شهد السوق الغنائي خلال العام الماضي انهياراً شديداً نتيجة الضعف الانتاجي مثل باقي الأعمال السينمائية والمسرحية بسبب الاحداث السياسية الساخنة.. الأمر الذي أدي إلي تراجع مشتريات سوق الكاسيت وهو التراجع الذي عاني منه المنتجون طوال السنوات الماضية. ومع بداية العام الجديد يظل السؤال المطروح: هل يعود الانتعاش إلي سوق الغناء وخاصة العاطفي في عام 2014؟! "المساء" استطلعت آراء عدد من نجوم الطرب وصناع الأغنية. في البداية قال المطرب إيمان البحر درويش لا توجد أغنية عاطفية علمت أو "ضربت" في العام الماضي نظراً لأن المزاج العام لا يسمح بسماع أغان عاطفية في الوقت الحالي ونتج عن ذلك أنني أجلت طرح ألبومي العاطفي "أنا مش ندمان" الذي كنت أنوي طرحه في رأس السنة لولا ما حدث في المنصورة مؤخراً فجعلني أقرر تأجيله مرة أخري. أضاف درويش: سوق الكاسيت "منهار" منذ فترة طويلة نتيجة تسريب الأغاني عبر مواقع الإنترنت وأصبحت الصناعة في خطر شديد إذا لم يكن هناك حقوق للملكية الفكرية ويتم تطبيقها بشكل حازم سوف تنتهي هذه الصناعة. اتفقت معه المطربة نادية مصطفي وقالت: بالفعل الاغاني والأوبريتات الوطنية هي المسيطرة علي سوق الأغنية الفترة الماضية خاصة بعد ثورة 30 يوليو ولكن علي الرغم من انشغالي واهتمامي الأكبر بالوضع السياسي الذي يحدث في المنطقة العربية إلا إنني حرصت علي سماع أغنية عمرو دياب الجديدة "الليلة" وهي الأغنية العاطفية الوحيدة التي لفتت نظري . تتوقع نادية أن ينتعش سوق الكاسيت بعد استقرار الأوضاع السياسية في مصر بالاضافة إلي وجود رقابة علي المواقع الالكترونية التي تذيع الاغاني "ببلاش" ولابد من إنقاذ هذه الصناعة قبل أن تخرب بيوت الذين يعملون فيها. يري علي المليجي رئيس شركة مزيكا أن سوق الكاسيت مازال في ركود وغير صحيح أن الألبومات التي طرحت في عام 2013 حققت إيرادات للشركات المنتجة بخلاف التنزيلات علي الإنترنت الذي يعتبره المطرب نجاحا له ومكسبا ولكنه في نفس الوقت خسارة علي المنتج. أضاف المليجي: علي الرغم من وجود قناة للشركة علي اليوتيوب إلا أننا لا نستطيع أن نضمن حقنا ولم تعوضنا عن سوق الكاسيت أوضح أن الموسم الغنائي خلا تماماً من أي أغنية عاطفية تركت علامة علي الرغم من إنتاج شركة مزيكا لأكثر من ألبوم منها مصطفي قمر ومحمد نور ولطيفة ورامي صبري والصوت الجديد هدير إلا أنهم لم يتركو علامة عند الجمهور مثلما حقق أوبريت "تسلم الأيادي" من نجاح منقطع النظير. أشار إلي أنه يتمني في 2014 تفعيل قانون حقوق الملكية الفكرية حتي يضمن المنتج حقه ويتشجع علي الإنتاج خاصة وأن هذه الصناعة في خطر. وجهة نظر الملحن حلمي بكر لم تختلف كثيراً عن آراء نجوم الطرب فقد أكدت علي أبرز ما قدم في موسم 2013 الغنائي أوبريت "تسلم الأيادي" الذي حقق نجاحاً كبيراً لأنه تيمة خفيفة وسهلة ويعبر عن كثير من البسطاء فضلا عن أنه يمثل رد فعل الشعب الذي فرح بنجاح 30 يونيو وإلي جانب أغنية المطرب حسين الجاسمي "تسلم أيدينك" وهناك أغان وطنية لم تحظ بالنجاح الجماهيري ولكنها جيدة علي المستوي الفني غير أن الأغاني العاطفية وغيرها لم تلق حظا من النجاح بسبب مزاج الجمهور الذي انشغل بالسياسة دون أي شيء آخر. أوضح بكر أن سوق الكاسييت "تعبان جداً" والسبب في ذلك يرجع إلي أن المطربين وقطاعا كبيرا من الجمهور توصلوا بنا إلي منحدر فني سخيف في الغناء فأصبح كل من يريد أن يغني عليه أن يخلع ملابسه ويرقص بإسفاف ويردد ألفاظا ومفردات غير لائقة وأنا أعترض تماماً علي من يطلق علي هذا السفه أغاني شعبية فالغناء الشعبي الذي نعرفه أرقي أنواع الغناء لأنه يعبر عن قاعدة عريضة من الشعب بمفرداته المصرية الخاصة. فيما يري الملحن حسن إش إش أن الموسم الحالي ليس وحده الذي لم يتضمن غناء جيدا بل نحن نعاني ذلك من ثلاث سنوات ولكن الاغاني الوطنية هي التي سيطرت علي الجمهور بالاضافة إلي ظهور أغاني الافلام الهابطة وأيضا أغاني المهرجانات التي يغنيها أوكا وأورتيجا والتي تعد أغاني وقتية أما الأغاني العاطفية لم "تعلم" مع الجمهور. أضاف: الأغنية التي تحقق نجاجاً الآن هي أغاني برومو الأفلام التي يسوق الفيلم من خلالها فتنتشر بسبب كثرة عرضها علي الفضائيات ومن ذلك المنطلق أصبح المطربون الشعبيون يعتمدون علي تقديم أغنية في فيلم فقط لتعلم مع الناس.. وللأسف أصبح التلحين مهنة من لا مهنة له مثل محمد عبدالمنعم الذي أساء للمهنة. إش إش قال باعتباره رئيسا للجنة حقوق الملكية الفكرية في جمعية المؤلفين والملحنين: من المفترض أن تكون الجمعية والنقابة لهما دور في الارتقاء بالمهنة والذوق العام وهذا قانون يتم تجاهله بالود والحب والصداقة والصحوبية والمحسوبيات.. وأنا أعترض دائما إلا أن رئيسي محمد سلطان دائما يقول ليس لدينا دخل بما يقدمه المطربون وليس من اختصاصنا الاعتراض علي ما يقدم ودائما ما اعترض ولكن الأغلبية دائما تكون مع رأيه فأنا احتاج لأكثر من سبعة أعضاء حتي استطيع تنفيذ ما أرغب.