في غياب النقابات والجمعيات والهيئات الثقافية والفنية.. خاصة قصور وبيوت الثقافة.. يحتفل أهالي النوبة والسويس بذكري رحيل المطرب الأسمر "محمد حمام" من خلال إذاعة أغانيه عن طريق أجهزة التسجيل بالمقاهي والمنتديات وبالطبع في مقدمة هذه الأغنيات: "يا بيوت السويس.. يا بيوت مدينتي.. أستشهد تحتك وتعيشي انت". حمام.. اسمه الحقيقي محمد سيد محمد ابراهيم.. من مواليد 4 نوفمبر عام 1935 في النجع البحري بأسوان والذي عاش فيه حتي سن التاسعة ثم انتقل مع أسرته الي القاهرة حيث عاش وتعلم في مدارس هذا الحي الشعبي العريق والتحق بكلية الفنون الجميلة عام 1959 وكان تخصصه في العمارة لكنه لم يتخرج الا عام 1968 لكثرة اعتقاله لأسباب سياسية وكان ينتمي إلي تيار "اليسار" ويتمتع بعضوية حزب التجمع. بدأ مشواره مع الطرب عام 1968 عندما غني "ياعم جمال" من الفولكلور النوبي وأعاد ضياغة كلماتها الشاعر مجدي نجيب.. ولان الصحفي الكبير حسن فؤاد استمع إليه في المعتقل وهو يغني الفولكلور قدمه بعد خروجه الي الساحة الفنية وبدأ يحصل علي الفرص واشتهر بأغنية "الليلة يا سمرا" وبأغنيات المسلسل الاذاعي "الأم" كلمات الشاعر عبدالرحمن الأبنودي وألحان الراحل حسن نشأت وازدادت شهرته بالغناء في مسلسل إذاعي آخر هو "شفيقة ومتولي" والمسلسل التليفزيوني "الرحلة" والفيلم السينمائي "أنا القطة" وفي أيامه الزخيرة لقي محمد حمام اهتماماً فائقاً من المشير محمد حسين طنطاوي وزير الدفاع السابق- بلدياته- وذلك بعلاجه في أحد المستشفيات العسكرية وعومل عند وفاته كشهيد حيث نقل جثمانه في طائرة حربية الي مثواه الأخير ملفوفاً بعلم مصر. الجدير بالذكر ان عدداً من النقاد وأهل الفن وأبناء السويس سبق أن طالبوا باطلاق اسمه علي أحد شوارع المدينة الا ان هذا المطلب لم يتحقق بعد.