يخرج اتحاد الكرة من ازمة ليقع في ورطة. ما ان تجاوز عاصفة المعارضة التي كانت تحاول ان تسحب الثقة من مجلس الادارة حتي وقع في مشكلة مجدي عبدالغني وهذه المرة مع المجلس القومي للرياضة. لم يكن هناك استهداف للاتحاد من جانب احد من المعارضين ولا الاعلاميين ولكن خطأ عضو مجلس ادارة الاتحاد هو الذي ادي الي هذه المواجهة التي ربما تنتهي بعقوبة علي مجدي قد تصل الي حد ابعاده من منصبه او توقيع عقوبة علي مجلس الادارة بالكامل. الغريب ان الموقف كان من الممكن ان ينتهي في دقائق معدودة.. بل ويكسب به الاتحاد ومجدي عبدالغني نفسه مساحة من الثقة لدي الرأي العام والجمعية العمومية للاتحاد والجهة الادارية لو انه خرج ببيان اعتذار واكد انه لم يكن يعلم ان ترك مهمته في جنوب افريقيا تعد مخالفة للوائح الاتحاد الافريقي الذي عينه في عضوية لجنة التظلمات في كأس الامم الافريقية الاخيرة للشباب وانه عاد الي مصر لظروف خاصة ويعيد ما تقاضاه من بدلات انتقال معربا عن اسفه لعدم معرفته وقتها كان من الممكن ان يحترم الجميع ثقافة الاعتذار وان يقدر موقفه.. ولكنه العناد!! اراد عبدالغني ان يخرج من ورطة شخصية تسبب فيها بمفرده نتيجة تركه لمهمته فورط معه اتحاد الكرة بالكامل في موقف لا يحسد عليه امام الاتحاد الافريقي.. فقد جاء خطاب الاتحاد باختيار عضو مجلس الادارة صاحب المشكلة رئيسا لبعثة المنتخب المشارك في البطولة ليؤكد ان هناك حالة من سوء التقدير للمواقف التي يتخذها الاتحاد.. وان العلاقات الشخصية بين اعضاء مجلس الادارة تجعهلم يقفزون فوق اللوائح والكثير من القواعد وحتي تقدير قيمة القرارات التي يتخذونها.. وهذا التجاوز هو الذي قاد الاتحاد بالكامل الي الورطة التي اصبحت محل تحقيق في المجلس القومي للرياضة لانها اصبحت تمس سمعة الكرة المصرية. لم يكن من الممكن ان يتجاوز المهندس حسن صقر رئيس المجلس القومي للرياضة عن هذه الازمة وهو الذي اتخذ موقفا حاسما من قبل ودخل في قضايا وخلافات مع عمرو السعيد رئيس اتحاد الجمباز حينما تلقي تقريرا من وزارة الخارجية يتهمه فيه بأنه اساء الي سمعة الرياضة المصرية بعدما تعرض لشكوي انه لم يسدد قيمة الاقامة في الفندق الذي كانت تقيم فيه البعثة خلال بطولة افريقية. وبالقياس علي ما كان في هذه القضية واتساقا مع حرص المجلس القومي علي سمعة الرياضة المصرية فأنه اصبح مطالب باتخاذ موقف حاسم وعاجل في هذه القضية وهو ما دعا المجلس الي طلب تقرير من الاتحاد الافريقي ومن السفارة المصرية في جنوب افريقيا واستفسار من الاتحاد المصري نفسه حول ما حدث. ولان الامر هذه المرة ليس متعلقا بشكل اساسي بمجلس ادارة الاتحاد بالكامل وانما بعضو واحد فأن هناك دراسة لتحديد ما يمكن ان يتخذه المجلس القومي من عقوبات في هذه الواقعة. وفي المقابل يحاول سمير زاهر تفادي هذا المأزق والدفاع عن مجدي عبدالغني مؤكدا ان تاريخه الطويل والمشرف في خدمة الكرة المصرية يشفع له.. وان مجلس ادارة الاتحاد متفهم الاسباب التي ادت الي هذه الورطة.. ويتعجب رئيس اتحاد الكرة من تصعيد الازمة بهذا الشكل. وان كان مجدي قد دخل في صدام جامد مع العديد من الاعلاميين منهم زملائه احمد شوبير وخالد الغندور وغيرهم.. ويتهمهم بأن هجومهم عليه غيرة مهنية متجاوزا الواقعة الاصلية محل الانتقاد من جانبهم ومن جانب العديد من الصحفيين والاعلاميين وهو ما يزيد من ازمته امام الرأي العام ولذلك طلب منه زاهر عدم التطرق الي هذه الواقعة مدة اخري حتي لا يتعرض لمزيد من الهجوم. ومن ناحية اخري يلح عبدالغني علي هاني ابوريدة عضو الاتحاد الافريقي ونائب رئيس الاتحاد المصري لكي يتدخل في التقرير المزمع اصداره من الكاف حول الواقعة بحيث لا يدينه علي ان يعيد كل المبالغ التي حصل عليها ويقدم اعتذارا عن الواقعة. بين محاولات الخروج من الورطة والعقوبات المنتظرة لاتزال الامور معقدة بين اتحاد الكرة والمجلس القومي والجمعية العمومية التي يترقب عدد من اعضائها المعارضين الموقف.