كل عام وأنتم بخير.. بدأ فصل الشتاء في مصر بداية ثلجية تبشرنا بأن هذا الشتاء سيكون قاسيا وشديد البرودة.. السؤال الذي يفرض نفسه كيف تواجه الأمهات هذا الشتاء وتحمين أطفالهن من أمراض هذا الفصل وعلي رأسها الزكام والأنفلونزا. سألنا عدداً من أطباء الأطفال والصحة العامة عن النصائح التي يقدمونها لكل أم حتي تحافظ علي أولادها خاصة أن امتحانات التيرم الأول بالمدارس علي الأبواب. في البداية ينصح الدكتور سمير موسي - استشاري طب الأطفال - بالحرص علي تناول الفواكه الطازجة أو العصائر وخاصة عصير البرتقال حيث يوجد به فيتامين "سي" بالإضافة إلي الحرص علي تناول الطفل وجبة الإفطار قبل الذهاب للمدرسة مع نصف كوب عصير الليمون أو عصير البرتقال البلدي. أكد ضرورة عدم ارتداء الطفل "الآيس كاب" أو أي غطاء علي الرأس لأنه بمجرد خلعه سوف يتعرض للجو البارد ومن الممكن أن يصاب بالزكام أو الأنفلونزا. حذر الأم من أن يرتدي أطفالها العديد من الملابس بشكل مبالغ فيه حيث إنها تساعد علي مهاجمة المرض له وترتفع درجة حرارته ويصبح أكثر عرضة للإصابة بالفيروسات. كما نصح "د. موسي" بالاحتفاظ بأدوية "بارسيتامول" بثلاجة المنزل سواء كان للشرب أو "لبوس" حيث يمكن استخدامه بسرعة في حالات ارتفاع درجة الحرارة أو الإصابة بالأنفلونزا أو الزكام. تري الدكتورة لبني فواز - أستاذ طب الأطفال واستشاري الغدد الصماء والسكر بقصر العيني - ضرورة التركيز علي التغذية الجيدة للأطفال في الشتاء حتي يكتسب مناعة قوية ضد أمراض البرد والأنفلونزا. أشارت إلي أنه بالنسبة للأطفال الرضع "الأقل من عامين" لابد من تدفئة مستمرة ولابد من تعرضه للشمس لأنها تقيه الإصابة بأمراض الشتاء وتساعد أيضا علي صلابة العظام لاحتوائها علي فيتامين "د". حذرت الأم من تعرض ابنها لحوادث المنزل وخاصة في فترة الحبو بأنها لا تضعه بمفرده علي السرير أو علي كرسي فوتيه!! تنصح كل أم باتباع طريقة الاستحمام الصحيحة للطفل في الشتاء وهي طريقة تختلف عن الصيف حيث تشير إلي ضرورة استخدام الماء الفتر في استحمام الطفل بالإضافة إلي استخدام صابون غير معطر وخال من المواد الكيميائية نظرا لأن المواد الكيميائية - والكلام علي لسانها تزيد الطبقات السطحية نم البشرة وهي طبقات ذات أهمية حيث تساعد في الحفاظ علي البشرة. تنصح الدكتورة رحاب عبدالحي - أستاذة الصحة العامة بجامعة القاهرة: بضرورة الاهتمام بوجبة الإفطار للطفل مع كوب اللبن.. بالإضافة إلي تجنب تبادل القبلات مع زملائه لمنع انتقال الفيروس إليه. أشارت إلي أن كوب اللبن مهم للغاية مع تناول بيضة مسلوقة أو جبنة نستو حيث إن مثل هذه الوجبة تمده بالطاقة والدفء مؤكدة علي ضرورة تعود الطفل علي غسل يديه قبل تناول الطعام وبعده لعدم الإصابة بأي عدوي أو فيروسات مؤكدة أن بحوث البنك الدولي أثبتت أن عدم غسيل الأيدي هي العامل المباشر للإصابة بالأمراض المعدية. نصحت بتناول الفواكه والخضراوات وخاصة الطماطم والخيار والبرتقال والحرص علي تناول فيتامين "سي" وذلك بتناول البرتقال أو اليوسفي. أكدت أيضا أن كوب اللبن مهم للأطفال كل صباح بالإضافة إلي الحرص علي تناول وجبات غذائية من اللحم أو الأسماك والأرز والخضر والفاكهة. البعد عن الأماكن المغلقة ينصح الدكتور طلعت عبدالقوي - رئيس الاتحاد النوعي للبحوث الطبية: كل أم بالحرص علي التهوية الجيدة والسليمة والبعد عن الأماكن المغلقة حتي لا تنتقل إليها العدوي بالإضافة إلي التدفئة وتناول المشروبات الساخنة التي تحتوي علي فيتامين "سي" مثل الليمون أو البرتقال للوقاية من الإصابة بالأنفلونزا. ينصح الأم التي لديها طفل مريض بالسكر أن تحرص علي إعطاء أدوية علاج السكر بانتظام وفي المواعيد التي حددها الطبيب لأن أي خلل مع مريض السكر وخاصة الأطفال يؤدي إلي ضعف جهاز المناعة وبالتالي سهولة الإصابة بالميكروبات والفيروسات التي تحمل أمراض الأنفلونزا والنزلات المعوية. تضيف الدكتورة مروة عبدالعزيز - إستشاري طب الأطفال: أن الأطفال في المرحلة العمرية 7 سنوات أي المرحلة الابتدائية وخاصة الأطفال مرضي الكبد يجب علي الأم إمدادهم بملعقة "العسل" سواء النحل أو الأسود مضافة إلي عصير البرتقال أو عصير الليمون بالإضافة إلي تناول الأدوية الخاصة بمرض الكبد في مواعيدها بانتظام. أشارت إلي ضرورة الرضاعة الطبيعية للأطفال الرضع حتي ولو أصيبوا بنزلات معوية أو قيء لأن الرضاعة الطبيعية بها أجسام مضادة تحافظ علي جهاز المناعة وعلي الأم أيضا دور كبير في تغذيتها الذاتية بالإضافة إلي النظافة الشخصية للأم وللطفل حتي لا يصبح فريسة للميكروبات وخاصة في فصل الشتاء. مع الأمهات عزة عبدالحميد - موظفة بإحدي شركات القطاع الخاص: أن مشكلتها كل عام مع طفلها البالغ من العمر 10 سنوات وهو بالصف الرابع الابتدائي.. حيث يهاجمه مرض الأنفلونزا كل عام بالرغم من المواظبة علي تناول عصير البرتقال بصورة يومية ولكن هناك عدوي تنقل له من خلال أصدقائه بالمدرسة ولكن ليس هناك متابعة من إدارة المدرسة بإجراء فصل بين التلاميذ المصابين بأمراض الشتاء والأصحاء حتي لا تتم نقل العدوي.. وهذه هي مسئولية المدرسة أولا!! تضيف مديحة الغمراوي - ربة منزل - أنها فضلت البيت عن العمل بالرغم من أنها تعمل محاسبة بوزارة المالية وذلك من أجل أطفالها وجميعهم يتعرضون للأنفلونزا ليس فقط في فصل الشتاء بل في فصل الصيف أيضا والسبب يرجع إلي ضعف جهاز المناعة. تضيف محاسن عبدالقوي - باحثة اجتماعية - أن لديها طفلاً بالصف السادس الابتدائي وهو يواجه كل عام الإصابة بالنزلات المعوية أو الشعبية ونزلات البرد بصفة عامة.. ولكن المواظبة علي عصائر البرتقال والليمون مع إضافة العسل يخفف إلي حد ما الإصابة ولكن لا يمنعها تماما!! أشارت إلي أن المدارس مصنع للعدوي بين التلاميذ وليس المنزل ولابد من عمل عزل بين التلاميذ إلي جانب التهوية داخل الفصول.