الاثنين قبل الماضي تناولت قصة تحت عنوان "زئير الأحزان التي اختتمها ملتمساً أن يجد من كلماتي وكلمات القراء بل ورأي المتخصصين ما يعنيه علي اجتياز أحزانه التي أطبقت علي أنفاسه منذ رحيل زوجه أم أولاده وبدوري توجهت إليه بالحديث إلي انه هو الذي باستطاعته الخروج مما هو فيه خاصة انه يملك من القدرات النفسية ما لا يملكها غيرك فتاريخه الطويل في دنيا الرياضة والتحكيم لابد وأن يكون قد تعلم منه كيف يتغلب علي هزائمه ويستأنف انتصاراته؟ وفي الحقيقة ما أن تناولت محنة الكابتن الأرمل "محمد عبدالكريم إمام" من القاهرة حتي توالت مشاركات القراء علي النافذة وأبدأها بالفاكس الذي وصلني من رفيق دربه في عالم التحكيم الكابتن رضا حجازي من المنصورة ويخاطبه فيه بالإجابة علي تساؤلات خمسة وهي لماذا لا نعترف بأن: الحقيقة الوحيدة في حياتنا هي الموت. في اللوح المحفوظ مسجل بداية ونهاية لكل مخلوق؟ قضاء الله وقدره نافذ ولا راد لقضائه. الأنبياء هم أكثر الناس وأشدهم ابتلاء فأين نحن منهم؟! يواصل: لقد جعلتني يا صديقي محمد وأنا أشعر بلوعتك علي فراق زوجك الوفية أتذكر تلك اللحظات القاسية التي فقدت فيها ولدي الصغير والوحيد "حسن" وكيف كانت مواساتك لي وقتئذ بالتجلد والاحتساب مستحضرا ابتلاء نبينا المصطفي حين توفي ولده ابراهيم ومحنة سيدنا أيوب مع المرض وسنوات صبره عليه حتي كافأه الله بنهر يغتسل منه ويشرب ليبرأ من مرضه نهائيا فاثبت يا كابتن واحتسب.. أما أصدقائي الرياضيون فادعوهم للوقوف بجانبه حتي يستعيد توازنه النفسي فهذا حقه علينا جميعا.. "انتهت الرسالة". * وعبر الهاتف تقدم الشاعر أحمد جعفر بمشاركته متحدثا للكابتن الحزين باللغة التي يفهمها وهي إذا كان في الرياضة هزيمة ومكسب ففي الحياة أيضا أفراح وأحزان والأخيرة لا سبيل لنا للخروج منها سوي بمزيد من الانخراط وسط الناس ومزيد من التقرب إلي الله ولعل صاحب المحنة يكفر بجدية في السفر لأداء العمرة فكم هو في أمس الحاجة لهذه الرحلة الروحية وعساه أن يعجل بها.. نهاية المكالمة. * وتأتي نصيحة القارئة فتحية م.ح من البحيرة له بأن يشغل وقت فراغه بأي عمل أو بالاستماع لمشكلات غيره التي معها قد تتضاءل أحزانه وتهون تماما مثلما حدث معي حينما كنت أبكي علي حال ولديّ الوحيدين اللذين تخرجا في الجامعة ولم يتوظفا بعد لكنني سرعان ما توقفت عن البكاء وأنا أري حال شقيقتي التي ابتليت في ابنها الشاب حين تعرض لحادث أليم أسلمه للمقعد المتحرك. ومن جانبه يقول صديق النافذة عصام الكيلاني من القاهرة ان الوفاء الحقيقي لذكري أحبائنا الذين فارقوا الحياة هو الدعاء لهم وإخراج الصدقات فلا تحرم زوجك من ذاك الثواب وتلك الرحمات. * وإذا كانت هذه هي نصائح أصدقاء النافذة للكابتن الحزين فإن للطب النفسي كلاما آخر حيث يري الدكتور مصطفي حسين مدير مستشفي الصحة النفسية بالعباسية بأن حالة الاكتئاب التي تسيطر علي من فقدوا أحباء لديهم ليست حالة مستعصية بل قابلة للشفاء تماما إذا ما مضي العلاج في ثلاثة مسارات أولها المسار الدوائي ثم المجتمعي فالتأهيلي وفي حال فشل هذه المسارات في تحقيق درجة الشفاء المرجوة يصبح لا بديل عن العلاج الروحي.. ونعتقد ان حالة الكابتن ستستجيب سريعا لعلاج الثلاثة مسارات. ** وبعد ولمن لم يقرأ قصة "زئير الأحزان" فهي لرجل في الخمسينيات من العمر تعرض لصدمة نفسية شديدة حينما فقد أمه وزوجته في أقل من ستة شهور حيث لم تحتمل أمه أن تراها وهي تتعذب تحت وطأة المرض الخطير التي ظهرت أعراضه عليها فجأة.. وكادت لا تنتبه إليه لولا الآلام المفاجئة التي أصابت الكابتن محمد عبدالكريم واستدعت نقله المستشفي. .. و.. وبعد فحوص وتحاليل تبين اصابته بحصوات في الحالب.. ولم يكن ذلك هي المحنة إنما كانت في هذا الاستفسار العابر منه لأحد الأطباء وهو يحدثه عن الأعراض التي تشكو منه زوجه.. استفسار تبعه أخذ عينة فورية من موضع الشكوي والآلام لتظهر النتائج الصادمة فأم أولاده تعاني من نفس المرض الخطير الذي أصاب "حماته" وأودي بحياتها.. حقيقة مؤلمة لم تصمد معها العلاجات الكيماوية المكثفة ولم يمض وقت طويل حتي لحقت زوجته بأمه. ورغم مضي علي رحيل شريكة العمر.. لم يبرأ الكابتن من أحزانه ولم يخفف وجود ابنه بجواره منها فهو يتلمس كل معاني الفراق في كل ما يسمعه حتي رنة هاتفه المحمول ما هي إلا رثاء في رثاء.. الأمر الذي جعله يكتب إلينا ملتمساً النصيحة كيف أجتاز أحزاني؟.. .. ولقراءة القصة كاملة يمكنكم الرجوع لأرشيف "المساء" عبر الإيميل عدد الاثنين الموافق 18 نوفمبر .2013