تابعت كما تابع الملايين أراء المحافظين الجدد لليمين الدستوري أمام المستشار طنطاوي.. لفت نظري شئ.. ربما لم يلتفت إليه أحد.. عودة الشعر الأبيض إلي معظم الرءوس بعد أن كاد يختفي من رأس أي مسئول حتي يتناغم مع شعر الرئيس السابق وكبار المسئولين أيامه.. رئيس الشوري خاصة الذي كان شعره مثل شعر شاب في العشرين ورفض السنوات الباقية من عمره.. وربما الوحيد الذي شذ من هذا "التطور" إلهام رئيس الوزراء السابق الدكتور نظيف ولعله تحصن بطول قامته من السؤال عن عدم تغيير لون شعره الأبيض دائماً! ** المهم أن تصريحات المحافظين الجدد.. بما جاءت متشابهة لكل تصريح لمسئول وهو يهم باعتلاء السلطة.. البعد عن الشعبية.. الباب المفتوح للمواطنين.. العمل في المواقع وليس من خلال التقارير التي يقرأها في مكتبه.. اختيار معاونين يعرفون حق الجمهور.. إلخ. هذه التصريحات الوردية التي تتلاشي بعد أيام من ركوبهم كرسي السلطة ثم.. تعود ريمة.. لعادتها القديمة.. فأبواب المحافظين مغلقة ومن يريد سعادة السكرتير أو سعادة مدير مكتبه وتبدأ الشكاوي تنهال ولكنها قد تتخذ أشكالاً أخري تتناسب أو تتناغم مع ثورة الخامس والعشرين من يناير.. الاعتصام والإضراب وتنظيم مسيرات تندد بالمحافظ وبطاقته كما حدث بالفعل في إحدي محافظات الوجه القبلي.. ** وتأتي المشكلة دائماً من بطانة المسئول.. تلك البطانة التي تغلق أبوابه لتنفرد هي بالسلطة وما تجره هذه السلطة من منافع ومهن وضعف من تدابير لحماية المواطنين ومن ؟؟ للعمل فإن بطانة السوء هذه دائماً تجد الأساليب والوسائل التي تنفرد بالمسئول وتتعرف هي علي أنها هي المسئول تحقيقاً لمنافعها وأغراضها.. ** الطبقة العازلة هذه هي سبب البلاوي الكثيرة ومعاناة الجماهير من بطء العمل الحكومي وانعدام تيسيراته وهي التي تصنع ما تريد ولا تصنع ما لا تريد بغض النظر عن القانون أو إرادة المسئول.. ** وهي إرث من أيام الفراعنة ولعل الدكتور حواس يعطينا النماذج الفرعونية لهذا الإرث المدمر. ** في إحدي ليالي ختم القرآن الكريم في الحرم المكي الشريف توقفت كثيراً أمام دعاء إمام الحرم وهو يدعو للحاكم بأن يرزقه الله سبحانه وتعالي بالبطانة الصالحة.. فهذه البطانة هي التي تتعامل مع الجماهير وهي الصلة الحقيقية بين المسئول -أياً كان موقعه- والجماهير التي يتحتم عليه القيام بمسئوليتها.. ليت عندنا هذا الدعاء أيضاً وأن يدعو به مشايخنا الأجلاء في مساجدنا ليتوقف نمو هذه الطبقة العازلة التي تشقينا وتسرق أحلامنا.. وحقوقنا.