* في السبعين من عمري وبدلا من الاستقرار والراحة أجدني أحصد القلق والعذاب.. بل وتطالبني زوجتي بالطلاق. حكايتي دون سرد الكثير من التفاصيل التي تصيب القارئ بالملل هي أنني تزوجت منذ عشرين عاما من زوجة تصغرني بعشر سنوات.. أنجبنا طفلا جميلا هو حبيب عمري. لكن لم يدم هذا طويلا فقد أراد الله ان يسترد أمانته.. مات هذا الطفل في عمر السادسة من عمره وبعدها أصبحت زوجتي امرأة أخري.. لا تسمع كلامي أصبح صوتها عاليا.. بل كانت تتهرب من حقي الشرعي عليها ولا تقربني إلا في أيام الاخصاب كي تنجب فقط.. كانت تأمرني بهذا الفعل مما جعلني زاهدا فيه غير مقبل عليه. فقد شعرت كأنني موظف لديها لاخصابها فقط. ومرت السنوات وانقطع الطمث لديها بفعل الزمن.. ثم ساءت المعاملة أكثر بيننا.. فهي ترفض السفر معي الي بلدتنا الجميلة لقضاء بضعة أيام وترفض الانتقال معي لسكن آخر أكثر هدوءا وليس فيه ذكري للطفل الذي رحل. حتي تهدأ نفسيتي.. سنوات طويلة وتعبت مع زوجتي ووصل الأمر الي ان طلبت الطلاق. وفي أصعب حالاتي النفسية السيئة كنت أفكر في هذا وكدت ألفظ اليمين لكنني عدت لأنني أحبها. وقد يكون السبب في ذلك عدم التكافؤ بيننا في الثقافة ربما. ولكنني أحبها لصدقها وأمانتها وأخلاقها الجميلة.. ولكنها أصبحت صعبة المراس قاسية عليَّ.. فهل أصبح واجبا عليَّ.. فهل أصبح واجبا عليَّ الآن طلاقها وأبدا بداية جديدة مع امرأة أخري؟! بدون توقيع ** يا صديقي تحملت زواجا دام لأكثر من عشرين عاما. لم تفكر في الطلاق لحظة واحدة حتي في أحلك ظروفك وضيقتك وهي وفاة ابنك والآن وأنت في السبعين من عمرك تفكر في الطلاق وأنت الباحث عن الاستقرار ونسيت ما يجلبه الطلاق من خراب علي البيوت الآمنة وزوجتك في الستين من عمرها فأين يذهب كل منكما وهل هناك فرصة للبداية؟! أظن لا.. لقد انتهي كل ما يجلب الخلاف بينكما وأصبحتما في حاجة الي المودة والرحمة والحوار الهادئ الذي ربما يعيد الحياة في شرايين علاقتكما الزوجية التي احتضرت منذ وفاة الطفل الذي كان يربطكما في ظن كل منكما. انني في حاجة الي صناعة الحب في هذه العلاقة بدلا من قطعها. فقد جمعتكما شراكة العمر والطفل الراحل وأظن ان عصبيتها قد تكون لهذه المرحلة التي تمر فيها المرأة بالتغيير البيولوجي الطبيعي ولعلك لم تلحظ هذا وتقدره فاستمرت الحالة معها حتي الآن.. ولكن اليوم عليكما مد يد المساعدة كل للآخر. عليكما بالحوار وليس الطلاق.. ثم لقد ذكرت صفات خلقية في زوجتك يحسدك عليها الكثير من الأزواج فهل كففت عن الندم؟.. وهل توقفت عن استرجاع عدم التكافؤ بينكما الآن؟ فهناك عشرة العشرين عاما وهي تكفي مد يدك يا صديقي لنفسك حتي تستطيع ان تمدها لزوجتك فكرا معا كيف تجعلان من حياتكما شيئا جديدا مليئا بالحب بدلا من الذكري الأليمة.. ولا تفكر في الطلاق وأنت في السبعين من عمرك وهي في الستين. فهذا ضرب من عدم الاتزان تتهمان به ممن يحيطون بكما.