عندما تجد الدول المتقدمة طالبا متفوقاً في جامعاتها تنمي موهبته وتتبناه حتي تستفيد من ثقافته وعلمه وبمعني أصح يرفع له الخواجات القبعة ويضعونه في المكان المناسب الذي يليق بعلمه وهذا هو سر نجاح الغرب الذي يهتم بالبحث العلمي ويقدر علماءه الصغار والكبار.. أما عندنا فللأسف يحصل الطالب أو الطالبة علي تقدير طوال سنوات الجامعة وعندما يتخرج لا يجد وظيفة و"يدوخ السبع دوخات" كما يقولون حتي يعرف مصيره. وأمامي مثال بسيط هو إيمان سمير حافظ التي حصلت علي ليسانس دراسات إنسانية قسم اللغة العبرية وآدابها دفعة 2006 بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف وكانت ضمن العشرين الأوائل الذين من المفترض ان ترسل جامعة الأزهر أسماءهم للجهاز المركزي للتنظيم والادارة ولكن كانت الطامة الكبري ان الجهاز أخبرها بأن الكشف الذي أرسلته الجامعة يتضمن 11 أسما فقط وهي ليست ضمن هذه الأسماء! تتساءل إيمان سمير حافظ في رسالتها التي بعثت بها علي بريدي الالكتروني: أليس من حقي الحصول علي وظيفة كباقي المتفوقين؟ وتقول: لقد اسودت الدنيا في وجهي ولم أعرف إلي أين أتوجه؟ وبالطبع ايمان ليست وحدها التي تعاني من هذه المشكلة بل هناك آلاف المتفوقين الذين لا يجدون من يقدرهم ويستفيد من طاقاتهم. ونحن بدورنا نقول لصاحبة المشكلة ان الحل بيد الدكتور أسامة العبد رئيس جامعة الأزهر فهو رجل إنساني من الدرجة الأولي ودائماً يقف في صف الضعفاء والمظلومين ولا ينام له جفن حتي يحل مشكلة كل من يلجأ إليه.. فقد عودنا الدكتور العبد بأنه يتحدي الروتين ويغيث أي ملهوف لأنه يطبق روح القانون خاصة علي الحالات الانسانية.. فالرجل يعطي بلا حدود لذلك استحق كل التقدير والاحترام والاجلال من كل من يتعرف عليه عن قرب.. وكلنا ثقة في الدكتور العبد في أنه سوف يرسل اسم ايمان للجهاز المركزي في أقرب وقت خاصة ان الجهاز الاداري بالدولة يطلب حالياً 6 الاف من أوائل الجامعات لتعيينهم كما صرحت جيهان عبدالرحمن رئيس الجهاز للجمهورية أمس الثلاثاء. إشارة حمراء فاجأتنا اليونان بأنها حققت فائضاً في المعاملات التجارية الخارجية بنحو 8. 1 مليار دولار بعد ان كانت علي شفا الافلاس منذ ثلاث سنوات في أزمة هزت أوروبا والعالم أجمع.. وعندنا أعلن الدكتور مصطفي السعيد وزير الاقتصاد الأسبق أننا فقدنا 48 مليار دولار خلال الثلاث سنوات الماضية وبالتحديد منذ قيام الثورة.. هذا هو الفارق بيننا وبينهم فاليونانيون نجحوا في مواجهة التحديات والارتقاء باقتصادهم ونحن مازلنا نعتصم بحثا عن المطالب الفئوية ولم ننتظر حتي يتم انتخاب رئيس وبرلمان وكانت النتيجة ان الحكومة المؤقتة يئست وقدمت استقالتها. واضح ان العيب ليس في الحكومات المتتالية التي فشلت جميعها في التعامل مع الشعب ويبدو ان الحل الوحيد لكي ينهض الاقتصاد المصري هو ان يقدم الشعب استقالته.