتي في أيام رمضان لم تشفع لهم ومع ذلك لم يتحقق الانضباط في العمل ومشاكل المواطنين بلغت ذروتها. كما أن د. مها الرباط وزيرة الصحة السابقة بدأت عملها بزيارة لمستشفي المنيرة العام وتوالت جولاتها بصحبة الإعلاميين ولم تأت هذه الجولات بثمارها أو تحقيق أحلام المرضي لأن المعني ليس في الجولات بثمارها أو تحقيق أحلام المرضي لأن المعني ليس في الجولات فقط بل الأهم من ذلك حسن اختيار المدير المشهود له بالإنسانية والتواضع والتفاعل مع الخدمات الجماهيرية بالإضافة إلي أنه يتم اعطاء الضوء الأخضر لمكتب خدمة المواطنين بالوزارة بمتابعة مشاكل وشكاوي المرضي في المستشفيات وحلها من خلال الاتصال بالمديرين مباشرة وفي حالة تراخي أي مدير عن الأداء يتم رفع تقرير إلي الوزير مباشرة لمحاسبة المقصرين وأبعادهم عن المواقع الإدارية في حالة تكرار الشكاوي ويكون لهذا المكتب القوة القانونية في التعامل مع المديرين ورفع التوصيات للوزير أو مساعدة في هذا المجال.