أعلنت محافظة الاسكندرية الحرب علي الأسماك السامة التي انتشرت بأسواق الثغر لدي الباعة.. وذلك بعد قرار الدكتور محمد أبوشادي وزير التموين والتجارة الداخلية بحظر الاتجار أو حيازة أو تداول تسعة أنواع من الأسماك السامة وهي سمكة القراض "الأرنب" و"النفيخ" و"الصخرية" و"القط" و"العقرب" و"دجاجة البحر" و"الفهقة" و"البقرة" و"الرقيطة" و"البلامة". في البداية صرح اللواء محمود مصطفي رئيس حي وسط الاسكندرية بأن المحافظ اللواء طارق المهدي قام بإرسال القرار الوزاري إلي جميع أحياء المحافظة. وذلك لتطبيقه ومنع تداول بيع هذه الأنواع من الأسماك بالأسواق من خلال شن حملات علي الأسواق ومحاسبة المخالفين بعقوبات حاسمة قد تصل إلي السجن والغرامة. بينما كشف الدكتور شنودي أنور -رئيس شعبة المصايد بالمعهد القومي لعلوم البحار- عن أن هناك المئات من أنواع الأسماك السامة يتم تداول أغلبها بالأسواق الشعبية. نظراً لعرضها بأسعار زهيدة. لافتاً إلي أن من أكثر أنواع هذه الأسماك تداولاً بأسواق الاسكندرية هي سمكة "القراض" المعروفة باسم سمكة "الأرنب" وتشتهر بأنها شديدة السمية. وبسبب أحجامها الضخمة هناك بعض التجار الذين يستخدمونها في الغش التجاري ويقومون ببيع لحومها "فليه" علي أنه نوع من أنواع سمك المحرات. أوضح أن الأسماك السامة تختلف من نوع لآخر. فهناك من الأسماك ما تحتفظ بالسم بلحومها ومنها ما يكون السم بأحشائها فقط ومنها ما يوجد السم بهيكلها العظمي ومنها ما يوجد في ذيلها وتختلف درجة تأثير السم علي جسم الإنسان من سمكة لأخري. لافتاً إلي وجود أنواع من السموم تتسبب في حدوث الحساسية فقط ومنها من يتسبب في ارتفاع درجة الحرارة وحدوث القئ والاسهال ومنها من يكون قاتلاً. أضاف أن موطن أغلب الأنواع السامة من الأسماك كان البحر الأحمر. وبعد فتح قناة السويس بدأت ظهورها في البحر المتوسط.. حيث استوطنت وتكاثرت به. لافتاً إلي أن سمكة "الأرنب" التي تنتشر بالإسكندرية يوجد بها السموم في الكبد والأمعاء والجلد والخياشيم. وبمجرد اصطيادها وعدم استطاعتها علي التنفس تقوم بنفخ جسدها للضغط علي بعض الغدد المفرزة للسموم لكي تتسبب في تسمم لحومها. أشار إلي أن سمكة "الفهقة" غير عدائية ويزيد تواجدها بالبحر الأحمر أكثر من البحر المتوسط وتوجد سمومها في الطبقة الجلدية الداخلية لها. وبالنسبة ل"الرقيطة" أو "بقرة البحر" فأنها تنتشر في الأسواق العامة بالإسكندرية ومختلف المحافظات الساحلية وتملك ذيلاً طويلاً به شوكة شديدة السمية تستطيع من خلالها الدفاع عن نفسها بلدغ كل من يقترب منها. وسمكة "البلامة" تباع بجميع أسواق الاسكندرية تقريباً لعدم غرابة شكلها عن باقي الأنواع السامة وتحتفظ بسمومها أسفل كل شوكة علي ظهرها وهناك بعض التجار الذين يستخدمونها في الغش التجاري وبيع الأحجام الصغيرة منها علي أنها نوع من أنواع أسماك "السردين". قال "أنور" إن سمكة "العقرب" يكثر تواجدها بين محافظة الاسكندرية ومنطقة السلوم وتملك غدة سمية توجد أسفل الجلد. وتقوم بإفراز سمها عند شعورها بالخطر. وسمكة "القط" غير شديدة السمية ولكنها تتسبب في حدوث القئ والإسهال وارتفاع درجة حرارة آكلها. ويوجد السم بها قرب الزعنفة الصدرية. بينما سمكة "دجاجة البحر" تعرف بأكثر من اسم منها "ديك البحر" و"المخططة" و"الأسد" و"النارية" و"فراشة البحر" و"الريشية". وتوجد السموم بها أسفل كل شوكة من هيكلها العظمي. أما بالنسبة للسمكة "الصخرية" فإن السموم توجد في أشواك الزعانف الظهرية والحوضية التي تحيطها من الخارج التي يصل عددها إلي 15 شوكة. طالب الدكتور فكري نجيب أسعد -أستاذ متفرغ بمعهد علوم البحار التابع لوزارة التعليم العالي- بضرورة إنشاء مجموعة من معامل السموم لفحص الأسماك الشائعة في المياه الإقليمية سواء المالحة أو العذبة وتوعية الأفراد بعدم تناولها إلي جانب رفع درجات الوعي لدي الصيادين بعدم صيدها حتي لا يتعرضون للاصابة بحالات تسمم. أضاف رمضان محمود "صياد" أن أغلب الأسماك السامة هي حديثة الظهور بالبحر الأبيض.. ومن أسباب قيام الصيادين بجلبها هو عدم معرفتهم بمخاطرها وهناك العديد من الصيادين الذين أصيبوا بحالات تسمم بعد تناولهم لهذه الأسماك. قال يسري أبوضوة "صياد": الصياد مننا بيرمي الشباك وبيقول يارب وكل اللي يجيبه ربنا كويس. ومع جمع الشباك مرة أخري تظهر بها الأنواع الشهيرة والسامة التي تكون أغلبها ضخمة الحجم. لافتاً إلي أن هناك من الصيادين من لديه الضمير ويقوم بفرز الأسماك التي اصطادها قبل عودته من رحلة الصيد ومنهم من لا يقوم بذلك. موضحاً أن أغلب الصيادين الذين ورثوا هذه المهنة أباً عن جد ويعرفون تماماً الأسماك السامة أو غير المألوفة التي ظهرت حديثاً بالبحر المتوسط. أشار إلي أن شرطة المسطحات المائية تقوم بتنفيذ قانون هيئة الثروة السمكية بتفتيش مراكب الصيد فور عودتها من رحلتها وإعدام الأسماك السامة التي جلبتها قبل بيعها بالأسواق لخطورتها علي صحة المواطنين.