رغم حادثات السلام التي تجري في "جنيف" بين الحكومة السورية والمعارضة أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن أعداد القتلي الذين يسقطون في سوريا بلغت أعلي معدل منذ بدء الصراع في عام .2011 قال المرصد المؤيد للمعارضة إن 4959 شخصاً علي الأقل لقوا مصرعهم في الفترة ما بين 22 يناير 2014 عندما عقدت أولي جلسات محادثات "جنيف2" و11 فبراير 2014. وقال رامي عبدالرحمن مدير المرصد إن عدد من يقتلون يومياً في سوريا في هذه الفترة بلغ نحو 236 شخصاً. وطالب المرصد بتعليق محادثات "جنيف2" إن لم تتضمن وقفاً فورياً لجميع أشكال العمليات العسكرية. قال نشطاء إن القوات السورية ومقاتلي حزب الله قصفوا مدينة "يبرود" السورية ذات الموقع الاستراتيجي علي حدود لبنان استعداداً فيما يبدو لهجوم جديد لطرد المعارضة المسلحة منها. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن محيط يبرود في المنطقة الجبلية الحدودية تعرض لما يزيد علي 13 غارة جوية. جاء الهجوم العسكري في الوقت الذي تعثرت فيه محادثات "جنيف" في اطار من الاتهامات المتبادلة بين المعارضة والحكومة السورية لمناقشة المرحلة الانتقالية بعد الأسد ودعوة المعارضة إلي وقف إطلاق النار تراقبه الأممالمتحدة. قال المتحدث باسم الائتلاف الوطني السوري لؤي صافي إن رفض وفد الحكومة السورية للورقة التي تقدم بها الائتلاف في محادثات "جنيف2" المتعثرة يعد دليلاً علي أن النظام السوري لم يعقد العزم حتي الآن علي الدخول في عملية سياسية ومازال يعول علي الحل العسكري. أوضح صافي أن وفد المعارضة السوري يطالب الأممالمتحدة والمجتمع الدولي بتحمل المسئولية تجاه الأزمة السورية إذا استمر النظام في التعطيل والمماطلة وتجنب العملية السياسية- علي حد تعبيره. قدم وفد الائتلاف وثيقة تتضمن رؤيته لحل الأزمة في سوريا إلي المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي خلال جلسة مشتركة مع وفد الحكومة السورية. وهو ما رفضه الوفد الحكومي مصراً علي مناقشة بند "مكافحة الإرهاب" أولاً. من أبرز نقاط الوثيقة اعتبار الهيئة الانتقالية هي الهيئة الشرعية الوحيدة التي تمثل سوريا. وانسحاب جميع القوات العسكرية الخارجية المقاتلة. وإشراف الهيئة الانتقالية علي تنفيذ اتفاق وقف العنف. وأن يعتبر المقترح برمته بمثابة إعلان دستوري مؤقت. من جانبه رفض الوفد الحكومي الوثيقة وجدد نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد تصميم دمشق علي أن تتم مناقشة مكافحة الإرهاب قبل الحديث عن أي قضايا أخري. موضحاً أن وفد الائتلاف لا يمثل المعارضة. وأضاف المقداد أن الوفد الحكومي لم يصغ إلي ورقة المعارضة. مشيرا إلي أن الوفد الحكومي قدم تقريراً عن المجازر التي ارتكبها مقاتلو المعارضة في سوريا. يشكل ترتيب الأولويات نقطة خلاف رئيسية بين طرفي التفاوض إذ يطالب النظام بالاتفاق علي "مكافحة الإرهاب" قبل الانتقال إلي بنود أخري. في حين تشدد المعارضة علي ضرورة البحث في هيئة الحكم الانتقالية.