ليس أقل من وصفها بأنها ثورة مرتقبة في اللوائح المنظمة بعمل الأندية وضخ دماء الفاعلية والجدية في شرايين الجمعيات العمومية للأندية ومجالس إدارتها التي أصابها الجمود وتحولت إلي ثوابت فرعونية مقدسة.. كما تحولت الأندية نفسها إلي ما يشبه الملكية الخاصة لمجالس إدارتها بينما الأغلبية الممثلة في الجمعية العمومية مهمشة تهميشا متعمدا بلا صوت ولا إرادة حتي انحصر الاهتمام بها في مجرد تقديم بعض الخدمات داخل النادي والقلق لها قبل كل انتخابات. هذه "الثورة" المرتقبة للنهوض بمسئوليات الأعضاء والجمعيات العمومية داخل الأندية وتصحيح الأوضاع غير السليمة لمجالس الإدارات ستكون العنوان الرئيسي للمؤتمر الخاص الذي يعد له المجلس القومي للرياضة بإشراف رئيسه المهندس حسن صقر وكل المتخصصين في المجلس.. وهو المؤتمر المحدد له مبدئيا يوم 20 مايو الجاري ويستمر لمدة يومين.. وسوف يشارك فيه خبراء المجلس القومي للرياضة وخبراء قانونيون ونخبة من رجال الإعلام وممثلي الأندية الكبري ونخبة من شباب ثورة 25 يناير.. وسيكون هذا المؤتمر تحت عنوان "الجمعيات العمومية للأندية الرياضية.. بين الواقع والمأمول". ومن هذا العنوان يتضح ان المجلس القومي للرياضة يهدف إلي رصد الواقع القائم الآن في الأندية والذي يؤكد ان السلبية هي سيدة الموقف بين أعضاء الجمعيات العمومية وان هذه السلبية تسببت في انتشار ظاهرة الفساد أو علي الأقل تمكن فئة معينة من مقدرات النادي وقيادته دون أدني مشاركة فعالة من الأعضاء وكأن الأندية قد أصبحت ملكيات خاصة يصعب اختراقها أو كشف أغوارها وأسرارها.. حتي ان مجالس إدارات بعض الأندية تحولت إلي مغارة مظلمة لا يستطيع السير فيها إلا من صنعوا هذه المغارة وامتلكوا كل أسرارها وخبراتها. وتعبير "الثورة" هو الهدف الرئيسي وراء هذا المؤتمر لتغيير أبرز بنود اللوائح الحالية وجعل مجلس الإدارة مجرد أداة تنفيذ وإدارة للجمعية للعمومية.. وتلك بدورها يجب ان تكون أقدر علي المحاسبة الدورية وأيضا المحاسبة الفورية وتحقيق الإجراءات اللازمة لتلك المحاسبة.. مثل النسبة المطلوبة للدعوة لجمعية عمومية غير عادية والنسبة المطلوبة لطرح الثقة في مجلس الإدارة وأيضا النسبة المطلوبة لإسقاط المجلس نفسه طالما انه دخل مرحلة طرح الثقة مثلما حدث قبل عدة شهور في نادي الشمس عندما صوتت الجمعية العمومية غير العادية علي طرح الثقة ولكن منعت اللوائح إسقاط المجلس رغم ان الأغلبية طالبت بذلك. من البنود المقترحة للمؤتمر المهم جدا عودة نسبة مشاركة الشباب دون ال 30 سنة وهو البند الذي تم إلغاؤه في اللوائح الحالية وكان خطأ كبيرا لأنه أفقد مجالس الإدارات روح الشباب وحتمية تواصل الأجيال.. ومنها أيضا مناقشة الاقتراح الخاص بقصر الترشح والانتخاب في مجلس الإدارة علي دورتين فقط لمدة 8 سنوات. كما هو الحال في الاتحادات الرياضية بهدف تداول الإدارة بين أعضاء النادي وكسر حالة الجمود والهيمنة التي تتسم بها أغلب مجالس الإدارات للأندية في مصر ومنها مجال شبه ثابت منذ ما يزيد علي 20 عاما ولا يفكها سوي الموت. محمود الجراحي وكيل وزارة بالمجلس القومي للشباب والرياضة أكد ان التوصيات التي سيتم الاتفاق عليها خلال مناقشات المؤتمر ستكون موضع التنفيذ بشكل فوري مع أول انتخابات قادمة لأي ناد حيث سيتم صياغة هذه التوصيات في لوائح نهائية قابلة للتنفيذ الفوري. وعلمت "المساء" انه يتم الآن في المجلس القومي للرياضة الإعداد لهذا المؤتمر وتحديد جدول الأعمال والبحوث المطروحة للمناقشة في كل بند من البنود الهادفة لتنشيط الجمعيات العمومية.. وأضاف الجراحي ان الدعوة مقترحة للمشاركة في هذا المؤتمر الموسع وتقديم المقترحات والدراسات لمناقشتها خلال المؤتمر ولجانه المختلفة. وعلمت "المساء" ان عددا كبيرا من الأندية التي تلقت الدعوة للمشاركة في هذا المؤتمر قد أعد العدة لتقديم رؤيتها لتحرير الأندية اقتصاديا وجعلها أكثر قدرة علي إدارة شئونها المالية والاستثمارية لرفع قدراتها الاقتصادية خاصة الأندية ذات الشعبية في كرة القدم والتي تواجه عجزا شديدا في نفقات اللعبة خاصة ان الأندية المصرية ستكون مطالبة بالتعامل مع دوري المحترفين الذي يستوجب حرية اقتصادية أكبر للأندية واستقلال مالية كرة القدم عن ميزانيات الأندية.