ترددت كثيرًا قبل الكتابة إليك حيث أري مشكلتي من المشكلات العصيبة علي الحل.. خاصة بعد أن بذلت كل المحاولات للحفاظ علي بيتي وزوجتي وأولادي ودفعت الضريبة كاملة من صحتي واستقراري النفسي والمادي. بداية أعرفك بنفسي أنا رجل في الأربعين من عمري نشأت في إحدي قري الشرقية بين أبوين يتفاني كل منهما في إرضاء الآخر وإسعاده. هكذا تفتحت عيني وأشقائي علي كيف يحترم الزوج زوجه والزوجة زوجها؟ لذا بعدما انتهيت من دراستي المتوسطة راح أبواي يختاران لي الفتاة المناسبة وفضلا أن تكون العروس من أقارب أزواج شقيقاتي لما يعرف عنهم بالأخلاق الكريمة وبما يتيح لي الوقت نفسه التدخل لإذابة أية مشكلات قد تقع واحتواؤها مبكرًا. نزلت علي اختيار أبي وأمي وتزوجت بالفتاة التي رشحوها لي والتي تقيم وعائلتها في قرية مجاورة لبلدتنا وكان عليَّ بعد الزواج النزول إلي القاهرة حيث مقر عملي بأحد المصانع لأبدأ مرحلة جديدة في حياتي يحدوني الرجاء في استنساخ تجربة أبي وأمي في بيت يسكنه التفاهم وتسوده روح المودة والاحترام.. لكن وجدتني أعيش مع زوجة نكدية تهوي العكننة وتبحث عنها من "ثقب إبرة". تصورت أنها مرحلة مؤقتة ستمضي بعد قدوم الأبناء والانشغال بتربيتهم ويبدو أنني كنت مخطئًا.. فأم أولادي ازدادت شراسة وتطاولاً وبدلاً من أن يقوم والدها بردها وتقويمها واجهني بكل أساليب البطش والإهانة مستقويًا بوظيفته المرموقة وبعض من أفراد عائلتهم الذين يتحاشي الجميع في بلدتهم الصغيرة التعامل معهم باستثناء أزواج شقيقاتي الذين آثروا السلامة وقطعوا كل علاقاتهم بهذه العائلة "الظالمة" لأبقي وحدي في مواجهتها. لقد تمادت زوجتي في إهانتي وتحميلي ما لا أطيق متناسية الفضل بيننا والذي جعلني في يوم من الأيام أقترض مبلغًا كبيرًا لإخراج أحد أشقائها من عثرته باختصار حاولت الاستعانة بزملائي المخلصين للتوسط بيني وبينها فما زادها ذلك سوي جبروت وتسلط محتمية في أبيها ووظيفته الموموقة "!!". في الآونة الأخيرة أي منذ عام تقريبًا بدأت "أم أولادي" تقاضيني في المحاكم بحجة عدم الإنفاق أظلمت في وجهي فتركت لها الشقة وصرت "سواحًا" أتنقل بين بيوت الأصدقاء بحثًا عن المبيت وكنت مستعدًا ومازلت لتحمل المزيد لكن ما أستطيع تحمله هو أن ينشأ أولادي في هذا الجو الملبد بالكراهية والعناد والطمع.. وهو ما بدأت أستشعره حينما قمت بزيارتهم مؤخرًا في المدرسة فبدلاً من أن يقابلوني بالأحضان لم يشغلهم سوي أخذ الحلوي التي حملتها إليهم معي.. ثم انصرفوا ليعودوا إلي فصولهم!! لقد أعياني البحث عن حل لمشكلتي مع أم أولادي حتي هزمني المرض وكدت أفقد حياتي إثر إصابتي بجلطة لكن الله سلم ومررت منها علي خير فعل يشاركني قراء نافذتك بآرائهم عسي أن أطوي هذه الصفحة الأليمة بأقل الخسائر الممكنة دون أن يضيع مني أولادي. م.ع.ع القاهرة * المحررة: كنت ضحية لاختيار أبويك فنصحوك بالزواج من نفس العائلة التي تجمعهم بها سابق تعارف بحكم النسب والمصاهرة ومع الوقت اكتشفت أنك وقعت في محيط عائلة لا تعرف سوي لغة الصدام وهضم الحقوق مستندة إلي نفوذ عائلها الكبير. حاولت يا صاحب التجربة ووفقا لروايتك التي يغيب عنها سماع الطرف الآخر أقول: حاولت من جانبك ترويض النمرة مستعينًا بالأهل والأصدقاء دون أن تصل لأية حلول معها مرضية حتي صرت سواحا تنتقل بين بيوت الأصدقاء.. وتختلس رؤية أولادك الصغار الذين ضاعفوا من محنتك بلقائهم الفاتر لك الذي.. وعدم لهفتهم عليك بعد أشهر من غيابا. تسأل عن طوق النجاة الذي يساعدك علي الخروج من هذه الأزمة التي كادت تسلمك إلي التهلكة حين أصابتك الجلطة وأري أنك لم تترك بابًا من أجل الوفاق بينك وبين أم أولادك وبالتالي ليس أمامك سوي التقرب إلي الله بالدعاء ليكشف عنك هذه الغمة ويرسل إليك بالوسيط المناسب الذي له كلمة مسموعة عند عائلة زوجتك التي يتحاشي الجميع التعامل معها بما فيها أزواج شقيقاتك.. ولا تدري ما الذي ستحمله لا الأيام من بشريات تخلصك من هذا الكابوس الذي يلازمك منذ يوم زواجك وحتي اليوم ويبدلك الله بخير منها..!!