افضل وصف يمكن إطلاقه علي الوضع السياسي في البوسنة والهرسك هو أنه "جامد لكنه مستقر". لكن مع هذه السرعة المدهشة حاليا يتحدث المحللون عن الربيع البوسني. ففي مدن توزلا وموستار وزينيكا وسراييفو أشعل المتظاهرون النار في المباني الحكومية. في الوقت الذي خرجت فيه المظاهرات في باقي أنحاء البلاد. الأمر الذي أدي إلي إصابة المئات بينهم رجال شرطة. في البلاد عنف "مثيري الشغب". لكنهم في الوقت ذاته عبروا عن خوفهم. وبدأت الاضطرابات في شمالي مدينة توزلا الأربعاء الماضي عندما توحّد عمال بعض المصانع. التي أعلن أصحابها خصخصتها ثم إفلاسها. للمطالبة بصرف رواتبهم المستحقة وحقوق التقاعد. وانضم إلي العمال مجموعة من الطلبة ونشطاء سياسيين. فاندلعت أعمال العنف عقب رشق المتظاهرين المحكمة المحلية في المدينة. شهدت البلاد في أعقاب انتهاء الحرب البوسنية التي استمرت أربعة أعوام في 1995 عددا قليلا من الاحتجاجات للمطالبة بتحسين الأوضاع الاجتماعية. وحتي عام 2006. سجلت البوسة تقدمًا في محاولة لأن تنهض الدولة الوليدة بوظائفها لا أكثر. لكن منذ ذلك الوقت. انزلقت السياسة إلي مأزق كبير. ومثل دول البلقان كلها. ضربت أزمة اقتصادية شديدة البلاد واستمرت لسنوات. وتبلغ نسبة البطالة في البوسنة 27.5 في المئة. ولم تظهر المؤشرات الاقتصادية أي تعاف جاد.