أري الأفكار في سرداب عقلي تتصارع كل فكرة تريد لنفسها الغلبة وليكون لها الأولوية رغم ان كل هذه الأفكار لا تنشغل إلا بهموم وطني وأمانيه.. هذا الوطن العائد بعد أن أناط عن جسده الأثمال البالية وأعاد لنا كرامة ظننا انها قتلت بفعل فاعل.. لذلك كانت عودة الروح إلي كل الربوع.. ولم تكن العودة قاصرة علي مكان دون آخر.. فحيث تسير تشعر بأن الهواء تغير وان السماء تبدلت وان اللامبالاة والتنطع الذي كان يميز العامة قد تغير ولما لا ونحن نعيش عصراً جديداً سعينا إليه بدمائنا وسنحافظ عليه بأرواحنا بعد أن بدا ميزان العدل في التحرك ليعط كل ذي حقا حقه وبدا قناع الزيف يسقط من فوق الوجوه البشعة التي سلبت مصر أموالها وحريتها.. وبدأنا عهدا جديدا تحقق لنا فيه طموحات كانت أحلاماً فأصبحت واقعاً ملموساً علي أرض الواقع.. ولكن هذه اللوحة الجمالية التي أصبح عليها الوطن تناشدنا جميعا أن نتكاتف.. أن نغلب الصالح العام علي الأنا وألا نقول أنا.. بل نقول نحن.. لأن روح الثورة كانت جماعة.. ولولا ذلك ما حققنا شيئا مما نجني الآن من ثمار.. حقا أشياء كثيرة تبدلت وأشخاص أطاح بهم تصحيح المسار رغم مكابرتهم ومحاولاتهم تغيير جلودهم لكن ذهبت محاولاتهم أدراج الريح وهبت عاصفة التطهير فاقتلعت جذورهم نهائيا. وهنا يجب أن نعيد النظر في أحوالنا وسلوكياتنا وما آلت اليه شئوننا يجب أن يعود العامل إلي عمله والصانع إلي مصنعه والطالب إلي معهده أو كليته .. ويكفينا اننا أصبحنا لا نخاف أن نقول ما يجيش في نفوسنا ولا نهاب أن نعبر عن مكنون صدورنا وأن ننتقد ما يشذ عن آرائنا.. اننا تغيرنا وأبدا لن نعود إلي الوراء.. فقد انطلق قطار الحرية وأبدا لن يتوقف.. كما ان معول التطهير لا أتخيل أن يترك وكرا من أوكار الفساد إلا وحطمه.. ولكن بشيء من الصبر والتريث والهدوء.. لأن العشوائية لا تورث سوي العشوائية وفي التأني السلامة.. والأمور ولله الحمد تسير في الطريق الصحيح والحقوق بدأت في العودة إلي مستحقيها.. وان أول الغيث قطرة.. وقطرة غيث تحقيق الآمال انهمرت. همسة لا تجادل الأحمق. فقد يخطيء الناس في التفريق بينكما