واصل طلاب جامعة الأزهر المستبعدين من السكن بالمدينة الجامعية بالأزهر، والبالغ عددهم 134 طالبًا أمس اعتصامهم لليوم الثالث أمام مبنى إدارة الجامعة، للضغط علي المسئولين بالجامعة والعمل على حل مشكلتهم، في ظل انطباق جميع الشروط عليهم وحصولهم على تقديرات التفوق التي تؤهلهم للتسكين بالمدينة. وقام الطلاب المستبعدون من المدينة بافتراش الأرض بالبطانيات ومعهم حقائبهم، وجلسوا يأكلون الطعام ويذاكرون دروسهم، فى تعبير منهم عن احتجاجهم على سلب "حقوقهم" باستبعادهم من المدينة الجامعية. ورفع الطلاب لافتات تستنكر استبعاد المتفوقين دراسيا والمستوفين لشروط السكن من بينها، "جيد جدا وامتياز نسكن فين بس ياناس"، "لا للتدخل الأمني فى استبعاد الطلاب"، "حسبنا الله ونعم الوكيل"، كما توجه وفد منهم لمقابلة رئيس الجامعة الدكتور عبد الله الحسيني لمطالبته بحل المشكلة. وأكد المعتصمون فى بيان لهم استمرار اعتصامهم بساحة الجامعة لحين انتهاء الأزمة، وأوضحوا أنه من بين المستبعدين من السكن حالات إنسانيه صارخة منها طالب كفيف حاصل على تقدير جيد جدا بكلية الشريعة من محافظة المنيا وبعض أوائل الكليات كالطب والعلوم وهم من المستبعدين أيضا من المدينة. وأكدوا أن قرار استبعادهم من السكن جاء بناء على تقارير أمنية أعدها الحرس الجامعي عن نشاط استقبال الطلاب الجدد والترحيب بهم الذي نظمه الطلاب فى بداية العام الدراسي، إضافة إلى مسيرة حاشدة نظموها لإطلاق حملة "إصلاحيون" التي يتبناها طلاب "الإخوان المسلمين" للتعريف بالجماعة. وقال مصدر مطلع بجامعة الأزهر، إن إدارة الجامعة ستعيد النظر فى تسكين بعض المستبعدين قبل امتحانات الفصل الدراسي الأول بعد انتهاء انتخابات مجلس الشعب المقررة في أواخر نوفمبر الجاري. وأشار إلى أن السبب الرئيسي وراء استبعاد هذا العدد الكبير من الطلاب يرجع إلى أن جامعة الأزهر تعد أكبر معاقل طلاب جماعة "الإخوان المسلمين" فى السنوات الأخيرة بعد انحسار نشاط طلاب "الإخوان" بجامعات القاهرة وعين شمس وحلوان وتقلص أعدادهم بصورة كبيرة فى ظل القمع الأمني الذي يتعرض له نشطاء الجماعة داخل الجامعات المصرية. جدير بالذكر أن أزمة استبعاد الطلاب المعارضين من السكن بالمدن الجامعية تتكرر فى كل عام بعدد من الجامعات المصرية على رأسها جامعات الأزهر والقاهرة وعين شمس والمنصورة ،بناء على توصية من الأجهزة الأمنية منعا لاستغلال ساحات مدن المغتربين فى الدعاية للانتخابات الطلابية التي يتم إجرائها خلال شهري أكتوبر ونوفمبر. إلا أن حملة الاستبعاد الحالية بجامعة الأزهر هي الأعنف منذ أحداث العرض الرياضي الذي أسفر عن اعتقال 125 طالبا من طلاب الإخوان بالجامعة من إحدى المدن الجامعية، وتبعه قرار إداري من رئيس جامعة الأزهر بحرمان الطلاب المعتقلين من السكن بالمدن الجامعية عقب صدور قرار النائب العام بالإفراج عنهم وحفظ الاتهامات ضدهم.