فجأة تحولت قرية الخيام الهادئة بمركز دار السلام إلي ساحة معركة تساقط فيها الضحايا وسالت الدماء في صراع أحمق حول 50 مترا من أراضي الدولة!! هكذا يفعل الفقر والجهل بالناس البسطاء في الريف المصري الطيب. انتقلت "المساء" إلي هناك وعاشت مع الأهالي تفاصيل المأساة التي راح ضحيتها 4 قتلي و5 مصابين.. وشهدت إجراءات الدفن التي تمت في جنح الظلام. في القرية التي تبعد عن محافظة سوهاج 70 كيلو روي الأهالي أنهم كانوا يؤدون صلاة العصر في مساجد القرية فإذ باطلاق نار كثيف بالقرب منهم. وعندما ذهبوا إلي موقع اطلاق النار وجدوا ارض فضاء فيها دماء واشلاء ضحايا ومصابين والكل في حالة ذهوب غير مصدقين لما رأوا. في المنطقة التي شهدت المجزرة الدموية وجدنا حالة من الهدوء الحذر والذهول رأيناه في عيون اهالي القرية ولسان حالهم يقول "عين الحسود اصابت قرية الخيام القرية الاكثر هدوءا بمركز دار السلام حيث طبيعة الاستقرار التي تتميز به القرية عن باقي القري في مركز هو الاصعب والملتهب والموجود دائما علي خط النار وتحولت القرية في يوم وليلة إلي جحيم بعد ان غطي الدماء المكان وسيطرت لغة الثأر. التقينا الحاج احمد ابوخلاف مدير بالمعاش احد اهالي القرية قال ان قرية الخيام هي القرية الوحيدة بالمركز التي ليس بها خلاف او صراع ودائما تري التعاون والمحبة بين عائلاتها. ومعظم المرافق الخدمية فيها بالجهود الذاتية من اهالي القرية التي تنعم دائما بالامن والامان والاستقرار. لكن ما حدث يوم الواقعة شيء لم نصدقه رغم الدماء التي سالت. فعائلة النوب وعائلة الصوايل متجاوران والمنازل بجوار بعضها البعض بل تجمعهما صلات من النسب ودائما الزيارات في الاحزان والافراح تتبادل بينهما ويضيف بان هناك قطعة ارض مساحتها 50 متراً تقع بين منازل عائلة الصوايل وكان هناك خلاف قديم علي تلك القطعة مع عائلة النوب منذ 15 سنة وتدخل كبار العائلتين وبقيت تلك القطعة ارض فضاء علي حالها إلي ان حدثت الواقعة الدامية. يشير احمد عبده "عامل" إلي ان محلات العائلتين اغلقت تماما لقد حل علي تلك القرية الحزن والاسي لما حدث قائلا ان ما حدث مأساة علي قريتنا الهادئة. فالاول مرة يحدث ذلك خاصة ان بين العائلتين صلات نسب ومصاهرة وارضهم الزراعية بجوار بعضهم البعض بل ان منازلهم متجاورة ومتلاصقة. فيما يخشي عدد من اهالي قرية الخيام من عواقب تلك الجريمة علي اهالي العائلتين وان يترك ذلك اثرا كبيرا وكما يقول احد المواطنين "بيوت وخربت". بينما يترقب الجميع هنا في قرية الخيام ما تحمله الايام القادمة ويحدوهم الامل في ان تعود الخيام إلي طبيعتها الهادئة والآمنة والمستقرة. وتركنا قرية الخيام حيث التكثيف الامني طوال 24 ساعة بالقرية بحثا عن المتهمين بارتكاب الواقعة وكمائن ثابتة واخري متحركة لملاحقتهم بالزراعات والجبال بعد ان لاذوا بالفرار اليها. وسط اجراءات امنية مشددة باشراف اللواء ابراهيم صابر مدير امن سوهاج تم ليلا دفن 4 اشخاص ضحايا مذبحة الخيام بين عائلتي الصوايل والنوب بمقابر القرية بمركز دار السلام. وفرضت الاجهزة الامنية طوقا امنيا حول القرية بعد الدفع بعدد من تشكيلات الامن المركزي والقوات الخاصة.