لست مع المطالبين بمنع أعضاء الحزب الوطني الديمقراطي من المشاركة في الحياة السياسية. رغم حجتهم القوية لتبرير ذلك الطلب المتمثلة في ان هؤلاء الأعضاء تسببوا في إفساد الحياة البرلمانية وشاركوا في تزوير الانتخابات المتعاقبة. رفضي -من وجهة نظري- يعود إلي أن المواطن الآن أصبح لديه من الوعي ما يكفي ليحمي إرادته وصوته الانتخابي وهو ما سيثبت الحجم الحقيقي لهؤلاء في الشارع السياسي حتي يختفوا من المشهد بإرادة الجماهير التي ذاقت علي أيديهم كل أنواع التزييف والتزوير. وعلينا ألا ننسي أن من بين هؤلاء الأعضاء عدداً لا بأس به من الشرفاء الذين لم يشاركوا في التزوير.. وفي المقابل فإن الأعضاء "إياهم" تسربوا وتسللوا فور صدور الحكم القضائي بحل الحزب الوطني إلي الأحزاب الأخري. وقسموا أنفسهم عليها في محاولة مستميتة للبقاء في الأضواء التي تسهل لهم أعمالهم. ولكن غاب عنهم أن الدولة الآن أصبحت لا تتستر علي أحد فعلاً وقولاً -لا شعارات- وأصبحوا منبوذين من الجميع وهم لا يشعرون.. فالدولة دولة قانون ومؤسسات.. لا دولة فساد وأفراد. وإذا كان هؤلاء الأعضاء يحاولون اللعب علي وتر النسيان. فإنني أؤكد لهم ان المواطن -كما قلت- أصبح لديه الوعي الكامل والشجاعة الكافية لمواجهة هؤلاء ووضعهم علي "الرف". * * * وعلينا أيضاً نحن شعب مصر العظيم صاحب التاريخ العظيم والأحداث الأعظم أن نعوّض ما فاتنا منذ ثورتنا المجيدة.. ونكف عن البكاء علي الماضي حتي لا يخرج علينا البعض ليؤكد المقولة الشهيرة "بديلي الفوضي" وان أيام ما قبل الثورة كانت أفضل وغير ذلك من مخاوف في صدورنا.. ولأننا شعب عظيم أتمني ألا نصل إلي هذه المرحلة. وعلينا التعويض وبسرعة.. علينا أن نعمل وبجد.. وننسي المطالب الفردية التي ستتحقق قطعاً طالما ساد العدل وزاد الإنتاج.. فلا يمكن زيادة المرتبات -مثلاً- والانتاج متوقف.. وعلينا ألا نرمي أنفسنا في أحضان أصحاب نظرية اليأس وتحطيم المعنويات.. علينا ألا نجعل ولو فرداً واحداً يترحم علي أيام ما قبل الثورة التي كنا جميعاً نعمل 24 ساعة لنوفر قوتنا فقط بدون البحث عن الكرامة التي أهدرت أو الديمقراطية التي تجعلنا نناقش أمورنا ونستمع للرأي الآخر لضمان توزيع عادل للثروة.. ولا نجد التفاوت الذي كان موجوداً في الدخل.. وعلينا أن نتأكد ان الحرية التي نعيشها ستدوم مع الديمقراطية والعدالة الاجتماعية بكل مشتقاتها. * * * "قد" نتفق أو نختلف * أشعر وكأننا شعب جديد غير الشعب الذي عشنا بينه قبل ثورة 25 يناير.. أصبح يراقب ويناقش.. بعد أن كان يخشي ولو التلميح إلي أي شيء!! * وبهذه المناسبة.. نرجو تغيير سلوكياتنا إلي الأفضل لتعبر -وبحق- عن سلوكنا طوال فترة الثورة.