تكاد الإسكندرية عروس البحر المتوسط أن تفقد شهرتها الواسعة في صيد الأسماك وتوافره من كل صنف ولون بعدما أصبحت تعاني نقصا غريبا في الأسماك وخلت الأسواق منه خاصة الأصناف البحرية حتي أن محلات أسماك شهيرة لجأت إلي "المجمد" تفاديا لإغلاق الأبواب وانقطاع الرزق. يتهم الصيادون الغطاسين الذين يملون في مجال البحث عن "بلح البحر" الذي ارتفع سعره حتي وصل إلي 150 جنيها بأنهم السبب وراء اختفاء الأسماك من بحر الإسكندرية. يقول الصياد إبراهيم علي عبدالعال إن الغطاسين يحطمون في طريقهم أعشاش الأسماك بين الصخور التي تسمي "الوعر" فتهاجر الأسماك خارج الحدود بحثا عن صخور تبيض فيها مؤكداً أنهم يضطرون للسفر خلفها للصيد علي حدود ليبيا وتونس والسودان والصومال عند سواحل هذه الدول طلبا لأسماك طازجة خلا منها بحر الإسكندرية. أشار إلي أن المخاطر التي يتعرضون لها أثناء رحلاتهم وتعرضهم لإطلاق الرصاص والموت في سبيل لقمة العيش والعودة بصيد وفير يحصل منه تاجر حلقة الأسماك علي 10% عمولة البيع. يري محمد محمود محمد "صياد" أن تجهيز المركب للقيام برحلة الصيد يحتاج إلي آلاف الجنيهات ثمنا للوقود من سولار وكميات من بلاط الثلج وجراكن الزيت مشيرا إلي أن الصيد علي سواحل الإسكندرية أصبح يعود بالخسارة علي صاحب المركب فيضطر للسفر بعيدا رغم المخاطر. هشام سالم "صياد" يصارع الموت مع النوات وارتفاع الأمواج يقول محمد متولي "صياد": نعمل في البحر 20 يوما في الشهر وأغلبنا أصبح يعتمد علي صيد الأسماك العائمة علي سطح المياه بعد أن صار الدخول إلي عمق المياه يحتاج سولاراً ومعدات يصعب علي الصيادين الحصول عليها. السيد رشاد: أغلب الصيادين يعملون علي مراكب "الشنشولا" لصيد السمك العائم.. حيث يتسع المركب ل30 صيادا يحصل الواحد منهم علي 500 جنيه شهريا رغم غيابهم في عرض البحر بالأسابيع ومخاطر الغرق مثل التي حدثت لمركب زمزم وراح ضحيتها 10 صيادين. محمود عطية "تاجر": معظم محلات الأسماك لجأت إلي الأسماك المجمدة بدلا من غلق محالها وأنه لولا المزارع السمكية التي تغرق الأسواق بالبوري والبلطي لارتفعت أسعار الأسماك بشكل جنوني. تامر علي جمعة "تاجر": البحر أصبح فقيرا جدا في الأسماك البحرية نتيجة الصيد الجائر بالشباك الضيقة.. لذلك لجأ الصيادون للصيد خارج الحدود مشرا إلي أن معظم القاروس واللوت والدنيس الموجود في الأسواق من إنتاج المزارع.