ما حدث في منطقة إمبابة يدمي قلب كل حريص وكل أمين علي مستقبل مصر. وهذا المستقبل الذي لاح لنا بعد غياب امتد لثلاثين عاماً. ظننا أن المستقبل أضحي في أيدينا. نرسمه ونخطط له بالسواعد المصرية وبكل التيارات السياسية. سعدنا بالمشاركة الإيجابية لكل طوائف الشعب. سعدنا بوقفة مسلميه وأقباطه واعتقدنا أن الاحتقان الطائفي انتهي إلي غير رجعة وتحدث المتحدثون بغبطة عن أيام الثورة التي امتدت 18 يوماً ولم تشهد حالة اعتداء واحدة علي كنيسة رغم تبخر كافة الأجهزة الأمنية. هذه الفرحة فيما يبدو استكثرها علينا بالفعل خفافيش الظلام. هؤلاء الخفافيش لا ينتمون إلي تيار بعينه أو فصيل بذاته ولكنهم خليط من البلطجية الذين تربوا في أحضان الحزب الوطني وبعض المتشدقين بالدين الذين عاشوا في كنف الأجهزة الأمنية لاستخدامهم لضرب فصيل آخر.. هؤلاء وهؤلاء اجتمعوا علي قلب فاسد واحد لضرب أفراح المصريين وفخرهم بثورتهم.. هؤلاء وهؤلاء هو ما ستكشفه التحقيقات يجب ضربهم بيد من حديد وألا تتهاون السلطات متمثلة في المجلس العسكري ورئاسة الوزراء في حرق أيادي من يرغبون حرق الوطن.. هناك قوانين وهناك سلطة ليست بالرخوة أو المستكينة عليها التحرك بنفسها وإعمال القانون وتفعيله بكافة بنوده علي المسلم والمسيحي علي البلطجي بالأجر والبلطجي بالسليقة.. علي الحكومة والمجلس العسكري أن يتصرفا بحدة وقوة بأنفسهما وليعلم الجميع أن الجلسات العرفية وتبويس اللحي وإرسال المندوبين كانت مرحلة وانتهت إلي غير رجعة مصر تحتاج تطبيق القانون بحزم وجدية حتي لا نجري من موقع إلي آخر لنطفيء حرائق يعلم الكل من يشعلها ومن يختار موقعها ومن يحدد موعدها. مصر - يا ناس- في حاجة ملحة لتطبيق القانون. لا تفرق بين أحد وآخر حتي نقضي علي الخفافيش وإن لم نستطع باجبارها علي الدخول في أوكارها مرة أخري لتعيش في ظلمتها ولا تطفيء نور مصر.