عندما نشأت حركة الإخوان المسلمين في عام 1928 برئاسة حسن البنا كان الهدف نشر الدعوة الإسلامية علي أساس الحب والإخاء والتعارف. وطبيعي أن تلقي هذه الأهداف صدي قوياً بين جموع المسلمين.. ومن هنا بدأت عناصر الجماعة في العمل علي تحويلها من جماعة مدنية الي جماعة شبه عسكرية لتحقيق أهدافهم بالقوة وبدأوا في بناء جيش لهم تحت اسم فرق الرحلات كما جاء في كتاب جذور الفتنة في الفرقة الإسلامية للواء حسن صادق.. وبدأت رموز الجماعة في نشر بعض أهدافهم الأخري والتي يقف علي رأسها التمسك بفكرة الخلافة والحكومة الإسلامية والتي اعتبروها ركناً من أركان الإسلام. وفي عام 1933 بدأ حسن البنا يخوض في المسائل السياسية مبرراً ذلك بأن الإخوان قد أصبح لهم دار في كل مكان.. واشتدت قوة الإخوان حتي بلغت فروعها 300 فرع في عام 1938 وكان مؤيدهم الأول هو علي ماهر باشا.. وبدأوا يتدخلون في الشئون السياسية للدولة وقرروا اتباع سياسة الجهاد لفرض تعاليمهم بالقوة فأسسوا النظام الخاص والجهاز السري حيث تم تشكيل هيئة قيادة وخلايا واركان حرب وجنود وتم تحديد واجب كل منهم.. وعلي رأس كل خلية أمير لتعليم الأفراد الواجب وغرس مفهوم شرعية هذه الاعمال العسكرية وتم تحديد نظام البيعة والمخابرات العامة والتجسس علي الاحزاب والقصر.. وراحوا يجهزون هذا الجيش السري بالمال والأسلحة والمفرقعات والذخائر وتضخم الجيش بصورة كبيرة. وفي عام 1942 قررت حكومة الوفد إغلاق جميع الشعب ولكنها سرعان ما هادنتهم حتي عندما تركت الوزارة الحكم عام 1944 كانت شوكتهم قد قويت وأصبحوا يطمعون في الوصول إلي الحكم. وعندما عارضهم أحمد ماهر باشا في عام 1946 واسقطت حكومته حسن البنا وخمسة من الإخوان لعضوية مجلس النواب قام محمود عيسوي باغتيال رئيس الوزراء. وفي عام 1948 ظهرت خطورة الإخوان فقد أصبحوا دولة داخل الدولة.. وصدر قرار النقراشي باشا بحل الجماعة وكان هذا أول قرار حاسم بإغلاقها. علي أن الجماعة لم تهدأ بعد مقتل حسن البنا إذ أجري فؤاد سراج الدين وزير الداخلية في حكومة الوفد مفاوضات مع الإخواني مصطفي مؤمن علي إعادة الحياة للجماعة ولكن بشكل سري.. ونجحت هذه المفاوضات وأعلن رئيس الجماعة حسن اسماعيل الهضيبي أن الإخوان يستعملون القوة الروحية.. أما القوة المادية فهي من اختصاص الحكومة ورغم ذلك تضخم الجيش السري وزادت أسلحته واستمروا في التسليح والعتاد. ورغم أن قرار حل الجماعة الذي تم عام 1948 كان مازال سارياً إلا أن عبدالناصر أكد حل الجماعة عام .1954 هذا تاريخ جماعة الإخوان وفكرها دائماً لا يتغير مهما جاءت حكومات وذهبت إلا أن فكرهم دائماً واحد.. الإيمان بالروحانيات.. والتسليح.. واستخدام القوة والإرهاب.. حقا انها جماعة إرهابية منذ أن ظهرت وحتي الآن.