'الدنيس، القروس، السهلية، بوري وهاليلي المالح، الشبار الأخضر، السنجاري، السيوف، المرجان، السردين والصبيط، جمبري البحيرة، الخلول الصايم، الأصرمباء' البكلويز '، و أصناف أخري من أشهر اسماك القناة ن أو مايطلقون عليه في مدن القناة' خير البحر المالحط، معظمها تحول في ذاكرة ابناء المنطقة الي مجرد ذكريات سعيدة كم فاض خلالها شاطئ وعمق قناة السويس علي الصيادين وحتي الأهالي من هواة الصيد بخيرات لا حصر لها، لكن تري أين أختفت بالفعل تلك الأصناف الذيذة والتي ظلت مرتبطة بساحل قناة السويس؟ ' موقع الأسبوع 'يفتح الملف الشائك ويكشف العديد من أسرار أختفاء خيرات القناة من الأسماعيلية، وغلائها الفاحش في محافظة كانت تهرب من غلاء اللحوم الحمراء والبيضاء الي وجبة أسماك وأرز صيادية ليشبع ويهنأ، بل وتكفي لعزومة الجيران وعابري السبيل!. 'الا أن توالي ضبطيات مباحث تموين الاسماعيلية مؤخرا وفيما شبه الظاهرة لأطنان من الأسماك المجمدة الروسي وغيرها من اسماك اعالي البحار المستوردة منتهية الصلاحية أما لسوء التخزين وأصرار تجارها جشعا وتحاليا علي بيعها للمستهلك أي كانت حال، أو لورودها من الخارج علي تلك الحالة وتمريرها من المنافذ الجمركية بأوراق تثبت بالتحايل علي فترات صلاحيتها للاستهلاك الآدمي علي غير حقيقتها، كذلك أعتياد عدد كبير من تجار الأسماك علي خلط أسماك البحر بانواعها المعدودة المتاحة بأسماك المزارع السمكية، والتي تتعرض فيها تلك النوعية من الأسماك والتي لا يكشفها الا أهل الخبرة ومرتادي اسواقها من قديم، حيث يتم تربية وتغزية تللك الأسماك علي مخلفات المجازر من أحشاء الواجن وغيرها، وكذا ريها من بعض مصادر مياه الصرف الصحي وغير المعالجة، ولزيادة وزنها في زمن قياسي، و بكل ما يمثه ذلك من مخاطر بيئية وصحية خطيرة علي صحة الانسان. أحد أبناء أشهر عائلات الصيادين وتجار الاسمك بالمحافظة - طلب عدم ذكر أسمه أشار الي أن عدد قليل من الصيادين أولاد المهنة الاصليين كما يسميهم يعدوا ويعرفوا بالاسم يتجه اليهم الزبون ابن البلد وهو ضامن حصوله عي أسماك آمنة، ونسبة منهم تقف ببضاعتها ساعة المغارب علي ضفاف بركة الصيادين بشارع البلاجات - طريق عمارة السياحي حاليا - وأسعارهم أغلي من السوق بكثير وهذا حقهم كما أري، بينما يؤكد علي الغزاوي وهندي الناغية من تجار وصيادي فايد ميسور الصناف المجمدة المستوردة كان لا يلجأ لشرائها الا الزبون محدود الدخل، لكن قلة المتاح من أسماك القنال رفع أسعار تلك الأصناف من 3 جنيهات لمكرونة المحيط و 4 جنيهات للسفرديا 5 و 5 جنيه للروسي الصغير و 5 و 6 للروسي الكبير، قفزت أسهارها الآن من 15: 22 جنيها في المواسم، بينما يضيف علي الزرقاوي تاجر من القنطرة أن البحر وشبكته عندما يخزلانه في رزقه من البحر يضطرلشراء المستورد المجمد بالأجل ويببعه ولو بمكيب ضئيل ليعودد لبمنزلة بطعام اليوم، في الوقت الذي يري فيه عربي محمود وسامي النني حظر الصيد بالمجري الملاحي لقناة السويس خربت بيوت معظم صيادين مراسي الاسماعيلية ونفيشة وفنارة والفردن والقنطرتين غرب وشرق وغيرها، وجاءت الدواعي الأمنية للجيش والأمن الحالية تتاعف فترات الحظر وتمثل أعداما لمجتمع صيادي المحافظة، و تفاقم الأمر بعد حظر أستخدام المحركات الآلية لمراكب الصيد والتي كانت تعين صغار السن من الصيادين وأغلبهم من طلبة المدارس والجامعات الذين يعينون زويهم وللصرف علي أنفسهم مع غلاء المعيشة. ويلخص لنا أيضا مهندس معماري مدحت بحيري من ابناء الاسماعيلية ألتقيته وهو يحاول أستخلاص كيلو سمك سبيط متوسط الحجم، قائلا بحسرة بالغة: 'يديك شايف بقوله هاخد ب 45 جنيه لكنه مصمم علي الجمسين ومايقلوش مليم واحد' بينما تلخص أحد مصار اختفاء أشهر أسماك أبتسام وهبة سيدة وضح عليها مظاهر الرفاهية، قائلة شوف أسعار أسماك القناة لمتوسطي الدخل وأنت طالع ماحدش هيطولها قريبا، ولسبب بسيط أن الأنتاج ان طالته شباك الصيادين في مصايد الاسماعيلية المعروفة يذهب مباشرة للفنادق والمطاعم الكبري داخل وخارج الاسماعيلية، وطبعا الأسعار الخرافية تتضاعف هناك، وفي حالة لو لقيت، فسعر البريمو منه ومن بحره للتاجر مباشرة، القروس 80 جنية والبوري 50 و 60 جنية، وشبار القنال 40 جنيه، والجمري 75 جنية، والصبيط من 90 وأنت طالع، والسنجاري 80، تضحك مضيفة: 'واللي مايشتري يتفرج'. الطريف أن هيئة الثروة السمكية بالاسماعيلية قد عقدت مؤتمرا موسعا في مارس الماض لمناقشة سبل زيادة الثروة السمكية بالمحافظة، ونوه كبار الحضور الي ضرورة الوضع في الأعتبار أن قناة السويس ليست مصدرا لصيد الأسماك، ولكنها مجري ملاحي لعبور السفن، وأن الصيد لا بد وأن يقتصر علي بحيرة التمساح و البحيرات المرة.