سافر لاعب كرة القدم السابق وعضو اتحاد كرة القدم الحالي والمعلق التليفزيوني الرياضي مجدي عبدالغني إلي إحدي الدول الافريقية في مهمة تقاضي عليها مخصصات سفر بلغت ستة آلاف دولار. وعاد إلي القاهرة قبل انتهاء مهمته حتي يلحق بالبرنامج التليفزيوني الذي يقدمه وحتي لا يفوته بلح الشام أو عنب اليمن. وتلقف الواقعة زميل كروي أخر له كان رابضاً له منتظراً وقوعه في الخطأ وهو أحد المعلقين الذين تحولوا من كرويين إلي إعلاميين وقادة رأي وهو اللاعب السابق خالد الغندور الذي تولي كشف الواقعة وطالب بالتحقيق مع عبدالغني. ولأن مجدي عبدالغني لديه أيضاً برنامجاً تليفزيونياً.. "ملاكي" علي قناة منافسه فقد استخدم طريقة الهجوم خير وسيلة للدفاع وانهال علي خالد الغندور نقداً وتجريحاً وتذكيراً له بعلاقته مع علاء مبارك وباتهامه بأنه كان من المعادين للثورة. كما سخر من قصر قامته وتندر عليها. والغندور بالطبع لم يسكت. فكل مذيع هذه الأيام أصبح أشبه بالتي أمسكت بالطبلة. فلا يوجد حدود ما بين القضايا العامة. والقضايا الشخصية. وإذا كان خيري رمضان في .. مصر النهاردة قد نقل إلي المشاهدين خلافه مع سامي الشريف رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون فإن كل مذيع أصبح من حقه أن يقول ما يريد تحت دعوي أننا في عصر الحرية والشفافية.. و"اللي عاوز يقول حاجة يقولها". والغندور رد علي مجدي عبدالغني بعنف وسخر منه ومن خلافاته الأسرية حول الميراث ومن شيكاته التي بدون رصيد واختتم الهجوم بالقول إن "قزم واقف أفضل من عملاق راكع"..! ولا يملك المرء إزاء هذه الفوضي الاعلامية. وهؤلاء "العباقرة" الجدد الذين يقودون الإعلام الآن إلا أن يستخدم تعبير وتساؤل العقيد القذافي الشهير في مواجهة الثوار عندما قال .. "من أنتم".. والتي أصبحت ماركة مسجلة باسم القذافي عربيا ودوليا..! ومن أنتم وماذا تريدون هو التساؤل الذي نوجهه إلي هؤلاء الذين كانوا سبباً من قبل في إفساد علاقات مصر بالدول العربية عندما أدخلونا في معارك ومواجهات مع الجزائر ومع تونس .. ومع المغرب. ومع قطر. وذلك عندما تصدوا باندفاع لتضخيم المواجهات الرياضية واقحام السياسة بالرياضة واستخدام العبارات السوقية والمبتذلة في الحديث عن أشقاء وتضليل الرأي العام بوقائع وأخبار كاذبة كالتي تسابقوا في ترديدها حول أحداث مباراة مصر والجزائر حيث ثبت أن أتوبيس الفريق الجزائري تعرض للرشق فعلاً بالحجارة في القاهرة بينما كانوا يقولون لنا ان الجزائريين هم الذين كسروا النوافذ لالصاق التهمة بنا..! وهؤلاء الذين خرجوا من ملاعب كرة القدم إلي استوديوهات التحليل والتعليق وجدوا أن السماء التي أمطرت ذهباً عليهم في الملاعب تواصل الهطول خارجها. وأن الفضائيات مليئة بمناجم الذهب والفضة. وكل ما عليهم أن يملكوا الوسيلة للبقاء في الأضواء. وكلمة فابتسامة. فلقاء فتحديد موعد لتوقيع العقد. وهو أيضاً بلغة الملايين دون أن يكون لهؤلاء أية خبرة أو دراية بالعمل الإعلامي ورسالته وقواعده وأخلاقياته. ولأنهم كانوا نبتاً شيطانياً في تربة غزيرة العطاء فقد أصبحوا نجوماً متوهجة وأصبح لكل منهم برنامجه الخاص الذي يتلون طبقاً لانتماءاته ومصالحه و"فهلوته". والنتيجة أننا أصبحنا أمام فوضي إعلامية وضياع للمعايير والتقاليد والاخلاقيات وقضايا شخصية وفضائح هنا وهناك.. ومعارك تحت الحزام بين شوبير ومرتضي منصور.. تمتد إلي مواجهات عبدالغني والغندور.. وتشمل كل الظواهر الجانبية في الانفلات بالتعليقات البذيئة كما حدث مع المعلق مدحت شلبي أحد الذين دخلوا مغارة علي بابا ولن يخرج منها أبداً..! وما دام هؤلاء هم قادة الفكر الرياضي. وما داموا هم الذين يوجهون ويقودون الجماهير المتعصبة فإنه لم يكن غريباً أن نسمع في ملاعبنا كل هذه الهتافات الجماعية اللاأخلاقية. ولا أن يذهب جمهور الألتراس لحضور مباراة لفريقه خارج ملعبه وهو يستعد لمعركة حربية.. ولا أن يجد إبراهيم وحسام حسن من يدافع عنهما ويبرر تصرفاتهما وتصريحاتهما المستفزة في الكثير من المناسبات مع أنه لو كانت هناك لوائح ومعايير لما كان إبراهيم حسن قد بقي في الميدان الرياضي بعد موقعة الافريقي الشهيرة ونزول أبوجلابية لأرض الملعب..! ** ملحوظة أخيرة: الصاحب الناقص .. بناقص..!!