لم تسلم محافظة الإسماعيلية من الارتفاع غير المسبوق في أسعار الأسماك رغم وجود مجار مائية مالحة وعذبة ومزارع خاصة وعامة تقع في محيطها تنتج أنواعا مختلفة من الأسماك وامتنع عدد كبير من المواطنين عن الشراء للظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشونها واستحالت قدرتهم علي الاستمتاع بوجبة طازجة من الأسماك حتي الأصناف المجمدة زادت قيمتها المالية بشكل غير طبيعي وأرجع التجار المشكلة لزيادة ثمن الأعلاف وعدم وجود السولار الذي يساعد الصيادين علي العمل في المراكب التي تستخدم الوقود وغيرها من مشاكل أخري نستعرضها في التحقيق التالي. يقول أحمد الشعيري تاجر أسماك- إن الوضع الراهن لا يرضي أحدا ونحن دائما نقف في صف الزبائن ونشعر بالحزن عند ارتفاع الأسعار لأنها تؤدي لانخفاض عملية البيع فلا يعقل أن يصل ثمن كيلو البلطي الذي نطلق عليه في المحافظات الساحلية الشبار إلي14 جنيها للمستهلك في حين أن سعره الطبيعي مابين8 و11 جنيها والبوري أربع أسماك في الكيلو الواحد أصبح الآن ثمنه23 جنيها واللوت24 جنيها والوقار70 جنيها والقاروص68 جنيها والسوبيا60 جنيها والدنيس57 جنيها والجمبري تخطي المائه جنيه وسوف تنخفض الأسعار بعد شم النسيم وبداية شهر مايو المقبل وأري أن سبب الزيادة يرجع للشكوي المستمرة لأصحاب المزارع السمكية الذين يقومون بشراء طن العلف بمبلغ أربعة آلاف و300 جنيه لذلك هم يتحكمون في السوق وبخلاف ذلك يشكو الصيادون من عدم وفرة السولار الذي يساعدهم علي العمل والإنتاج. ويضيف العربي هديهد تاجر أسماك أن الأسعار سوف تنخفض بعد فتح بحيرة البردويل التي تقع في نطاق محافظة شمال سيناء للصيد يوم12 أبريل الجاري وتعتمد أسواق الإسماعيلية علي إنتاجها الوفير بعد انخفاض الأسماك في بحيرة التمساح والبحيرات المرة بسبب قيام أشخاص معدومي الضمير بصيد الزريعة في غيبة من الأجهزة الرقابية وعدم تطهيرهما ودراسة كيفية علاج مشاكلهما حتي تعودا لسابق عهدهما مصدرين مهمين لأبناء المحافظة للحصول علي احتياجاتهم من الأسماك الطازجة. ويشير سعد عشري تاجر أسماك إلي أن أسواق الإسماعيلية تشهد ارتفاعا متزايدا في أسعار الأسماك مع اقتراب موعد عيد شم النسيم ويرجع ذلك لقلة الإنتاج نتيجة منع الصيد ليلا لتأمين السفن المارة في المجري الملاحي بالقناة والبحيرات المرة وركود حركة البيع والشراء خاصة في نوعيات الأسماك الفاخرة الدنيس والوقار والقاروص والبوري وعزوف أصحاب المزارع الذين بتركزون في بورسعيد والشرقية ودمياط عن طرح الأسماك بسبب المعاناة التي يعيشونها بسبب الزيادة غير الطبيعية في الأعلاف المستوردة وعملية نقل إنتاجهم للأسواق لعدم وجود السولار وهذا له تأثير مباشر علي ارتفاع أسعار الأسماك الطازجة ونتوقع مع حلول فصل الصيف انخفاض قيمتها المالية ونحن من طبعنا لانهوي استمرار الوضع الراهن علي ماهو عليه الآن ونرحب بأن يحصل المواطنون علي احتياجاتهم بسهولة ويسر شديدين وحسب وضعهم المادي. ومن جانبها أكدت المهندسة سعاد العايدي مدير عام الثروة السمكية بالإسماعيلية أن جميع المجاري المائية والمزارع السمكية تخضع للرقابة ومن يرتكب أي مخالفات بها تحرر له المحاضر في حينها والمشكلة التي نعاني منها حاليا تتمثل في الانفلات الأمني الذي نأمل أن يزول في أسرع وقت ممكن. وقالت أن زيادة أسعار الأسماك تخضع للعرض والطلب وهذه سلعة تتدخل فيها عوامل كثيرة وأجهزة التموين مسئولة عن ضبط الأسواق ومهمتنا تنحصر في منع أي أشخاص أو مجموعات لاصطياد الزريعة دون حمل تراخيص من جانبنا. وأضافت أن إنتاج بحيرة البردويل بعد السماح بالصيد فيها من المنتظر أن يغطي احتياجات المحافظة وأتوقع خلال الأسابيع القليلة القادمة وخاصة عقب أعياد الربيع أن تكون الأسماك الطازجة الشعبية في متناول أيدي الجميع. وأشارت مدير عام الثروة السمكية بالإسماعيلية إلي أن سبب انخفاض إنتاج الأسماك في البحيرات المرة والتمساح لايرجع فقط لانخفاض الزريعة داخلها وإنما هناك دراسات بيئية أظهرت أن الملوثات الثقيلة لها أثر في ذلك. وأوضحت أن هناك صرفا زراعيا وصناعيا يصب في بحيرة الصيادين وله تأثير مباشر علي الثروة السمكية ولابد للأجهزة المعنية التدخل لإيقافه وقتها لن تكون هناك قلة في انتاج الأسماك الطازجة بل زيادة مع انخفاض الأسعار. رابط دائم :