نشأت "هويدا" وسط عائلة هنجرانية.. تعلمت فنون النشل منذ نعومة أظافرها.. واحترفت السرقة منذ الصغر.. وراحت تمارس نشاطها الإجرامي في وسائل النقل العام والأسواق الشعبية مستغلة الزحام الشديد وأوقات الذروة لنشل حافظة موظف عائد من عمله ببعض الجنيهات لمصاريف البيت.. أو مغافلة ربة منزل نزلت إلي السوق لشراء احتياجات أسرتها.. وسرقة الأموال من حقيبة يدها.. تميزت بالحرص الشديد في ممارسة نشاطها.. وقدرتها علي الهروب السريع من مسرح جريمتها بخفة حركتها.. واختارت الأحياء الراقية مركزاً لممارسة نشاطها في السرقة والنشل. تتنقل من ميكروباص إلي أتوبيس.. ومن سوق شعبي إلي مول تجاري بحثاً عن ضحاياها لسرقة أموالهم. ارتكبت العديد من الجرائم.. وساعدها براءة ملامحها وبساطة ملابسها في الهروب بجرائمها وغنائم نشاطها.. وعدم السقوط في قبضة رجال المباحث الذين لم يعرفوا بنشاطها أو يكشفوا أمرها حتي ذاعت شهرتها بين أبناء قبيلتها بتفوقها علي قريناتها من بنات الهنجرانية وأصبحت حلم شباب القبيلة وأبنائها الذين تهافتوا للتقرب منها ووقفوا علي بابها طلباً لودها.. والتقدم للارتباط بها طمعاً في أرباح نشاطها. وبالفعل ارتبطت بقصة حب مع أحد أبناء العائلة وتزوجت وهي في الثامنة عشرة من عمرها.. وأنجبت طفلتها الأولي "إسراء" ومرت بها الأيام وتعاقبت السنوات لكنها لم تنقطع عن ممارسة نشاطها لتوفير نفقات أسرتها أو لتلبية احتياجات زوجها ومصاريف المزاج الذي أدمنه. حتي تم القبض عليها مرتين بتهمة النشل. عندما شبت عود بنتها وبلغت الثامنة من عمرها.. لم تفكر في أن تبعدها عن طريق الشيطان أو تلحقها بالمدارس سعياً وراء تعليمها والبحث عن مستقبل أفضل لها.. بل اصطحبتها إلي عالم الإجرام.. وراحت تعلمها أساليب النشل والسرقة.. لتورثها حرفتها لتكون امتدادًا لها علي درب الشيطان. وفي احدي جولاتها في عالم الإجرام بمدينة نصر دفعت طفلتها لسرقة حقيبة يد احدي السيدات من داخل سيارتها أثناء توقفها أمام مول تجاري شهير.. حيث حاولت "الأم" التحدث مع الضحية بينما تقوم "الطفلة" بسرقة الحقيبة.. لكن قائدة السيارة انتبهت لحيلة "الأم" واكتشفت جريمة "الطفلة". استغاثت الضحية بالمارة.. وتصادف مرور النقيب محمد مكاوي وأحمد مختار من قوة مباحث مرور أمن قسم شرطة أول مدينة نصر.. وتم ضبط المتهمة الصغيرة وأمها واصطحهابهما إلي القسم لتحرير محضر بالواقعة. بعرض المحضر علي العميد عصام سعد مدير مباحث العاصمة اعترفت "هويدا" باستغلال "ابنتها" في أعمال السرقة والنشل.. وأمر اللواء أسامة الصغير مدير الإدارة العامة للبحث الجنائي بإحالتهما إلي النيابة للتحقيق.