نشرت صحيفة التايمز البريطانية تقريراً مهمًا لمراسلها بالعراق "أنطواني لويد" بعنوان الحرب في سوريا أحيت القاعدة في العراق حمل فيه القوات الأمريكية مسئولية صنع جيل جديد من زعماء هذا التنظيم الذي يعد التنظيم الأول علي مستوي العالم. قال لويد ان ابراهيم عوض إبراهيم علي البدري العراقي الجنسية والبالغ من العمر 33 سنة. لم يكن منذ سنوات معدودة سوي مزارع بسيط له بعض الميول السلفية كغيره من الشباب العربي المسلم في كثير من البلاد العربية والاسلامية الذين انتشر بينهم المذهب السلفي مع الطفرة النفطية في 1973 ولكنه قبض عليه ضمن آخرين وسجن مع العديد من القادة الكبار للقاعدة لمدة 3 سنوات خرج بعدها جهاديا متطرفا وكون مجموعة شديدة المراس من الجماعات المنتمية للقاعدة وبات يعرف الآن في العراق باسم "أبي بكر البغدادي" وأصبح أخطر عناصر القاعدة في العراق والمنطقة كلها ولا يضاهيه في ذلك إلا المدعو "محمد الجولاني" في سوريا. والحقيقة أن ما أشار إليه "أنطوني لويد" بخصوص مسئولية أمريكا عن صناعة الارهابيين من هذا الطراز ومن طرز أخري في المنطقة يعد حرفا واحدا في كتاب كبير بعنوان الدور الامريكي في صناعة الارهاب بالشرق الأوسط. وربما يكون من نافلة القول الاشارة إلي دور أمريكا التاريخي في صناعة الجماعات الاسلامية بل المذاهب الاسلامية لاستخدامها وتوظيفها منذ عقود كثيرة كوريث لبريطانيا أو شريك معتمد لها في هذا المجال ولذلك نقتصر علي دورها في صناعة الموديلات الجديدة من هذه الجماعات الارهابية في التاريخ المعاصر وبالتحديد منذ احتلال الاتحاد السوفياتي لافغانستان عام .1979 اعتبرت أمريكا احتلال افغانستان في ذلك العام من قبل الاتحاد السوفياتي تجاوزا للخطوط الحمراء حيث اقترب الروس من المياه الدافئة في الخليج حيث البترول والممرات المائية الدولية ولذلك حشدت كل حلفائها وعملائها بالمنطقة لخوض حرب اخيرة ضد موسكو. اختارت واشنطن عنوان براق لهذه الحرب الجهاد المقدس ضد الشيوعية والالحاد وبدأت الحرب في أفغانستان التي مثلت بؤرة جذب لكافة الجماعات الجهادية في العالم وفعلا خرج السوفيت من كابول وتفكك الاتحاد السوفيتي ولكن الحرب لم تنفذ حيث كان الجهاديون قد اكتشفوا أنفسهم وقوتهم بمساعدة امريكا وباشرافها فعادوا ليمارسوا نشاطهم كل في بلده ضد الحكومات التي صنفوها بانها كافرة رغم ان أغلبها يعمل ضد الحظيرة الامريكية. وبعد أخذ ورد وجزر ومد استمر لسنوات توصلت امريكا إلي فكرة مفادها ضرروة الخروج من الصدام مع هؤلاء الوحوش الذين صنعتهم واستخدامهم لتحقيق أهدافها واطماعها في الشرق الاوسط. استعانت بكثير من المتخصصين في مجال الحركات الاسلامية وتاريخها امثال برنارد لويس وآخرين وفي النهاية اكتملت الخطة ومفادها الاعتماد علي هؤلاء ضمن اتفاق يحقق مصلحة الطرفين الحفاظ علي مصالح امريكا بالمنطقة من جانب والسماح للاسلاميين بحكم المنطقة بشروط من جانب آخر. وبدأت العجلة تدور علي أساس هذه النظرية منذ ما قبل الغزو الامريكي للعراق بسنوات واستمرت حتي وصلنا المشهد الحالي. أمريكا صنعت الارهاب والارهابيين وتوظف القطاع الاكبر منهم لتنفيذ مخطط الشرق الأوسط الجديد وان بقيت جيوب منهم هنا أو هناك لا يزالون خارج نطاق السيطرة ربما لانهم لم يكونوا شركاء في المخطط. الارهاب صناعة صهيو امريكية بامتياز وقد بدأت الحقائق تتوالي وسيثبت بشكل نهائي عما قريب أن جل ما يحدث ليس له علاقة بدين أو وطنية أو اصلاح من أي نوع وانما يستهدف تحقيق ما لم تستطع امريكا واسرائيل تحقيقه علي مدار عقود في إطار ما بات يعرف بالجيل الرابع من الحروب وعماده استخدام ابناء البلد أو المنطقة المستهدفة من كل التيارات لتنفيذ مخططات اسرائيكا أو امريكا ئيل.