عفواً عزيزي القارئ فطالما انتقدت حكومة د. حازم الببلاوي وطالبت برحيلها لأنها حكومة عاجزة تضم وزراء لا يؤمنون بالعمل الجماعي ولم تقدم شيئاً يذكر للمواطن البسيط وأكبر دليل انها رحلت وتركت البلاد في ورطة الاضرابات والاعتصامات والأزمات من البوتاجاز حتي الكهرباء والوقود.. وكأنك يا أبوزيد ما غزيت. وعفواء عزيزي القارئ فقد تفاءلت مع المتفائلين باختيار المهندس إبراهيم محلب رئيساً جديداً للحكومة خاصة بعد أن خرج علينا بتصريحات يقول فيها إنه سيكون حريصاً علي تشكيل حكومة مقاتلين من أجل مصر.. ولكن للأسف لم تمض سوي ساعات علي هذا التصريح من رئيس الوزراء المكلف إلا وجاءت الأنباء الصادمة التي تفيد ترشيح الشخص غير المناسب للمنصب الوزاري.. وعفواً عزيزي القارئ فإنه من المسلم به أن ترشيح شخص ما لمنصب ما لن يلقي قبولاً مائة في المائة وأن الناس لن تتفق علي رأي واحد ولكن ما تم طرحه من بعض الأسماء يجعلك تشك أصلاً في نفسك وفي ثورتك لأنك يمكن أن تتفق وتختلف حول مزايا وعيوب فلان المرشح لتولي المنصب القيادي وهو صالح لتولية هذا المنصب اما أن يكون أساس الاختيار خاطئاً ومدعاة للثورة والغضب فهذا ما لا يمكن تصوره في حكومة جاءت لتصلح الاختيارات الخاطئة للحكومات التي سبقتها.. ومن هنا فإن طرح بعض الأسماء مجرد الطرح أثار الأزمات والمشاكل مما يجعلنا ننظر بعين الريبة إلي من أشار علي رئيس الوزراء المكلف بهذه الأسماء.. علينا أن نفتش في "المطبخ" الذي يفسد كل شيء في مصر.. هل تريدون أمثلة.. إليكم البعض. * المجلس الأعلي للجامعات لأول مرة في تاريخه يعترض علي ترشيح وزير التعليم العالي. * عمال الكهرباء هددوا بمنع الوزير المرشح د. محمد شاكر من دخول الوزارة في حالة اختياره. * بعض النقابات العمالية اعترضت علي ترشيح ناهد العشري لوزارة القوي العاملة بحجة انها تدعم فصل العمال تعسفياً. * نقابة الفلاحين وغيرها من النقابات اعترضت علي استمرار د. أيمن فريد أبوحديد وزيراً للزراعة وسلمت محلب ملفاً بما وصفته سياساته الفاشلة. * المثقفون بمجرد طرح اختيار أسامة الغزالي حرب وزيراً للثقافة أعلنوا الحرب..ولست أدري من أشار علي محلب باستدعاء سمير غريب لعرض الوزارة عليه وكأنه يريد زيادة الاحتقان والثورة. * رابطة العاملين بوزارة الصحة رشحت ثلاثة من الكفاءات أبناء الوزارة العالمين ببواطن الأمورفيها والقادرين علي حل المشكلات لتولي موقع الوزير وهم: د. عبدالحميد أباظة ود. عبدالرحمن السقا ود. محمد شوقي إلا أن رئيس الوزراء المكلف لم يلق بالاً لهذا الترشيح. هذه عينة أعزائي القراء من كيفية اختيار الوزراء المقاتلين.. الوزراء الذين ننتظر منهم انقاذ مصر.. وإذا كان لي من تعليق علي ما يحدث فإنني أوجزه في عدة نقاط: * الأولي أن د. الببلاوي قال في خطاب الوداع أثناء إعلانه استقالة الحكومة: "لم نكن الأفضل ولكننا تحملنا المسئولية" وأنا أقول له عفواً يا د. الببلاوي أنت صادق في الجزء الأول وكلامك صحيح فأنتم فعلاً لم تكونوا الأفضل أما الجزء الثاني من كلامك "ولكننا تحملنا المسئولية" فاعتقد أنه غير صحيح وغير مناسب فأنتم لم تتحملوا المسئولية واضعتم فرصة ذهبية لتصحيح الأوضاع بعد 30 يونيو وأضعتم مع هذه الفرصة مليارات الدولارات التي تدفقت من الدول العربية وتلك التي كانت موجودة في البنك المركزي.. وسيادتكم تذكرني بمدرب فريق كرة القدم الذي يبرر فشله بعدم احراز فريقه لأي بطولة أو تحقيق أي فوز رغم توافر الامكانات بأنه حاول. * النقطة الثانية هي رسالة إلي المهندس إبراهيم محلب والقائمين علي إدارة شئون البلاد.. يا حضرات.. يا أيها السادة والله العظيم أهم أسباب انهيار وسقوط الاتحاد السوفيتي هي اختيار الرجل غير المناسب والتي كان وراءها المخابرات الأمريكية وهي قصة معروفة للقاصي والداني وأخيراً عزيزي القارئ أجدني مضطراً لأن أقول يبدو أن المشكلة ليست في الببلاوي أو محلب أو شرف أو شفيق أو حتي نظيف.. المشكلة تبدو في "المطبخ" والطابور الذي يجهز ويعد الاسماء والسيناريوهات.. أعلم أن معظم أسماء المرشحين الذين ذكرتهم لن تكون ضمن الحكومة الجديدة ولكني أتحدث عن المبدأ أسس الاختيار ومن الذي اختار ولهذا احاديث أخري. حمي الله مصر وحفظها من كل سوء.